رسائل قيس سعيد للإخوان.. كشف الأهداف وتأكيد السيادة الوطنية
رسائل قيس سعيد للإخوان
في سلسلة من الرسائل الرئاسية الحاسمة، ألقى الرئيس التونسي قيس سعيد الضوء على مساعي جماعة الإخوان المسلمين لتشويه مسار 25 يوليو 2021، ومحاولاتهم الاستقواء بالخارج ضد مصالح الوطن، استعرض الرئيس سعيد تفاصيل هذه المساعي، مؤكدًا على السيادة الوطنية ورفضه القاطع للتدخلات الأجنبية في الشؤون التونسية.
*فضح الأهداف الإخوانية*
في رسالته الأولى، أشار الرئيس التونسي إلى محاولات الإخوان لتشويه مسار 25 يوليو 2021، الذي كان بمثابة نقطة تحول في السياسة التونسية، إذ أزاحهم من المشهد السياسي وأجهض أحلامهم في السيطرة، قال سعيد: إن هذه الحملات تهدف إلى "الارتماء في أحضان الدوائر الاستعمارية" لتشويه المسار الإصلاحي الذي بدأه، مؤكدًا أن هذه الحملات تعكس استقواء الجماعة بالخارج على حساب مصلحة تونس.
خلال لقائه مع وزيرة العدل ليلى جفال، أكد الرئيس سعيد أن مسار 25 يوليو يهدف إلى تحرير الوطن من الأدران التي علقت به على مر العقود. أضاف أن تونس هي دولة ذات سيادة وطنية، في رسالة واضحة للإخوان ومن يدعمهم، مفادها أن التدخلات الأجنبية في الشأن التونسي مرفوضة تمامًا.
*ازدواجية المعايير*
تطرق الرئيس سعيد أيضًا إلى مسألة حرية التعبير، والتي يتناولها الإخوان بشكل مستمر، أشار إلى أن الإخوان يتحدثون كثيرًا عن المرسوم عدد 54 والفصل 24 المتعلق بمعاقبة ناشري الشائعات والأخبار الزائفة، ليؤكد في هذا السياق على احترامه الكامل لحرية التعبير.
أوضح سعيد أنه يرفض المساس بأي شخص بسبب آرائه، مشيرًا إلى أن حرية التعبير مضمونة بالدستور، ومع ذلك، لفت الانتباه إلى أن بعض الأشخاص لا يمتلكون حرية التفكير، وبالتالي لا يمكنهم الحديث عن حرية التعبير، ملمحًا إلى أن هؤلاء الأشخاص هم امتداد للدوائر الاستعمارية.
نفى الرئيس سعيد أي مزاعم تشير إلى أن الزج بالإخوان في السجون جاء نتيجة لمواقفهم السياسية، مؤكدًا أن حرية التعبير مصونة في تونس، وأنه لم يتم تتبع أي شخص بسبب آرائه. هذه الرسالة أجهضت المزاعم التي يروجها الإخوان بشأن تعرضهم للقمع السياسي.
*ضرب الدولة*
وفي رسالة ثالثة، تحدث الرئيس سعيد عن الوقفات الاحتجاجية التي تنظمها جبهة الخلاص الإخوانية، مشيرًا إلى أن هذه الوقفات تهدف إلى تأجيج الأوضاع وضرب الدولة. قال سعيد: إن المتظاهرين الذين يتجمعون أسبوعيًا أمام المسرح البلدي في العاصمة يحظون بحماية الأمن، ورغم ذلك يتحدثون عن المساس بحرية التعبير. أكد أن هدف هؤلاء هو تفكيك الدولة، وهو ما يظهر جليًا بالحجة والبرهان.
وأشار الرئيس التونسي إلى أن جبهة الخلاص الإخوانية تعتزم تنظيم وقفة احتجاجية للمطالبة بإطلاق سراح المساجين من الإخوان، وعلى رأسهم زعيمهم راشد الغنوشي. هذا التحرك يأتي في إطار محاولات الإخوان المستمرة لتأجيج الأوضاع وزعزعة استقرار الدولة التونسية.
*غلق الأبواب وحماية الدولة*
من جانبه، قال عبدالرزاق الرايس المحلل السياسي التونسي: إن رسائل الرئيس قيس سعيد كشفت الأهداف الحقيقية لجماعة الإخوان المسلمين في تونس، والتي تسعى للاستقواء بالخارج وتشويه المسار الإصلاحي الذي بدأه الرئيس.
وتابع الرايس في حديثه لـ"العرب مباشر"، الرئيس أكد بما لا يدع مجالًا للشك على السيادة الوطنية ورفض التدخلات الأجنبية ليغلق الباب أمام محاولات الإخوان لتأجيج الأوضاع تهدف إلى ضرب الدولة وتفكيكها.
واعتبر المحلل السياسي التونسي، أن هذه الرسائل الرئاسية تُعد دعوة للوحدة الوطنية ولتوجيه الجهود نحو بناء مستقبل أفضل لتونس، بعيدًا عن التأثيرات الخارجية ومحاولات زعزعة الاستقرار الداخلي.