لمواجهة النفوذ الإيراني.. تحركات مكثفة في سوريا في ظل القيادة الجديدة
لمواجهة النفوذ الإيراني.. تحركات مكثفة في سوريا في ظل القيادة الجديدة
عينت هيئة تحرير الشام (HTS) في سوريا عبد الرحمن فتحي، القيادي السني الإيراني الأصل المعروف بخطبه الجهادية، نائبًا لشؤون إيران في خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقات مع السنة الإيرانيين وتقليل نفوذ طهران في سوريا، حسبما نقلت شبكة "إيران إنترناشونال".
استراتيجية سورية جديدة
وتابعت الشبكة، أن عبد الرحمن فتحي، الذي يحمل تاريخًا طويلًا في النشاط السلفي، سيقوم بدور محوري في تشكيل استراتيجية الهيئة تجاه إيران والمناطق الكردية.
فتحي، المعروف أيضًا باسم "أبو صفية الكردي"، نشأ في إيران حيث بدأ دراسته الدينية في مساجد مهاباد، ومن ثم تابع دراسته في كردستان العراق تحت إشراف عبد القادر توحيدي، وهو شخصية بارزة في حركة التوحيد للسنة الإيرانيين.
وقد كان لتوحيدي تأثيرًا كبيرًا في تشكيل معتقدات فتحي السلفية.
وأضافت، أنه منذ انضمامه إلى حركة الإسلام في كردستان في التسعينات، أصبح فتحي شخصية بارزة في الأوساط السلفية الإيرانية، بعد أن عاد إلى إيران في أواخر التسعينات، أصبح إمامًا لقرية زيفه قرب مهاباد، لكن آراءه السلفية جلبت له الكثير من المتاعب مع السلطات الإيرانية التي اعتقلته عدة مرات، وآخر اعتقال له كان في عام 2011، حيث قضى ثلاث سنوات في سجن راجيه شهر.
وأشارت، أنه في عام 2014، غادر فتحي إيران وانضم إلى الجماعات الجهادية في سوريا، حيث أصبح من الشخصيات البارزة في "حركة المهاجرين السنة الإيرانيين"، وهي فصيل من السنة الإيرانيين الذي بايع هيئة تحرير الشام.
وفي إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام، تولى فتحي عدة مناصب هامة منها قاضٍ شرعي وموظف مفتي، وكان يُشهر خطبه الجهادية التي تدعو لتحرير سنة إيران من حكم الشيعة الإيرانيين.
شخصية محورية
وأوضحت الشبكة الإيرانية، أن تأثير فتحي على الجهاديين الكرد تزايد في المنطقة، إذ يربط بين السلطة الدينية والاستراتيجية السياسية، ما يجعله شخصية محورية في خطط هيئة تحرير الشام الإقليمية.
وتابعت، أن تعيينه نائبًا لشؤون إيران قد يكون بمثابة تحول في استراتيجية الهيئة تجاه إيران والمناطق الكردية، في وقت يواصل فيه زعيم الهيئة، أبو محمد الجولاني، التشديد على أن إيران تمثل تهديدًا كبيرًا في سوريا.
من جهتها، تواجه طهران تحديات كبيرة من قبل المجموعات الجهادية السلفية التي تحاربها في المنطقة، حيث إن تعيين فتحي يبرز تأثير الشبكات السلفية الجهادية العابرة للحدود ويكشف عن هشاشة الوضع الإيراني في سوريا في ظل تعزيز الحركات السلفية.