تركيا في مأزق بعد مقترح أميركي بنقل أنظمة إس-400 الروسية إلى أوكرانيا
وضعت تركيا نفسها في مأزق بعد مقترح أميركي بنقل أنظمة إس-400 الروسية إلى أوكرانيا
يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته، أصبحوا في ورطة ومأزق كبير، بعدما طرح الرئيس الأميركي جو بايدن عليه أن تنقل أنقرة أنظمة إس-400 الروسية إلى أوكرانيا لمحاربة الروس، خصوصا أن هذا النظام الصاروخي كان مثار خلافات دائمة بين أميركا وتركيا.
ويعني المقترح الأميركي أن تركيا ستصبح طرفًا مباشرًا في الحرب، خصوصا بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أي دولة ستنقل أسلحة إلى أوكرانيا ستكون طرفًا في النزاع.
مقترح أميركي
وحسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فقد استندت وكالة رويترز الإخبارية الى ثلاثة مصادر مطلعة، والذين كشفوا عن أن واشنطن طرحت على أنقرة بشكل غير رسمي فكرة إرسال أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية إس-400 إلى أوكرانيا، في محاولة لمساعدة كييف والغرب في مواجهة الحرب الروسية.
وكشفت المصادر عن أنه خلال زيارة نائب وزير الخارجية ويندي شيرمان إلى تركيا في وقت سابق من هذا الشهر، طرح المسؤولون الأميركيون الفكرة على نظرائهم الأتراك، لكن ذلك جاء بشكل شفهي، ودون تقديم طلب رسمي أو محدد بهذا الشأن.
مصدر توتر
ولطالما كانت أنظمة إس-400 الروسية التي استحوذت عليها تركيا في عام 2019، أحد المصادر الرئيسية للتوتر بين أنقرة وواشنطن؛ إذ تعارض الولايات المتحدة شراء تركيا وامتلاكها لهذه المنظومة الروسية.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أنه في ديسمبر 2020، أقر الكونجرس الأميركي قانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA) الذي تضمن بندًا يفرض عقوبات على تركيا بسبب إصرارها على الحصول على أنظمة إس-400.
وترى واشنطن أن استخدام الأنظمة الروسية داخل الناتو خطر على أنظمة التسليح الأميركية الموجودة بالقرب منها، حيث توضح الإدارات الأميركية أن هذه الأنظمة تشكل تهديدًا لطائرات "F-35".
وردا على شراء تركيا للمنظومة الروسية، فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عقوبات على قطاع الدفاع التركي.
وأصرت إدارة جو بايدن على موقف الإدارة السابقة إزاء تركيا في هذه المسألة، فأكدت أنها لن تخفف العقوبات إلا بعد إزالة نظام إس-400 من تركيا.
وطلبت واشنطن من الحلفاء الذين يستخدمون معدات وأنظمة روسية الصنع -بما في ذلك إس-300 إس-400- التفكير في نقلها إلى أوكرانيا لمواجهة الروس في الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت قبل أربعة أسابيع.
حدود مشتركة
لكنَّ محللين يرون أن أنقرة سترفض هذه الفكرة بالتأكيد، خشية انتقام الدب الروسي، وذلك على الرغم من أن السلطات التركية لم تعلق على أي اقتراح يتعلق بنقل أنظمة إس-400 لأنقرة إلى أوكرانيا.
مساومات مرتقبة
لكن على الجانب الآخر، تطرح صحيفة أحوال التركية احتمالات لمساومات أخرى بين واشنطن وأنقرة، لافتة إلى تصريح أدلى به وزير العدل التركي بكر بوزداغ، عندما قال: إن متطلبات "اتفاقية المساعدة القانونية" بين الولايات المتحدة وتركيا قد اكتملت، وإنه حان الوقت لقيام واشنطن بتسليم زعيم "تنظيم جولن".
وحسبما نقلت وكالة "الأناضول" التركية، قال الوزير التركي: إن المعركة ضد "التنظيم الإرهابي مستمرة دون هوادة".
وتناصب الحكومة التركية العداء مع رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله جولن، حيث تتهمه بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها البلاد في عام 2016، كما تقول أنقرة: إن جولن يقود تنظيما للتغلغل في أجهزة الدولة والجيش للانقلاب على الحكومة. وتصنف أنقرة حركة جولن تنظيما إرهابيا.