رسائل الإمارات لحل الأزمة الليبية بعد وصولها مجلس الأمن

أزمة ليبيا مستمرة منذ 13 عاماً تصل لمجلس الامن

رسائل الإمارات لحل الأزمة الليبية بعد وصولها مجلس الأمن
صورة أرشيفية

سنوات من الأزمة يعيشها الشعب الليبي إثر الإطاحة بالعقيد معمر القذافي؛ ما دفع البلاد إلى شكل جديد من الأزمات السياسية المتتالية لأكثر من 13 عاماً شهد خلالها شعب ليبيا جميع الأحداث السياسية بداية من أزمات داخلية وتواجد الإخوان وانتشار الإرهاب والميليشيات الأخرى.

ومع ذلك تسعى الإمارات لحل الأزمة الليبية بشكل واضح حيث تتحرك الدبلوماسية الإماراتية بكثرة مؤخراً لدعم الشعب الليبي الشقيق وإنهاء الخلاف السياسي الذي سيطر على البلاد مؤخراً، حيث تسعى إلى إعادة البلاد للطريق الصحيح عن طريق رسائل مميزة.

رسائل الإمارات بالأمم المتحدة

رسائل ألقاها، السفير محمد أبو شهاب نائب المندوبة الدائمة لدولة الإمارات بالأمم المتحدة، مؤكدًا أن ليبيا دخلت منذ ثلاثة عشر عاماً "منعطفا حرجا، شهد خلالها الشعب الليبي صعوبات جمة بسبب انعدام الأمن والاستقرار، وتردي الأوضاع الإنسانية وظهور تحديات اقتصادية جسيمة".

وأضاف السفير أبو شهاب: أنه على الرغم من ذلك تمكن الليبيون خلال السنوات الماضية من إحراز تقدم ملحوظ نحو التوصل إلى تسوية سلمية، تنقل البلاد إلى مرحلة جديدة من السلم والتنمية والازدهار، لكن لا تزال هناك عقبات يمكن ولا بد من تجاوزها، وفي مقدمتها الانقسامات التي أصبحت تهدد المكتسبات التي تحققت في العملية السياسية، حيث يجب إعلاء مصلحة الشعب الليبي فوق كافة الاعتبارات.

وأوضح نائب المندوب الدائم لدولة الإمارات بالأمم المتحدة، أن دولة الإمارات، وهي في الشهر الأخير من عضويتها في مجلس الأمن، تؤكد على عدد من المسائل الهامة المتعلقة بالوضع في ليبيا.

خيارات هامة للسياسيين في ليبيا

الخيارات التي عرضتها الإمارات تتمثل في ضرورة أن تظل العملية السياسية هي الخيار الأول والوحيد لإرساء الأمن والاستقرار في ليبيا، بحسب السفير أبو شهاب، الذي قال إن ذلك يعني الالتزام بالحوار واتخاذه سبيلاً لحل الخلافات بين الفرقاء.


مؤكداً على دعم دولة الإمارات لجهود اللجنة المشتركة 6+6 لصياغة القوانين الانتخابية، معربًا عن أمانيه في أن تتوصل كافة الأطراف إلى حلول عملية وملموسة وتوافقية في هذا الجانب، كما أعرب عن تطلع بلاده إلى مواصلة الأمم المتحدة، والمبعوث الخاص، في جهود وساطتهما التي لا غنى عنها لبناء الجسور بين الأطراف الليبية ومساعدتهم على التوصل إلى تسوية سياسية شاملة وعادلة، بقيادة وملكية ليبية.

كذلك ضرورة دعم واستئناف الخدمات الأساسية وخاصة لسكان المناطق التي ضربتها الفيضانات الكارثية، قبل ثلاثة أشهر، مشيرًا إلى أنه رغم استمرار جهود التعافي وإعادة الإعمار، إلا أن المدن والمناطق المتضررة لا تزال بحاجة إلى مزيدٍ من الدعم، خاصة مدينة درنة التي نزح الآلاف منها.

وشدد على الحاجة لإكمال عملية المصالحة الوطنية، على أن تكون شاملة وجامعة ولا تقصي أحداً، مؤكدًا أن دولة الإمارات ستواصل دعم كافة الجهود المنصبّة على تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا والمنطقة العربية، والتي هي في أمس الحاجة لإنهاء الأزمات المتشعبة فيها.

وأشار إلى أن هذه المسألة باتت ملحة اليوم أكثر من أيّ وقت مضى، فالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يشعل مزيداً من التوترات الإقليمية، وعلينا بذل كافة الجهود الممكنة للحفاظ على التقدم الذي شهدته دول المنطقة تجاه الحلول السلمية، ومنها ليبيا.

وأكد الباحث السياسي، ضرار بالهول، أن دولة الإمارات العربية المتحدة منذ وقت طويل تعهدت بتقديم الدعم لتواجد حكومة ليبية واحدة وإنهاء النزاع في ليبيا، وهو ما يتم عبر دعم السلطة التنفيذية في ليبيا وجهودها لإرساء السلام والاستقرار، حيث انزلقت ليبيا إلى أتون حرب دامية منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي وقتله إبان احتجاجات حاشدة شهدتها البلاد عام 2011.

وأضاف بالهول في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن دولة الإمارات تلعب دورًا مهمًا في الأزمة الليبية، كونها حريصة على إنهاء حالة الصراع الحالية، وحل الأزمة الليبية، مستغلة علاقاتها ودورها الذي كان على مسافة واحدة من كل الأطراف الليبية المختلفة.

بينما يرى الباحث السياسي الليبي، حسين مفتاح، أن دولة الإمارات كان لها دور كبير في مساعدة الجيش الليبي في محاربة الإرهاب، بالإضافة إلى دورها في كبح جماح قوى إقليمية، ودفعتها لتغيير مواقفها من الأزمة الليبية، وهي من أهم الدول العربية حالياً، وتمتلك دبلوماسية مميزة تسعى لإنهاء النزاع في البلاد.

وأضاف مفتاح في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن دولة الإمارات، كانت وما زالت داعمة للشعب الليبي في المحافل الدولية، خاصة في تبنيها موقفًا محايدًا لجمع الأطراف الليبية على طاولة واحدة، وتقريب وجهات النظر بينها، ورسائل الإمارات حالياً في الأمم المتحدة هي رؤية واضحة لما يريده الشعب الليبي.