قلق أممي متزايد من تأثير الهجمات الإسرائيلية على موانئ ومطار لبنان

قلق أممي متزايد من تأثير الهجمات الإسرائيلية على موانئ ومطار لبنان

قلق أممي متزايد من تأثير الهجمات الإسرائيلية على موانئ ومطار لبنان
الأمم المتحدة

تصاعد القلق الدولي في الآونة الأخيرة بشأن تعطيل الموانئ والمطار في لبنان نتيجة الهجمات الإسرائيلية المستمرة، والتي أثرت بشكل مباشر على البنية التحتية الحيوية للبلاد.

 مع استمرار تصاعد التوترات بين إسرائيل وحزب الله، أصبحت هذه المنشآت الاستراتيجية أهدافًا مباشرة للهجمات؛ مما أدى إلى شل حركة التجارة والسفر وتفاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية في البلاد.

الموانئ اللبنانية، وخاصة ميناء بيروت، تعتبر شريان الحياة للاقتصاد اللبناني، حيث يعتمد البلد بشكل كبير على الواردات لتلبية احتياجاته الأساسية من المواد الغذائية والطبية والوقود.

 تعطيل هذه الموانئ يؤدي إلى تفاقم أزمة الإمدادات، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعاني منها لبنان منذ سنوات.

 وبسبب الهجمات الإسرائيلية المتكررة، تضررت مرافق الميناء بشكل كبير، مما عرقل حركة السفن التجارية وقلل من القدرة على استقبال الواردات الحيوية.

تأثيرات خطيرة


وقد أثارت الحرب الحالية في لبنان علي ما يحدث عالمياً، حيث عبر كارل سكوي، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، معبراً خلال زيارته لبيروت، عن قلقه من إمكانية تعطيل موانئ لبنان ومطارها، ما سيكون له تأثيرات خطيرة على إمدادات الغذاء في البلاد، في ظل الهجمات الإسرائيلية المتواصلة ضد جماعة حزب الله اللبنانية.

وقال سكوي، في مقابلة مع وكالة أسوشييتد برس: "ما شاهدته وسمعته اليوم مدمر، لكن الأمور قد تزداد سوءاً، وهذا ما يجب تجنبه"، وأكد على أهمية إبقاء خطوط الإمداد مفتوحة.

قلق من غلق الموانئ


وأوضح سكوي، أن "هناك قلقاً كبيراً، ومن بين تلك المخاوف هو الحاجة إلى تشغيل الموانئ وطرق الإمداد"، وأشار إلى أن الأسعار الغذائية ارتفعت بالفعل بسبب النزاع، على الرغم من أن المطار والموانئ الرئيسية لا تزال تعمل.

وفيما يتعلق بالأوضاع في غزة، أشار سكوي إلى أن الجوع قد زاد بشكل كبير بسبب العقبات الكبيرة التي تواجهها المنظمات الإنسانية في إدخال الغذاء والإمدادات إلى المنطقة المحاصرة.

وأضاف، أن السلطات الإسرائيلية قدمت "التزامات" بعدم تعطيل الموانئ والمطار في لبنان، لكنه أضاف: "لكن بالطبع، هذا بيئة متغيرة جداً، لذا نحن لا نأخذ أي شيء كأمر مسلم به".

وتُظهر تقديرات الحكومة اللبنانية أن نحو 1.2 مليون شخص تم تهجيرهم، من بينهم 200,000 يقيمون في ملاجئ جماعية، ويقوم برنامج الغذاء العالمي بتزويدهم بالوجبات، وطالب سكوي بإعادة فتح معبر "المصنع" الحدودي بعد أن قُصف الطريق الرئيسي المؤدي إليه.

ومن جانبها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء التأثيرات السلبية لهذه الهجمات على الوضع الإنساني في لبنان. المنظمات الأممية تشدد على أن تعطيل الموانئ والمطار لا يعرض فقط الاقتصاد اللبناني للخطر، بل يضع المدنيين في مواجهة معاناة أكبر نتيجة انقطاع الإمدادات الحيوية.

 الأمم المتحدة دعت إلى ضرورة حماية البنية التحتية المدنية وفقًا للقانون الدولي الإنساني، وحثت على وقف الهجمات التي تؤدي إلى تعطيل الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها السكان المدنيون.

تعطيل الموانئ والمطار يفاقم أيضًا من أزمة النزوح، حيث يواجه لبنان تحديات متزايدة في استقبال الإمدادات اللازمة لدعم النازحين داخليًا وخارجيًا، بالإضافة إلى السكان المحليين.

 الهجمات الإسرائيلية تعزز الشعور بعدم الأمان بين المدنيين وتدفع الكثيرين للتفكير في مغادرة البلاد بحثًا عن الأمان، رغم القيود المفروضة على السفر.

ويرى الباحث السياسي طوني حبيب، إن تعطيل الموانئ والمطار في لبنان يعد تصعيدًا خطيرًا من قبل إسرائيل، ويهدف بشكل مباشر إلى خنق الاقتصاد اللبناني وزيادة الضغوط على الحكومة والشعب اللبناني في ظل التوترات الإقليمية المستمرة.

 هذه الهجمات لا تستهدف فقط البنية التحتية الحيوية، بل تهدف إلى فرض عزلة كاملة على لبنان، مما يعمق أزماته الاقتصادية ويزيد من معاناة المدنيين".

وأضاف حبيب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن تعطيل ميناء بيروت والمطار له آثار كارثية على لبنان الذي يعتمد بشكل كبير على الواردات لتلبية احتياجاته الأساسية. هذا الشلل سيؤدي إلى تفاقم أزمة الإمدادات ويزيد من خطر الانهيار الشامل للاقتصاد اللبناني، الذي يعاني أصلاً من ضغوط مالية ونقدية خانقة.