تسلل جوي بلا رادع.. الطائرات بدون طيار لغز مستمر يهدد سماء الولايات المتحدة

تسلل جوي بلا رادع.. الطائرات بدون طيار لغز مستمر يهدد سماء الولايات المتحدة

تسلل جوي بلا رادع.. الطائرات بدون طيار لغز مستمر يهدد سماء الولايات المتحدة
طائرات حربية

في الوقت الذي تزداد فيه أهمية الطائرات بدون طيار كأداة حربية واستطلاعية، تواجه الولايات المتحدة معضلة جديدة تتعلق بتسلل هذه الأجهزة إلى مواقع عسكرية حساسة دون رادع واضح، حادثة غامضة فوق قاعدة "لانغلي" الجوية كشفت هشاشة النظام الدفاعي الأمريكي في التعامل مع طائرات بدون طيار مجهولة الهوية، ما يثير تساؤلات جدية حول القدرات الدفاعية لمواجهة مثل هذه التهديدات المتزايدة.


*معضلة الدفاع عن الأجواء الأمريكية*


في ضوء تزايد استخدام الطائرات بدون طيار كأدوات حربية واستطلاعية على مستوى العالم، برزت مشكلة جديدة تواجه الولايات المتحدة على أراضيها.

كشف حادثة تحليق طائرات بدون طيار فوق قاعدة "لانغلي" الجوية بولاية فرجينيا عن ضعف النظام الدفاعي الأمريكي في التعامل مع هذه الأدوات التقنية المتقدمة، حيث تستمر هذه الطائرات بالتحليق بلا رادع لعدة أيام متتالية.

تتمثل المشكلة الرئيسية في أن القوانين الفيدرالية الأمريكية تمنع الجيش من إسقاط الطائرات بدون طيار إلا إذا كانت تشكل تهديدًا وشيكًا، ما يجعل الدفاع عن المنشآت العسكرية الحساسة مثل قاعدة "لانغلي" معقدًا.

في هذا السياق، أشار تقرير صادر عن صحيفة "وول ستريت جورنال"، إلى أن مجموعة من الطائرات بدون طيار مجهولة الهوية خرقت المجال الجوي المحظور فوق القاعدة على مدى 17 يومًا متتالية، بدءًا من الغسق، ما دفع قادة الجيش إلى البحث عن سبل التصدي لهذه التوغلات الغامضة.

*حيرة وشكوك*


بدأت الطائرات بدون طيار بالظهور في سماء قاعدة "لانغلي" في شهر ديسمبر الماضي، حيث تم رصد أول طائرة بطول يقدر بـ20 قدمًا وسرعة تجاوزت 100 ميل في الساعة على ارتفاع يتراوح بين 3000 و4000 قدم.

تبعتها طائرات أخرى، تبدو في المسافة وكأنها مجموعة من جزازات العشب الطائرة، حسب وصف الجنرال مارك كيلي، قائد القوات الجوية الأمريكية.

استمر ظهور هذه الطائرات بشكل منتظم يوميًا لمدة 17 يومًا، مثيرة حالة من الحيرة بين المسؤولين العسكريين حول مصدرها والغرض منها.

بينما ما يزال الغموض يلف هوية مشغلي هذه الطائرات، أثارت الحادثة شكوكًا لدى بعض المسؤولين الأمريكيين حول احتمالية أن تكون هذه الطائرات جزءًا من اختبارات تقوم بها دول معادية مثل روسيا أو الصين لاختبار ردة فعل الدفاعات الأمريكية.

في حين أن البعض يشير إلى احتمال أن يكون مشغلو الطائرات مجرد هواة طيران، إلا أن تعقيد العملية ومهارات الطيران تجعل هذا الاحتمال ضعيفًا.

*تدخل وكالات الأمن*

تصاعدت هذه المخاوف لتصل إلى البيت الأبيض، حيث عقدت عدة اجتماعات مع مسؤولين من وزارة الدفاع ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ومكتب الأجسام الطائرة المجهولة في البنتاغون.

تم تكليف خبراء بإيجاد حلول لهذه المعضلة ومحاولة فهم هوية مشغلي الطائرات بدون طيار، وفي وقت سابق من شهر أكتوبر، كانت هناك حوادث مشابهة تتعلق بطائرات بدون طيار اخترقت المجال الجوي لمنشآت حكومية تستخدم لاختبار الأسلحة النووية، ما يزيد من تعقيد الموقف ويعزز المخاوف بشأن هذه الهجمات المحتملة.

*الخيارات المطروحة لمواجهة الطائرات*


في ضوء هذه التحديات، تم طرح عدة خيارات لمواجهة التهديدات التي تشكلها هذه الطائرات. من بين هذه الخيارات استخدام الإشارات الإلكترونية لتعطيل أنظمة الملاحة الخاصة بالطائرات بدون طيار.

ومع ذلك، حذر بعض المسؤولين من أن هذا قد يؤدي إلى تعطيل أنظمة الطوارئ المحلية وشبكات الإنترنت. كما تم اقتراح استخدام أسلحة طاقة موجهة لتدمير الطائرات بدون طيار، لكن هذه الأسلحة لا تزال تحمل مخاطر كبيرة، خصوصًا في المناطق المأهولة بالسكان أو القريبة من المطارات.

*المحاولة الأخيرة للتصدي*


في محاولة أخيرة لملاحقة هذه الطائرات، شاركت قوات من خفر السواحل الأمريكي في عمليات ملاحقة الطائرات عبر إطلاق شباك في الهواء لاصطيادها.

ومع ذلك، فشلت هذه المحاولات بسبب صعوبة تعقب الطائرات بدون طيار ليلاً، فضلاً عن أن بعض الطائرات كانت تحلق على ارتفاعات منخفضة وسرعات بطيئة، ما يجعل استهدافها تحديًا كبيرًا.

*حل اللغز*


على الرغم من الجهود المكثفة لتحديد مصدر هذه الطائرات، لم تتمكن السلطات الأمريكية من تحديد الجهة المسؤولة عن تحليق الطائرات بدون طيار فوق قاعدة "لانغلي".

ولكن، في حادثة منفصلة، تم القبض على شخص يدعى "فينجيون شي" بالقرب من حوض بناء السفن في نيوبورت نيوز، بعدما تم العثور على طائرة بدون طيار تابعة له تلتقط صورًا لسفن بحرية قيد الإنشاء.

وعلى الرغم من أن السلطات لم تربط هذا الشخص مباشرة بالطائرات التي حلقت فوق "لانغلي"، إلا أنه تم اتهامه بالتجسس والتقاط صور غير قانونية لمنشآت بحرية.

 

*لغز الطائرات مستمر*


وفيما يظل الغموض يحيط بهوية مشغلي الطائرات بدون طيار، أفادت تقارير جديدة في أكتوبر الجاري عن رصد المزيد من الطائرات بدون طيار الغامضة بالقرب من قاعدة إدواردز الجوية شمال لوس أنجلوس.

ومع استمرار هذه التوغلات، تواجه الولايات المتحدة تحديات حقيقية في تحديث أنظمتها الدفاعية ضد تهديدات الطائرات بدون طيار المتزايد.