استخفاف بآلام ريزا وغضب تركي… ما قصة الشاي وأردوغان؟

استخف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بآلام ريزا

استخفاف بآلام ريزا وغضب تركي… ما قصة الشاي وأردوغان؟
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

أصبح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مادة ثرية للسخرية بين نشطاء الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، بعد زيارته إلى مدينة ريزا، مسقط رأسه المنكوبة بالفيضانات، بعد قيامه بتوزيع عبوات الشاي على المنكوبين من أبناء المنطقة.

سخرية واستهجان
 
وأثار تصرف أردوغان موجة هائلة من الضجة والسخرية، على موقع التواصل الاجتماعي، خصوصا «تويتر» في تركيا.

ووفقًا لصحيفة "سوزجو" التركية، زار أردوغان، مسقط رأسه المنكوب في مدينة ريزا، عاصمة ولاية ريزا، شمالي تركيا بعدما ضربتها الفيضانات، مؤخرًا، وسقط فيها العديد من الضحايا، إلا أن زيارة الرئيس التركي لم تكن بهدف الوقوف على تداعيات الكارثة، وإنما لحضور مؤتمر شعبي لحزبه الحاكم "العدالة والتنمية".

وأشارت الصحيفة إلى فداحة تصرف أردوغان الذي تجاهل المصاب الأليم للأهالي، وقام بالاحتفال بحزبه خلال المؤتمر بتوزيع عبوات الشاي على المتضررين من الفيضانات، دون أن يُعيرهم أي اهتمام، أو يفكر في إيجاد حلول أو بدائل لما ألم بهم.

لاقى موقف أردوغان استهجانًا واسعًا، مما أثار غضب الأهالي. 

غضب بين مواطني ريزا وتركيا

وانتشر مقطع فيديو لأردوغان أثناء توزيعه لعبوات الشاي على المواطنين في ريزا عبر المواقع الإخبارية التركية، عقب انتهاء كلمة له في المؤتمر الشعبي للحزب، وسط تجاهل تام لمظاهر التباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية في بلد يعاني من تفشي وباء كورونا بصورة كبيرة بين مواطنيه.

غضب شعبي

واستنكر المواطنون موقف أردوغان، وكتب أحدهم عبر "تويتر": "وزع أردوغان الشاي على المواطنين الذين دمرت الفيضانات منازلهم في ريزا! لقد تفاجأت من هذا المشهد! ولكن لا أعرف هل الخطأ ممن يوزعون الشاي أم مَن يأخذونه".

وأضاف آخر: "ستتغير أشياء كثيرة في الدولة عندما يسأل نفسه ما حاجة أهالي ريزا إلى الشاي الذي يزرعونه بأنفسهم". 

وتابع آخر: "لستُ الوحيد الذي يخجل من توزيع الشاي، في مدينة ريزا، على المواطنين، لستُ الوحيد، أليس كذلك؟!".

فيما سخر ثالث من الموقف، قائلا: "نكتة البحر الأسود الأساسية لهذا اليوم، هو رمي أردوغان الشاي على رؤوس المواطنين في مدينة ريزا المنكوبة، هكذا سيتم القضاء على آلام المتضررين".

استخفاف بالأزمة

وردت المعارضة التركية على تصرفات أردوغان بالسخرية حينا والهجوم حينا آخر.

فاعتبر ولي آغ بابا، نائب رئيس الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية، أن ما قام به أردوغان "استخفاف بالأزمة".

وقال آغ بابا في تغريدة له عبر "تويتر": "كلاسيكيات أردوغان! يرمي الشاي على رؤوس المواطنين الذين دُمرت منازلهم بسبب الفيضانات في ريزا. هذه المشاهد المُخجلة تحدث في تركيا بسبب حزب العدالة والتنمية".

يوزع الشاي بـ"الفطرة"

كذلك، قابل سليمان بلبل، نائب رئيس الحزب نفسه، تصرف أردوغان بالسخرية والاستنكار.

وقال بلبل في تغريدته: "لا عجب، توزيع أردوغان عبوات الشاي أثناء زيارته لمدينة ريزا المنكوبة مغالطة كبيرة! ولكن إلقاء الشاي على المواطنين الذين فقدوا أقاربهم ومنازلهم في الفيضانات هو شيء موجود في فطرة أردوغان ونظام الرجل الواحد".

وتشتهر ولاية ريزا أصلا بزراعة الشاي، إلا أن الفيضانات دمرتها خلال الأيام الماضية، ما أدى إلى جرف سيارات وتسبب في انهيار عدد من المنازل، فضلا عن مصرع 6 أشخاص وفقد اثنين آخرين.