ما هدف تركيا من التدخل في الخلافات الحدودية بين السودان وإثيوبيا؟
يسعي أردوغان لكسر عزلته وهذه المرة مع السودان
في الوقت الذي يعاني فيه الشعب التركي من أوضاع حرجة وتدهور بالغ بكل مجالات الحياة وانتشار الفقر وارتفاع البطالة والانتحار، ما زال النظام الحاكم يخوض حروبا ومحاولات عديدة لتحقيق نجاحات مزيفة، ليثير الجدل حاليا من تدخله بأفغانستان إلى السودان.
تدخل تركيا في السودان
ورغم كونها دولة منعزلة بسبب علاقاتها الإرهابية، إلا أنه بعد أن تمكنت تركيا من تدشين علاقات مع حركة طالبان الإرهابية بكابول، اتجهت إلى السودان بالقارة السمراء، حيث تحاول الحفاظ على علاقاتها مع الخرطوم بعد الإطاحة بنظام الإخوان، والتقرب مع جارتها مصر التي تحاول أنقرة بذل جهودا مضنية لإعادة العلاقات معها.
المساعي الحقيقية
وتعليقا على ذلك التطور الجديد، أكد موقع "أحوال" التركي، أن تدخلات نظام أردوغان في السودان تعود إلى فترة الرئيس المعزول عمر البشير، لكن سقوطه نتيجة احتجاجات شعبية في 2019 أربك سقوط البشير الحسابات التركية وخطط الرئيس رجب طيب أردوغان للتمدد في إفريقيا من بوابة السودان وتمرير أجندة جماعات الإسلام السياسي في المنطقة.
وأشار إلى أن تركيا لم تجد سبيلا لاستعادة نفوذها في السودان إلا عبر منافذ إنسانية أو دينية أو ثقافية وهي عناوين تشير في ظاهرها إلى البعد الإنساني والخيري، إلا أن أهدافها غير المعلنة تتصل أساسا بإيجاد موطئ قادم ثابت واستقطاب المزيد من الموالين خدمة لأجندة التمدد وترسيخ النفوذ.
وكانت السلطة الانتقالية في السودان التي ورثت تركة ثقيلة من مخلفات البشير وتحالفاته المعقدة مع الإسلاميين ومع الحاضنة التركية لجماعات الإسلام السياسي، قد باشرت بتطهير مؤسسات الدولة من بقايا النظام السابق وتصحيح مسار العلاقات الخارجية وكبح التدخلات التركية والقطرية.
توسيع نفوذ أردوغان
ومن ناحيته، أكد الدكتور أحمد ربيع، الخبير في الشؤون التركية، أن الرئيس رجب طيب أردوغان موهوم بالحقيقة العثمانية، التي يسعى لإحيائها بكل السبل، حتى لو كانت بطرق غير مباشرة من وجهة نظره، حيث يحاول إيجاد موطئ قدم له بعدة دول في القارات السبع.
وأضاف ربيع: أنه رغم الأزمات الداخلية بتركيا مؤخرا، إلا أن أردوغان اتجه لأفغانستان من أجل تحقيق انتصار وهمي عبر تحالفه مع الحركة الإرهابية بالتعاون مع قطر، لتحسين صورته بالعالم وتوسيع نفوذه.
وأشار إلى أن أردوغان اتجه حاليا إلى السودان، تحت ستار تحسين العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا وحل الخلافات بينهم، بهدف ركوب الموجة لتلك الأزمة الإفريقية، وهو ما يندرج تحت بند استعداده لانتخابات ٢٠٢٣ في ظل تراجع شعبيته، فضلا عن الظهور كلاعب مؤثر بالقاهرة ضمن مساعيه لتحسين علاقاته مع مصر.