قلق أممي من غياب العدالة وإعدام الحوثي لليمنيين من بينهم طفل
أبدي المجتمع الدولي قلقه بسبب الإعدامات التي نفذتها ميلشيا الحوثي الإرهابية بحق الشعب اليمني
عدة صحف دولية أكدت أن إعدام الحوثي لتسعة مدنيين بعد سجنهم 3 أعوام تحت التعذيب يعد مخالفة للقانون اليمني وللقانون الدولي ولكل معايير حقوق الإنسان.
وقالت صحيفة "لا ناثيون" الإسبانية: إن الحوثيين أعدموا تسعة أشخاص، أمس السبت، بزعم تورطهم في مقتل سلا الصمادي، الذي اغتيل في أبريل 2018، عندما كان يشغل منصب القائد الأعلى للمجلس السياسي الأعلى للحوثيين.
وأشارت الصحيفة إلى أن مقتل الصمادي وعدد من مرافقيه كان في غارة جوية شنها التحالف الدولي، بقيادة السعودية، الداعم للحكومة اليمنية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي.
اتهامات باطلة
وقالت الصحيفة الفرنسية: إن المتمردين الحوثيين، قاموا بإطلاق النار على السجناء التسعة في ميدان التحرير بصنعاء، بعدما اتهمتهم في أغسطس / آب 2020 من قبل محكمة في الحديدة في محاكمة حوثية شملت عددا من كبار المسؤولين في الحكومة اليمنية المعترف بهم من قبل المجتمع الدولي "غيابيا"، بمن فيهم رئيسها عبد ربه منصور هادي.
وأكدت الصحيفة الإسبانية على تنديد منظمات حقوق الإنسان بالمخالفات التي حدثت في العملية مثل تقديم اتهامات باطلة وإنكار حق الدفاع.
إعدام طفل في حضور أسرته
ونددت صحيفة "فولكه" الألمانية بعملية الإعدام التي شملت طفلا، بزعم مقتل زعيمهم السياسي، لافتة إلى عملية القتل الوحشية عندما قامت فرقة إعدام بإطلاق النار عليهم يوم السبت في ساحة التحرير وسط العاصمة صنعاء، بحضور أقارب الضحايا الذين تم إعدامهم.
محاكمات صورية
وأشارت الصحيفة الألمانية إلى سلسلة من الإعدامات التعسفية التي قامت بها ميليشيا الحوثي بعد محاكمات صورية.
وأشارت صحيفة "ذا ماليزيان انسايت" الماليزية إلى أن مقتل صالح الصماد، رئيس المجلس السياسي اليمني، في ٢٠١٨، كان بمثابة ضربة كبيرة للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين يسيطرون على صنعاء.
محاكمات حوثية
وقالت صحيفة "بيزنس ريكوردر": إن ضحايا عملية الإعدام الحوثية كانوا من بين 16 شخصًا اتهمتهم ميليشيا الحوثي بالتورط في قتل زعيمها السياسي، من بينهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس عبده ربه منصور.
وحوكموا غيابيا أمام محكمة حوثية، وحكم عليهم بالإعدام.
وأشارت إلى أن مقتل الصماد في أبريل 2018 مع ستة أشخاص آخرين في غارة جوية على محافظة الحديدة غرب اليمن.
تهديدات الصمادي
وأشارت الصحيفة إلى أن الصمادي هدد قبل اغتياله بتوجيه موجة من الضربات الصاروخية ضد السعودية.
وأشارت الصحيفة إلى أن القتال الذي شنه الحوثيون المدعوم من إيران تسبب في قتل عشرات الآلاف ودفع الملايين إلى حافة المجاعة، فيما أكدت الأمم المتحدة أنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وأوضحت الصحيفة أن الصمادي كان أكبر زعيم حوثي يقتل منذ تدخل التحالف لمناصرة الحكومة الشرعية في البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحوثيين صعدوا هجماتهم عبر الحدود باستخدام طائرات بدون طيار أيضًا منذ أغسطس من هذا العام.
اختفاء قسري
وأشارت شبكة "دويتشه فيله" إلى أن الحوثي اتهم التسعة الذين تم إعدامهم، بالتجسس لصالح التحالف الذي تقوده السعودية.
وأوضحت الشبكة أنه بعد أشهر من مقتل الصمادي، اختفى التسعة قسرا وتعرضوا لمعاملة لا إنسانية، بحسب محام يمني يمثل أحدهم.
إعدام علني
وأضافت دويتشه فيله أن المتمردين الحوثيين أذاعوا صورا تظهر على ما يبدو إعدامات فرق الإطفاء بحق تسعة أشخاص.
ونُفِّذت عمليات الإعدام العلنية في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون، بحسب مسلحين شيعة.
إعدام على الهواء
وأشارت الصحيفة إلى حضور المئات، معظمهم من المتمردين الحوثيين وأنصارهم، عمليات الإعدام التي بثتها الشاشات الكبيرة أيضًا في ساعة مبكرة من صباح السبت في ميدان التحرير بصنعاء.
وأضافت: أن الضحايا كانوا يرتدون زي السجن الأزرق السماوي، وكان التسعة مقيدين أيديهم خلف ظهورهم، بينما أجبرهم الحراس المقنعون على الاستلقاء على بطونهم قبل أن يطلق عليهم رجل آخر النار.
غضب دولي وحقوقي
وأكدت دويتشه فيله أن عمليات الإعدام وعرضها أثار غضب جماعات حقوقية دولية وكذلك من قبل الناس في اليمن، بما في ذلك صنعاء، حيث يمتنع السكان المحليون عن انتقاد المتمردين خوفا من الانتقام.
إدانة دولية
وأشارت صحيفة "أسوشيتد برس"، إلى وحشية عملية الإعدام الحوثية التي نفذت رميا بالرصاص، وعلى الملأ في الصباح الباكر في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون.
وأشارت الصحيفة إلى أنه نُفذت أحكام الإعدام على الرغم من الدعوات المتكررة من قبل الجماعات الحقوقية والمحامين لوقف عمليات القتل وإعادة محاكمة المشتبه بهم.
كما أشارت الصحيفة إلى محاكمة معيبة عقدت في محكمة يسيطر عليها المتمردون؛ حيث أدين التسعة وحكم عليهم بالإعدام.
صدمة أهالي الضحايا
وبحسب الوكالة، قال عبدالمجيد صبرا، المحامي اليمني، الذي يمثل أحد الأشخاص الذين أعدموا، إنهم اختفوا قسرا لعدة أشهر واحتجزوا في أماكن غير معلنة؛ حيث تعرضوا لمعاملة غير إنسانية.
وأضافت: أنه تم بث عمليات الإعدام على الشاشات الكبيرة في ميدان التحرير بصنعاء. تسببت عمليات الإعدام والعرض العام في غضب في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك بين أقارب التسعة وكذلك في صنعاء، حيث يمتنع الناس عادة عن انتقاد المتمردين خوفا من الانتقام.
وقال عبدالرحمن نوح، شقيق أحد الذين تم إعدامهم، لوكالة أسوشيتد برس، إن هذا جنون وجريمة "لا أستطيع أن أصدق ما حدث".
وقالت قريبة أخرى: إنها لا تتوقع أن يمضي الحوثيون في تنفيذ أحكام الإعدام. "لقد صدمنا. وقالت وهي تبكي شريطة عدم الكشف عن هويتها خوفا من انتقام الميلشيا"... اعتقدنا أنه كان مجرد تهديد".
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن أحد الذين تم إعدامهم كان يبدو خائفا ويشعر بالإعياء وهو ينتظر دوره في إطلاق النار عليه، وشوهد حوثي مسلح يمسكه بقوة، حتى لا يسقط.
وقال المحامي صبرا: إن الحوثيين سمحوا لاحقا لأقاربهم بنقل الجثث لدفنها. ونقل ثمانية منهم إلى مسقط رأسهم الحديدة بينما دفن التاسع في صنعاء.
منظمات حقوقية تستنكر
كما دعت عدة جماعات حقوقية، بما في ذلك المركز الأميركي للعدالة ومقره الولايات المتحدة، والذي يتابع انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، الأمم المتحدة يوم الجمعة للتدخل لوقف عمليات الإعدام. وقالت المنظمات: إن المحاكمة "تضمنت انتهاكات صارخة لضمانات المحاكمة العادلة وحرمان الأفراد من توفير دفاعات كافية".
وأشارت الوكالة إلى أن الصراع المتجمد أودى بحياة أكثر من 130 ألف شخص، ونتج عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم.