إيران وأذرعها.. من الخاسر الأكبر في زيارة ولي عهد أبو ظبي لتركيا؟
يزور ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قريبا تركيا
في زيارة تاريخية، يستعد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد لزيارة لتركيا، قد تجري يوم 24 نوفمبر، وفقًا لمصادر "رويترز"، وذلك للمرة الأولى منذ 10 أعوام.
زيارة ولي عهد أبو ظبي
ومن المقرر خلال الزيارة أن يلتقي الشيخ محمد بن زايد مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث من المرجح أن تشهد الزيارة بحث قضايا اقتصادية هامة والتجارة والاستثمارات، وسبل تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
ومن أبرز بنود المباحثات، فتح طريق تجاري بين تركيا والإمارات يمر عبر إيران من أجل اختصار مدة الرحلات التجارية، حيث نشر السفير التركي لدى الإمارات توغاي تونج آر، صورة تجمعه بولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد الحاكم الفعلي للدولة، داخل قصر الأخير.
الخاسر الأكبر
وخطفت تلك الزيارة المرتقبة أنظار العالم، خاصة أن تركيا والإمارات وضعا خلافاتهما جانبا من أجل تعاون اقتصادي أفضل في عدة مجالات، بعد سنوات من العلاقات المتوترة والعدائية.
وتحت عنوان "الخاسرون من تعاون إماراتي - تركي عبر إيران!"، نشر موقع "دويتش فيله" تقريرا أورد فيه أن طهران وأتباعها هم الخاسرون من ذلك التقارب بين البلدين، خاصة في ظل تغيّر خارطة التحالفات التي سادت خلال السنوات الماضية.
وقال الموقع: إن ذلك التقارب ازداد بعدما بدأت أبو ظبي مع أنقرة ممرا تجاريا يمر عبر إيران، وهو الواصل بين ميناء الشارقة الإماراتي وميناء مرسين التركي، عبر معبر بازركان في شمال غرب إيران، حيث لعب ذلك دورا في تطوير العلاقات بين البلدان.
ووفقا للأرقام فإن أبو ظبي سرّعت بالممر المذكور من عمليات الشحن البرّي والبحري، بعدما كانت تقوم بذلك عبر قناة السويس والبحر الأحمر خلال 20 يوما.
وأشارت إلى أن التقارب الإماراتي التركي يشكل ضربة قوية لجماعة الإخوان، وسيكون له تأثير على شكل التعاون التاريخي بين تركيا وجماعة الإخوان المسلمين، والتي تعد أحد أبرز نقاط الخلاف بين تركيا ودول المنطقة، حيث تصنف أبو ظبي الجماعة كـ"إرهابية" بسبب ممارساتها وانتهاكاتها في عدد من الدول على رأسها ليبيا.
تغيير المشهد
كما ركز موقع Media Line الإخباري الضوء على الزيارة والتي تُعَدّ أول زيارة من نوعها منذ سنوات إلى تركيا كمؤشر قوي على تحسن العلاقات المشحونة بين أبو ظبي وأنقرة.
وقال الموقع إن العلاقات بين تركيا والإمارات وصلت إلى الحضيض قبل عام، قبل أن يتم كسر حدة التوتر، مشيرا إلى أن هذه الزيارات لا يمكن النظر إليها بمعزل عن غيرها، بل كجزء من صورة أكبر تُظهر ديناميكية متغيرة في المنطقة.
وأضاف أن "انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، وقمة العلا التي ألغت مقاطعة قطر، وهجوم أرامكو في المملكة العربية السعودية، والعودة المحتملة للاتفاق النووي الإيراني" هي بعض من تلك الأحداث، كما أن انسحاب الجيش الأمريكي من أفغانستان، وتحويل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن انتباهها نحو الصين، عوامل إضافية تفتح الباب لتحالفات جديدة وتقود اللاعبين الإقليميين إلى مراجعة مواقفهم في السياسة الخارجية، ومع تحويل الولايات المتحدة تركيزها من الشرق الأوسط إلى الصين، والاتفاق بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي على ذلك، فإنه المعطيات الجديدة تجعل هذه العلاقات الجديدة تدوم لفترة طويلة".
ويرى العديد من المراقبين أن البلدين لديهما انقسام أيديولوجي عميق، ومن المتوقع أن يركزا على إدارة خلافاتهما، والعمل على بناء علاقات اقتصادية أقوى، بدلا من حل مشكلاتهما العميقة، وتبحث أنقرة عن استثمارات من دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة في قطاع الطاقة، بينما تسعى أبو ظبي وتركيا إلى تعميق العلاقات التجارية والاقتصادية، ومن خلال القيام بذلك، تعزز الإمارات العربية المتحدة يدها في مواجهة إيران.