من هو علي الديلمي؟.. أول بحريني يقتنص جائزة توني للمسرح العالمي

من هو علي الديلمي؟.. أول بحريني يقتنص جائزة توني للمسرح العالمي

من هو علي الديلمي؟.. أول بحريني يقتنص جائزة توني للمسرح العالمي
علي الديلمي

في إنجاز غير مسبوق للبحرين والخليج العربي، فاز المنتج البحريني علي الديلمي، بجائزة توني العالمية، أرفع تكريم في عالم المسرح، عن دوره كمنتج في المسرحية الموسيقية "Maybe Happy Ending"، التي عرضت على مسرح البيلاسكو في قلب برودواي.

الفوز التاريخي يضع اسم الديلمي ضمن قائمة نخبة المسرح العالمي، ويجعله أول بحريني يدخل سباق الترشيحات ويحقق الفوز بهذه الجائزة التي تعد المسرحي المكافئ لجائزة الأوسكار في السينما.

نجاح عالمي لمسرحية ذات روح آسيوية

مسرحية "Maybe Happy Ending" الموسيقية التي نالت الجائزة، هي عمل مقتبس من نص كوري، تمت ترجمته وإنتاجه برؤية أمريكية عالمية، لتُعرض لأول مرة في نيويورك في 12 نوفمبر 2024.

وقد لاقت المسرحية إشادات نقدية واسعة، ووصفتها صحيفة نيويورك تايمز بأنها "واحدة من أنقى وأجمل الأعمال الموسيقية لهذا العقد"، بينما أشادت بها واشنطن بوست باعتبارها "مزيجًا نادرًا من العمق الإنساني والابتكار الموسيقي".

وشارك في إخراج المسرحية مايكل آردن، الفائز سابقًا بجائزة "توني"، وشارك في تأليفها الموسيقي ويل آرونز، أما الإنتاج فحمل توقيع عدد من الأسماء الكبرى في برودواي، كان من أبرزهم علي الديلمي، الذي ساهم في تمويل المشروع وتطويره على مدار عامين.

وقد فازت المسرحية، إلى جانب جائزة توني، بأكثر من 30 جائزة وترشيح في موسم برودواي 2024، من بينها جوائز دراما ديسك، وأوتو، ونيويورك ستيج، وهو ما جعلها من أبرز عروض الموسم المسرحي في المدينة.

من الاقتصاد إلى الخشبة.. رحلة استثنائية


ينحدر علي الديلمي من خلفية غير مسرحية، حيث شغل مناصب تنفيذية رفيعة في مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين منذ عام 2007 وحتى 2018، وفي تلك الفترة، لعب دورًا فاعلًا في استقطاب الاستثمارات إلى المملكة وتعزيز موقعها الاقتصادي في المنطقة.

لكن شغفه بالفن دفعه في منتصف مسيرته المهنية إلى تغيير المسار كليًا، حين التحق بجامعة كولومبيا في نيويورك، ليحصل منها على درجة الماجستير في الفنون الجميلة، ويتخصص في مجال الإنتاج المسرحي.

ومنذ تخرجه، انخرط في إنتاج عدد من الأعمال المسرحية في برودواي ولندن، جامعًا بين الرؤية التجارية والخبرة الإبداعية.

بصمة عربية على المسرح العالمي

ولا يقتصر رصيد الديلمي على "Maybe Happy Ending" فقط، فقد سبق له أن شارك في إنتاج المسرحية الغنائية "أم كلثوم والعصر الذهبي"، التي عرضت في ويست إند بالعاصمة البريطانية لندن، وحققت هي الأخرى نجاحًا لافتًا، خاصة في أوساط الجاليات العربية والمهتمين بالثقافة الشرقية.

كما كان له دور في إنتاج المسرحيات الشهيرة "Wicked" و The Heart of Rock and Rollفي برودواي، ما يعكس تنوع محفظته الإنتاجية بين الكلاسيكي والمعاصر.

الديلمي، الذي يصف نفسه بأنه "ساعي بريد ثقافي"، يؤمن بأن المسرح لغة عالمية قادرة على مد الجسور بين الشعوب، ويأمل أن يكون فوزه حافزًا لفنانين ومنتجين عرب آخرين لاختراق الأسواق العالمية، بعيدًا عن النمطية أو الحصر في الأطر المحلية.

ما بعد "توني": طموحات تتجاوز الخشبة


في تصريح له عقب تسلمه الجائزة، قال الديلمي: هذا الفوز ليس لي وحدي، بل لكل فنان عربي يحلم بأن يرى اسمه على مسارح نيويورك أو لندن.
 المسرح ليس حكرًا على ثقافة واحدة، بل هو مرآة الإنسانية بكل تنوعها.

ويستعد الديلمي حاليًا لعدة مشاريع مسرحية، بعضها مستوحى من نصوص عربية معاصرة، في محاولة منه لخلق مساحة جديدة للثقافة العربية ضمن مشهد المسرح العالمي، وإنجاز علي الديلمي ليس مجرد جائزة، بل بداية فصل جديد في علاقة العرب بالمسرح العالمي.