التكنولوجيا المسروقة.. كيف حوّلت إيران طائرة أمريكية إلى أسطول من الدرونز الشبحية

التكنولوجيا المسروقة.. كيف حوّلت إيران طائرة أمريكية إلى أسطول من الدرونز الشبحية

التكنولوجيا المسروقة.. كيف حوّلت إيران طائرة أمريكية إلى أسطول من الدرونز الشبحية
إيران

تشير تقارير أمنية إسرائيلية إلى أن إيران تمكنت خلال السنوات الماضية من تطوير أسطول متنوع من الطائرات المسيّرة الشبحية (الدرونز الخفية)، مستندة إلى تكنولوجيا أمريكية متقدمة حصلت عليها منذ عام 2011، وهو ما جعل الجمهورية الإسلامية تدخل نادي الدول القليلة القادرة على إنتاج طائرات بدون طيار ذات قدرات تخفٍ عالية، تُستخدم في مهام التجسس والهجوم والتخريب، وفقًا لما نشرته صحيفة "كالكسيت" الإسرائيلية.

سقوط الدرون الأمريكي في إيران


في الرابع من ديسمبر عام 2011، تمكن الحرس الثوري الإيراني من السيطرة على طائرة تجسس أمريكية من طراز RQ-170 Sentinel كانت تقوم بمهمة استطلاعية في أفغانستان. 

ووفقًا للتقارير، فقد نجحت طهران في تنفيذ عملية تشويش إلكتروني قطعت الاتصال بين الطائرة ومشغليها، وأجبرتها على تفعيل نظام العودة الذاتية إلى القاعدة، ليهبط الدرون في الأراضي الإيرانية دون أضرار كبيرة.

استغلت إيران هذه الفرصة الثمينة لتفكيك الطائرة وتحليل تقنياتها الدقيقة، ثم بدأت عملية الهندسة العكسية لتصميم نسخ مطابقة تقريبًا.

النسخ الإيرانية


النسخة الأولى كانت تحمل اسم "شاهد 171 سيمورغ"، وهي نسخة شبه مطابقة للـRQ-170 الأمريكي، صُممت لأغراض التجسس بعيدة المدى ومزودة برادار تصوير متطور قادر على رسم خرائط ثلاثية الأبعاد للمناطق المستهدفة. 

ويبلغ مدى عملياتها نحو 2200 كيلومتر، ما يمكّنها من مراقبة كامل منطقة الشرق الأوسط.

وبمرور الوقت، طوّرت إيران سلسلة أخرى من النماذج المشتقة من الشاهِد 171، أبرزها الطائرة الهجومية الشبحية "شاهد 191"، القادرة على حمل قنابل ذكية وصواريخ موجهة بصريًا، إلى جانب طرازات أخرى مثل "شاهد 181" و"شاهد 161" و"شاهد 141"، التي تختلف في الحجم ونوع المحرك ومهام التشغيل.

قدرات تشغيل مرنة ومهام متنوعة


تتميز بعض الطائرات الشبحية الإيرانية بقدرتها على الإقلاع من شاحنات صغيرة، دون الحاجة إلى مدرج طيران، وهو ما يمنحها مرونة كبيرة في العمليات الميدانية، خصوصًا في المناطق الوعرة أو الحدودية. 

أما الهبوط فيتم عبر زلاجات قابلة للسحب بدلاً من العجلات، لتسهيل الاستعمال في أي طريق ممهدة.

كما أن بعض الطرز مثل "شاهد 181" مزودة بمحركات مكبسية اقتصادية تسمح بمدى طيران أطول يصل إلى ألف كيلومتر، بينما زُوّد "شاهد 161" بمحرك نفاث ليكون بمثابة طائرة انتحارية موجهة، قادرة على ضرب أهداف متحركة بدقة عالية، رغم أن مداها لا يتجاوز 300 كيلومتر.

الظهور الميداني الأول


في مارس 2021، حاولت إيران إرسال طائرتين من طراز "شاهد 181" إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، لكن سلاح الجو الإسرائيلي تمكن من إسقاطهما بواسطة مقاتلات F-35، في أول مواجهة جوية مباشرة من نوعها بين طائرات شبحية في العالم.

وفي فبراير 2018، اخترقت طائرة من طراز "شاهد 141" الأجواء الشمالية لإسرائيل عبر سوريا، لكنها أُسقطت بواسطة مروحية أباتشي تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي. لاحقًا عُرضت بقايا الطائرة في مؤتمر ميونيخ كدليل على الخطر المتنامي للطائرات الإيرانية.

رغم امتلاك إيران هذه التكنولوجيا المتطورة، فإن استخدام هذه الطائرات في المعارك ما زال محدودًا جدًا. ويُرجع الخبراء ذلك إلى خمسة أسباب رئيسية:

الكلفة العالية: الطائرات الشبحية الإيرانية تُعتبر باهظة الثمن مقارنة بالدرونز التقليدية الرخيصة، إذ تتطلب مواد خاصة وأنظمة طيران معقدة لا تُنتج بسهولة.

الحفاظ على السرية: تشغيلها بشكل متكرر قد يمكّن الخصوم من دراسة بصمتها الرادارية والتعرف عليها، ما يُفقدها ميزة التخفي التي تعتمد عليها.

استخدامها في مهام التجسس: يُعتقد أن إيران تفضل توظيف هذه الطائرات في مهام المراقبة وجمع المعلومات على حساب المهام الانتحارية، لما لها من أهمية استراتيجية.

تخصيصها لردع خصوم آخرين: يقدّر الخبراء أن إيران تحتفظ بتلك الطائرات كرصيد استراتيجي في مواجهة السعودية ودول الخليج، التي تفتقر لأنظمة دفاع جوي متطورة كالتي تملكها إسرائيل.

اعتبارات تجارية: تمتلك طهران مصلحة اقتصادية في تسويق هذه الطائرات إلى دول مثل روسيا والهند، ما يدفعها لتجنب استخدامها في مواجهات مباشرة مع إسرائيل قد تُظهر نقاط ضعفها وتؤثر على المبيعات.

الدرونز الإيرانية كسلاح تصديري


باتت إيران اليوم واحدة من أكبر مصدّري الطائرات بدون طيار في العالم، إذ باعت نماذج متعددة من طراز "شاهد" إلى روسيا، التي تستخدمها في حربها ضد أوكرانيا. 

وتُعد هذه الطائرات جذابة للمشترين بسبب تكلفتها المنخفضة وسهولة إنتاجها مقارنة بالنماذج الغربية.