لماذا فشلت تركيا في مواجهة حرائق الغابات؟
فشلت تركيا في السيطرة ومواجهة حرائق الغابات
خرجت الحرائق في تركيا عن السيطرة، لتخرج من دائرة الغابات البعيدة إلى المناطق الآهلة بالسكان، إضافة إلى أنها ضربت مواقع سياحية عديدة في جنوب تركيا؛ ما أدى إلى سقوط ٤ قتلى على الأقل، واضطرت السلطات لإجلاء عشرات الآلاف من سكان القرى.
وكانت حرائق منفصلة اندلعت في غابات تقع في مناطق "منافغات وألانيا وأضنة ومرسين وبودروم ومرمريس"، قريبا من المواقع السياحية المطلة على البحر المتوسط في جنوب تركيا، إلا أن الرياح العاتية نقلت موجات الحرائق إلى مناطق آهلة بالسكان سريعا.
كان في طريقه لمدّ يد العون
ووفقا لوسائل الإعلام التركية، تسببت الحرائق في مقتل أربعة أشخاص، أحدهم شاب في الخامسة والعشرين من عمره، كان يحاول مدّ يد العون في منطقة دمرتها النيران في مرمريس.
ووفقاً لقناة "إن تي في" التلفزيونية الإخبارية، فقد التهمت النيران عشرات المنازل والحقول والإسطبلات في قرى عديدة.
فشل وخسائر فادحة
ومن جانبه، أقر وزير الزراعة التركي بكير باك ديميرلي، بفشل السيطرة على الحرائق من جانب الحكومة، قائلا: إنّه "وفقاً للمعلومات الأولية، فقد نفق 150 رأسا من الأبقار وألف رأس من الأغنام وتضرّر 600 هكتار من الأراضي الزراعية و50 هكتاراً من الخيام الزراعية".
كما أشار باكديميرلي إلى مقتل 4 أشخاص وإصابة 183 آخرين، موضحا أن العمل لا يزال مستمرا في محاولات لإطفاء 20 حريق غابات في سبع ولايات في تركيا.
كما أشار باكديميرلي، إلى أن تضرر 42 مركزا سكنيا جراء تلك الحرائق، إضافة إلى إجلاء السكان في 27 منها.
كما أكد الوزير التركي أن الحرائق لا تزال النيران مشتعلة في 20 حريقا في ست محافظات، وتواصل ثلاث طائرات وتسع طائرات بدون طيار محاولات الإطفاء، إضافة إلى 38 مروحية، و680 سيارة إطفاء، و55 قطعة من المعدات والآليات، بالإضافة إلى 4 آلاف إطفائي.
ورهن الوزير مسألة تهديد النيران للمراكز السكنية بمدى نجاح مكافحة الحرائق خلال يوم الجمعة، قائلا: إنها لا تشكل تهديدا في الوقت الراهن.
أولى الحرائق
وبحسب التقارير، اندلعت أولى هذه الحرائق في هذه المنطقة يوم الأربعاء في غابة في منافغات بمحافظة أنطاليا، قبل أن تمتد السنة اللهب إلى قرى مجاورة.
وبسبب اتساع رقعة الحريق، اضطرت السلطات لإخلاء عشرات القرى من سكانها، كما أخلت فندقاً في مدينة بودروم السياحية من نزلائه.
وتظهر المشاهد التي بثتها وسائل إعلام تركية حالة من الذعر أصابت الأشخاص وهم يركضون للنجاة بحياتهم في شوارع أضاءتها ألسنة النيران.
كما غطت سحب الدخان الكثيفة السماء فوق منتجع فندقي على شاطئ البحر في بلدة منافغات.
خسائر السياحة
وقد أتت الحرائق على المنتجعات التركية المشهورة في بودروم ومارماريس، حيث تم إخلاء العديد من الفنادق في المنطقة. ولاحقا أعلنت السلطات عن جميع السائحين الذين تم إجلاؤهم إلى فنادقهم.
حروق واختناقات
ومن بين ١٨٣ مصابا، نقلت فرق الإسعاف المصابين بالحروق والاختناقات إلى مستشفيات المنطقة، حيث أصيب ثلاثة منهم بحروق، والبقية باختناقات تنفّسية من جراء استنشاقهم للأدخنة المنبعثة من الحرائق.
كما أنقذت فرق الطوارئ عشرة أشخاص انقطعت بهم السبل على متن قارب كان يبحر في بحيرة لفتها ألسنة النيران.
في غضون ذلك، أعلنت السفارة الروسية في تغريدة على تويتر الخميس الدفع بثلاث طائرات روسية لإطفاء الحرائق للمشاركة في جهود إخماد النيران جنوب تركيا.
كما أبلغ وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس، نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، مساء الخميس، بأن اليونان "مستعدّة لتقديم المساعدة عند الاقتضاء" رغم توتر العلاقات بين الجارتين في ظل حكم رجب طيب أردوغان.
غضب الطبيعة
كما تشير التقارير إلى عوامل عدة تسببت في تأجيج موجة الحرائق، مثل امتداد الحرائق ارتفاع درجات الحرارة التي اقتربت من 40 درجة مئوية وشدّة الرياح في المنطقة إذ بلغت سرعتها 50 كلم/ساعة.
هل كانت حرائق مفتعلة؟
وتزعم السلطات التركية أن هذه الحرائق قد تكون مفتعلة بسبب اندلاعها بصورة متزامنة وفي أماكن مختلفة.
وفي هذا الصدد، يقول رئيس بلدية أنطاليا محيي الدين بوجك، إن "اندلاع حريق منافغات من أربعة مواقع مختلفة يشير إلى أنه حريق مفتعل، لكن ليست لدينا في الوقت الراهن معلومات واضحة بهذا الشأن"، حسبما نقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية.
كما فتح المدّعي العام في مرمريس تحقيقاً لتحديد أسباب اندلاع هذه الحرائق.