هل ينصاع نظام الملالي للشعب ويعدّل قوانين إجبارية الحجاب في إيران؟
تتواصل المظاهرات الإيرانية وسط قمع السلطات
ماذا يحدث في إيران وهل تستجيب الحكومة الإيرانية أخيرا لمطالب النساء؟.. احتجاجات مستمرة منذ أشهر عقب وفاة فتاة إيرانية تدعى مهسا أميني والتي توفيت بسبب العنف الشرطي نظرا لخرقها قواعد اللباس والحجاب في إيران، وكانت وفاة مهسا أميني شرارة الغضب للشعب الإيراني، والذي يطالب بإسقاط النظام الذي فقد مصداقيته أمام الجميع.
العنف والضغط ليس فعالين
لا يعتبر المرجع الديني البارز في إيران، والمعروف بمواقفه المحافظة، آية الله العظمى الشيخ ناصر مكارم الشيرازي أنّ "العنف والضغط فعّالين في قضية الحجاب"، وأعرب عن رفضه استخدام القوة لإجبار النساء على ارتداء الحجاب، وذلك خلال استقباله في مدينة قم المقدّسة لدى الشيعة في وسط البلاد وزير الثقافة محمد مهدي الإسماعيلي، وقد قال: "يجب أن يعلم الرئيس والوزراء أنهم في وضع صعب، صحيح أنّ العدو يتحرك بقوّة، لكنّنا لسنا في مأزق"، وفي نفس التوقيت خرج وزير السياحة الإيراني مطالبًا بمزيد من الحرية الاجتماعية خاصة للمرأة في إيران، وقال وزير السياحة: أنصح الرجل الذي يتصرف بقسوة" تجاه امرأة لا ترتدي الحجاب "أن يغضّ البصر إذا كان النظر إليها يثيره"، مضيفًا "ضيق الأفق موجود للأسف في البلاد، ولكن لم يعد بإمكاننا أن نكون قاسين على الناس"، وتابع: "لتطوير السياحة وتحسين الحياة الاجتماعية، يجب فتح المجال، وتفهّم الناس، وألّا نكون صارمين معهم"، في نفس التوقيت شوهدت مزيد من النساء مكشوفات الرأس منذ بدء الاحتجاجات في عدد من الأماكن العامة، وقد انتقد علي جنتي، وزير الإرشاد السابق، ونجل رئيس مجلس صيانة الدستور المتشدد آية الله أحمد جنتي، النظام الإيراني في التعاطي مع الحجاب القسري، وقال: "البرلمان الإيراني أقرّ قانوناً للتعامل مع الحجاب، وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية ضيعوا آلاف الساعات من الوقت على كيفية التعامل مع ظاهرة الحجاب".
حلول معلقة
من جانبها، تقول سمية عسلة الباحثة في الشأن الإيراني: إنه منذ عدة أسابيع ومع اشتعال الاحتجاجات الإيرانية كان هناك تحرك من قِبل نظام الملالي عبر تصريحات مسؤولين بارزين لم تنجح في حل الأمور بل زادت الاحتجاجات عنفًا، ودارت تصريحاتهم حول سعي النظام الإيراني إلى النظر في آلية تطبيق الدستور التي تخص شؤون الحجاب وشرطة الأخلاق والبنود التي يعترض عليها الشعب الإيراني، وهو ما لم يعد كافيًا حيث يطمح الإيرانيون لتفعيل القوانين الدولية لحقوق الإنسان في المجتمع.
وأشارت عسلة في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" أن النظام الإيراني حاول امتصاص الغضب الشعبي ولكن تراكم الغضب بداخل نفوس الإيرانيين زاد الأمور اشتعالًا، خاصة أن النظام الإيراني أشار من بعيد فقط لـ"نواياه في الإصلاح دون أن يتحدث عن البنود القانونية المجحفة للشعب والتي كانت سببًا في القيود الأمنية غير المحتملة".