اليمن.. أطفال بلا مستقبل يدفعون ثمن إرهاب الحوثي

يدفع أطفال اليمن ثمن إرهاب الحوثي

اليمن.. أطفال بلا مستقبل يدفعون ثمن إرهاب الحوثي
صورة أرشيفية

أكثر من تضرر في حرب عنيفة استمرت ثماني سنوات في اليمن هم الأطفال، وبدلًا من مساعدتهم لتجاوز ظروف الفقر وتفشي الأمراض، وجد الأطفال أنفسهم يحملون السلاح لحساب ميليشيا الحوثي ومطالبين بالذهاب إلى ساحات القتال بدلًا من المدارس، فأصبحت حياتهم أشد صعوبة ونتيجة لحداثة سنهم أصابتهم ويلات الحرب بالعاهات المستديمة وقضت على مستقبلهم الذي كان مظلمًا فأصبح أشد سوادًا.

جرائم ضد الطفولة

صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، نشرت تحقيقًا عن إصابات الأطفال بشظايا الحوثي خلال سنوات الحرب والتي قضت على مستقبلهم بشكل كامل، فلم يعد الكثير منهم قادر على الحركة وأصبح بعضهم أسيرًا للفراش، لا يقوى على ممارسة أي مهام طبيعية في اليوم، وكان حسن الجعيدي، صبي يمني، أسير فراشه منذ إصابته بشظية في رأسه وعموده الفقري من قذيفة حوثية خلال هجوم عسكري قبل أكثر من ست سنوات تسببت في إصابته بـ شلل تام، ووقعت المأساة في يناير 2016، بعد أكثر من عام بقليل على اندلاع الحرب الأهلية في اليمن، عندما امتدت المعارك الشرسة بين القوات الحكومية اليمنية والمتمردين الحوثيين إلى مديرية ميدي في محافظة حجة الشمالية الغربية، وقال الجعيدي وهو جالس على سريره المتهالك المصنوع من الخشب والحبال أمام منزل عائلته الواقع في ضواحي ميدي: "كنت ألعب وحدي عندما سقطت تلك القذيفة وانفجرت بالقرب من المنزل، ودفعتني في الهواء"، وتذكر الصبي البالغ من العمر 12 عامًا اللمحة الأخيرة قبل أن يفقد وعيه: "رأيت دمي يسيل من جسدي"، وبمجرد سماع الانفجار وتصاعد الدخان، هربت والدة حسن وشقيقه الأكبر وجيرانه من المزرعة ليجدوه ملطخًا بالدماء، نقلوه بسرعة إلى مستشفى بالقرب من الحدود مع المملكة العربية السعودية، على بُعد عشرات الكيلومترات شمال منزله، وأخيرًا، نجا الصبي، وقال حسن "أريد أن أمشي وأركض مرة أخرى مثل الأطفال الآخرين، ولكن منذ إصابتي لا أستطيع الوقوف أو المشي أو اللعب".

صعوبة العلاج

من جانبه، يقول إسلام الصبري، طبيب محلي: إن حسن وغيره بحاجة ماسة إلى مساعدة مالية لنقلهم إلى مستشفى متخصص خارج المحافظات المحاصرة لاستكمال علاجهم، ومع ذلك، قال شقيقه الأكبر أحمد، 22 عامًا: إن الأسرة ليس لديها نقود لنقل حسن إلى مثل هذه المستشفيات في مدن أخرى، حيث توفي والدهم قبل أسابيع قليلة من اندلاع الحرب الأهلية في أواخر عام 2014، تاركًا العائلة المكونة من ثمانية أفراد عاجزة في الحرب المأساوية، وفي أعقاب الهجوم، هربت عائلة حسن، مع العديد من السكان الآخرين، إلى مخيم للنازحين اليمنيين بالقرب من الحدود مع المملكة العربية السعودية، حيث مكثوا قرابة ثلاث سنوات، ثم عادوا إلى منازلهم بعد أن استعاد الجيش اليمني، بدعم من قوات التحالف العربي المنطقة من الحوثيين في إبريل 2018.

ضحايا الحرب

الطفل حسن هو مجرد واحد من العديد من الأطفال اليمنيين الذين تم تشويههم أو إصابتهم بعاهات مستديمة في تبادل إطلاق النار أو بسبب مخلفات المتفجرات في جميع أنحاء البلاد التي مزقتها الحرب، حيث حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من تزايد عدد ضحايا الصواريخ والألغام الأرضية والقنابل العنقودية ومخلفات الحرب في اليمن، وقالت اليونيسف على موقعها على الإنترنت: "منذ تصاعد الصراع في اليمن تحققت الأمم المتحدة من مقتل أو إصابة أكثر من 10200 طفل، ومن المرجح أن يكون العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير".

اندلعت الحرب الأهلية في اليمن في أواخر عام 2014 بعد أن اجتاحت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران عدة محافظات شمالية وسيطرت عليها، مما أجبر الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية على الخروج من العاصمة صنعاء، وتبذل الأمم المتحدة جهودًا لإنهاء الحرب في اليمن من خلال التوسط في تسوية سياسية بين الأطراف المتحاربة، وهذا العام، توسطت لأول مرة في وقف إطلاق النار لمدة شهرين في اليمن في 2 إبريل ، ثم تمكّنت من تمديد الهدنة مرتين حتى 2 أكتوبر.