كيف كشف حادث طعن سلمان رشدي رعاية إيران للإرهاب حول العالم؟
كشف حادث طعن سلمان رشدي رعاية إيران للإرهاب حول العالم
تعرض الروائي سلمان رشدي إلى هجوم إرهابي أثناء إلقائه محاضرة عن حرية الإبداع في معهد تشوتاكوا غرب نيويورك، وتعرض رشدي إلى عدة طعنات بسلاح أبيض، وأصيب المحاور هنري ريس بإصابات طفيفة في الرأس ونقل إلى المستشفى، المحاور ريس هو مؤسس مشارك في منظمة غير ربحية توفر ملاذًا للكتاب المنفيين الذين يواجهون تهديدات بالاغتيال أو السجن.
إدانة الضحية
في رد فعل متوقع للنظام الإيراني الراعي الأول للإرهاب في منطقة الشرق الأوسط، ألقت إيران باللوم على سلمان رشدي الكاتب الروائي البريطاني الهندي الأصل مؤلف كتاب "آيات شيطانية"، في هجوم الطعن الذي تعرض له في نيويورك، الجمعة الماضية، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في مؤتمر صحفي، الاثنين، إنه "فيما يتعلق بالهجوم على سلمان رشدي، لا نعتبر أحدا غير (رشدي) وأنصاره يستحق اللوم بل وحتى التنديد"، مضيفًا، "لم نر أي شيء آخر عن الشخص الذي قام بهذا الفعل بخلاف ما رأيناه في وسائل الإعلام الأميركية"، وتابع بالقول: "ننفي بشكل قاطع وجاد أي علاقة للمهاجم بإيران"، وفقا لما نقلته وسائل إعلام إيرانية رسمية.
سقوط المتهم
السلطات الأميركية قد أعلنت القبض على منفذ الاعتداء على رشدي، وهو شاب يُدعى هادي مطر، من فيرفيو بولاية نيوجيرسي، ويبلغ من العمر 24 عامًا. من ولاية نيوجيرسي، ووجهت السلطات الأميركية اتهاما بالشروع في القتل للمشتبه به في حادث طعن الكاتب سلمان رشدي، ومثل هادي مطر (24 عاما) أمام المحكمة وتم حبسه دون كفالة، بعدما قال إنه بريء، حسبما أعلن المدعي العام في تشوتوكوا كاونتي بغرب ولاية نيويورك، ويواجه مطر اتهاما بأنه ركض نحو منصة في فعالية بمركز ثقافي محلي، وهاجم رشدي ومحاوره، وبعد ظهر أمس، مثُل المشتبه به أمام المحكمة، مرتديا قناع وجه وزي السجن، قبل أن يدفع ببراءته، وقال المدعي العام للمنطقة جيسون شميدت في بيان: إن "هذه هي المرحلة المبكرة للغاية لما سيكون عملية قانونية مطولة"، وقال وكيل أعمال رشدي: إن الكاتب وُضع على جهاز للتنفس الصناعي، وإنه غير قادر على الكلام، وقد يفقد إحدى عينيه.
وقالت السلطات: إن رشدي تعرض للطعن مرة واحدة على الأقل في رقبته وبطنه، كما أصيب كبده، ولم تؤكد الشرطة أي دوافع حتى الآن، وقالت إنها تريد فحص حقيبة ظهر وأجهزة إلكترونية عُثر عليها في المركز الثقافي.
داعم للحرس الثوري
وتشير مراجعة لحسابات مطر على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أنه متعاطف وداعم لقضايا الحرس الثوري الإيراني، حسبما مواقع إعلامية صرحت بذلك، والحرس الثوري قوة عسكرية وسياسية رئيسية في إيران - ومع ذلك، لم يتم تحديد أي صلة مع مطر بشكل قاطع، وقال مسؤول لبناني لوكالة أسوشيتد برس: إن مطر ولد في الولايات المتحدة لأبوين هاجرا من لبنان، كان اثنان من مسؤولي الأمن في الخدمة في المركز وقت الهجوم - قام أحدهما باعتقال الإرهابي، وقد انتقد بعض الزائرين التراخي في الإجراءات الأمنية خلال الفعالية التي كان ضيفها رجلا رُصدت مكافأة لقتله، تزيد قيمتها عن 3 ملايين دولار، وقال أفراد من الحضور: إن المكان افتقر إلى إجراءات أمنية أساسية، مثل فحص الحقائب واستخدام أجهزة الكشف عن المعادن، وقال رئيس المجموعة إن مطر، مثل غيره من الأشخاص الذين كانوا يخططون لحضور محاضرة المؤلف، حصل على تصريح لدخول المؤسسة.
سلمان رشدي
سلمان رشدي كاتب ذاع صيته منذ ثمانينيات القرن الماضي، بعدما أصدر روايته "آيات شيطانية" عام 1988، التي اعتبرت مهينة للدين الإسلامي والنبي محمد ﷺ، وأثارت احتجاجات في أنحاء العالم الإسلامي، وصلت إلى حد إصدار فتوى بإهدار دمه من المرشد الإيراني الراحل روح الله الخميني، واكتسب الروائي الهندي المولد شهرة بفضل رواية "أطفال منتصف الليل" التي نُشرت في عام 1981، وبيع منها أكثر من مليون نسخة في بريطانيا وحدها، لكن كتابه الرابع، "آيات شيطانية" الذي نُشر في عام 1988، أجبره على الاختباء لمدة تسع سنوات، وبعد عام من نشر الكتاب، دعا المرشد الأعلى الإيراني آنذاك آية الله الخميني إلى إعدام رشدي وعرض مكافأة قدرها 3 ملايين دولار، واندلعت أعمال عنف عقب نشر الرواية، تسببت في مقتل عشرات الأشخاص، بينهم مترجمون للعمل الروائي.
ولا تزال المكافأة على قتل رشدي قائمة، وعلى الرغم من أن الحكومة الإيرانية نأت بنفسها عن مرسوم الخميني، إلا أن مؤسسة دينية إيرانية شبه رسمية خصصت مبلغا إضافيا للمكافأة قدره 500 ألف دولار في عام 2012، ويُعرف رشدي، الذي يحمل الجنسيتين البريطانية والأميركية، بأنه مدافع قوي عن حرية التعبير، وقد دافع عن أعماله في عدة مناسبات، وتعرضت فعاليات أدبية حضرها رشدي للتهديد والمقاطعة في الماضي، لكنه واصل الكتابة، ومن المقرر نشر روايته التالية "مدينة النصر" في فبراير 2023.