محلل سياسي يمني: الحوثي يُواجه ضربات قاضية تفقده توازنه العسكري

محلل سياسي يمني: الحوثي يُواجه ضربات قاضية تفقده توازنه العسكري

محلل سياسي يمني: الحوثي يُواجه ضربات قاضية تفقده توازنه العسكري
ميليشيا الحوثي

أعلنت جماعة "أنصار الله" الحوثية في اليمن، أمس الخميس، مقتل رئيس هيئة الأركان العامة التابعة لها اللواء الركن محمد عبدالكريم الغماري، دون أن تقدم تفاصيل إضافية حول ظروف مقتله.


وذكرت الجماعة في بيان مقتضب، أن الغماري قُتل خلال ما وصفته بـ"جولات الصراع مع إسرائيل"، مشيرة في الوقت ذاته إلى تعيين اللواء الركن يوسف حسن المداني رئيسًا جديدًا لهيئة الأركان خلفًا له.


ويأتي الإعلان بعد أيام من تقارير إسرائيلية، كشفت عنها هيئة البث الإسرائيلية، تحدثت عن محاولة اغتيال استهدفت الغماري خلال اجتماع سري في العاصمة اليمنية صنعاء، مشيرة إلى أنه أصيب بجروح بالغة جراء الهجوم.


وفي أول تعليق إسرائيلي على الحادث، أشاد وزير الدفاع يسرائيل كاتس بجهود بلاده في "التصدي للحوثيين"، مؤكدًا أن إسرائيل "ستواصل العمل لإزالة تهديداتهم، وتنفيذ هجمات ضد مواقعهم في المستقبل".


ويُعد اللواء الغماري أحد أبرز القيادات العسكرية في صفوف الحوثيين، ويعتبره مراقبون القائد الميداني الفعلي للجماعة والذراع اليمنى لزعيمها عبدالملك الحوثي. وقد تولى منصب رئيس هيئة الأركان العامة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً منذ ديسمبر 2016، ما جعله الشخصية العسكرية الثانية داخل الجماعة.


وتلقى الغماري تدريبات عسكرية على يد حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، وتولى منذ سنوات قيادة العمليات الهجومية باستخدام الطائرات المسيرة والصواريخ باتجاه الأراضي السعودية والإماراتية.


وفي نوفمبر 2017، أدرج تحالف دعم الشرعية في اليمن اسم الغماري ضمن قائمة المطلوبين من القيادات الحوثية، لدوره في التخطيط لهجمات استهدفت دول الجوار والمنشآت الحيوية في المنطقة.

وأكد المحلل السياسي اليمني الدكتور عبدالله الشامي أن مقتل رئيس هيئة الأركان في جماعة الحوثي، اللواء محمد عبدالكريم الغماري، يمثل "ضربة قاضية" للجماعة، ويكشف عن مرحلة جديدة من الارتباك داخل صفوفها القيادية والعسكرية.

وقال الشامي - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - إن الغماري كان يُعدّ أحد أهم أذرع زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والمسؤول الأول عن العمليات الهجومية بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، مشيرًا إلى أن غيابه سيترك "فراغاً ميدانياً لا يمكن تعويضه بسهولة".

وأضاف المحلل اليمني أن تعيين اللواء يوسف المداني خلفًا للغماري "لن يغير كثيراً من واقع الأزمة داخل الجماعة"، لافتاً إلى أن المداني يفتقر للخبرة الميدانية التي تمتع بها سلفه، كما أنه لا يحظى بالإجماع بين قيادات الصف الأول للحوثيين.

وأوضح الشامي أن الضربات التي تلقتها الجماعة في الفترة الأخيرة، سواء من التحالف العربي أو من الضربات الإسرائيلية المباشرة، تُظهر أن الحوثيين باتوا في مرمى الاستهداف الإقليمي، وأنهم "يفقدون تدريجيًا قدرتهم على المناورة أو الرد بالقوة نفسها".

واختتم المحلل تصريحه قائلًا: إن المرحلة المقبلة ستشهد "إعادة رسم توازن القوى في اليمن"، مع تراجع النفوذ الحوثي وتزايد الضغوط الداخلية والدولية عليهم، مؤكدًا أن الجماعة "لم تعد قادرة على الصمود طويلًا أمام حجم الضربات التي تتلقاها".