أحداث الكابيتول.. بين أزمات داخلية وتحديات دبلوماسية لأميركا

أحداث الكابيتول.. بين أزمات داخلية وتحديات دبلوماسية لأميركا
صورة أرشيفية

في مساء يوم 6 يناير الجاري، شهدت أميركا أحداثًا لم يسبق وقوعها مسبقًا، لتنقلب الأوضاع فيها بشكل مروع، أثارت مخاوف وتأثيرات على مستقبل السياسة والدبلوماسية الأميركية.

أحداث الكابيتول


قبل أيام شهد الكونغرس الأمريكي أحداث شغب وعنف ضخمة، إبان جلسة التصديق على فوز جو بايدن لرئاسة البلاد، حيث هاجم مبنى الكابيتول أنصار ترامب واقتحموه ونهبوا ممتلكاته، ما أسفر عن مقتل سيدة.

وعقب ذلك، شدد أعضاء الكونغرس على دعم أغلبية الهيئة الانتخابية للرئيس المنتخب جو بايدن، وأغلقت البورصة أبوابها، بعد التصديق على فوز الرئيس الجديد المنتظر تنصيبه في 20 يناير.

مستقبل الدبلوماسية الأميركية


وبعد تلك التطورات، ترى مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن صورة الولايات المتحدة ستتأثر بشدة بشأن تلك الأحداث، حيث من الممكن ألا تتعافى بهذه البساطة، مستشهدة باللقطة العالقة بالأذهان للمصور الصحفي إدي آدم لرئيس شرطة سايغون وهو يعدم سجين فيتكونغ خلال هجوم تبت في عام 1968، والتي تثير مشاعر الحزن والعنف تجاه حرب فيتنام العديمة الجدوى، ولم ينسها المواطنون ولا حلفاء واشنطن، بينما يستغلها خصومها.

وأشارت إلى أنه من الممكن أن يعتبر المؤرخون تلك الصورة أشبه بما شهده الكابيتول، والمقتحمون يلوحون بأعلام الكونفدرالية وشعار ترامب، باعتبارها مثالا للعجز الإستراتيجي الأميركي، والفوضى، والتدهور.


أميركا بين فكي أعدائها


ومن ناحيتها، قالت الدكتورة نهى أحمد، الخبيرة في الشأن الأميركي: إن أحداث الكونغرس سيستغلها أعداء واشنطن للترويج بأنها بلد للعنف والفوضى، لاسيما أن الصور كانت مروعة ومخيفة بعد المتاجرة بها، وبيع منصة الكونغرس.

وأضافت أحمد أن الصين بالفعل استغلت الأمر للتفاخر بنظامها السياسي وتعظيم الأحداث الأميركية وتداول أن نظامها استبدادي، فضلا عن استغلال أوضاع كورونا في البلاد وتفوقها وسيطرتها على الأرض حاليا، مشيرة إلى أن ذلك يأتي لصالح الرئيس الصيني شي جين بينغ حيث يستعد لولاية ثالثة، لذلك فمن المحتمل أن يستغل ذلك الاضطراب الأميركي.

وتابعت أنه بشكل عام من المحتمل أن يواجه بايدن في الفترة المقبلة أزمة دبلوماسية خارجية، سيتحتم عليه استعادة الاستقرار سريعا وخاصة مع خلفاء الولايات المتحدة من خلال الدفع بالدبلوماسيين الأميركيين في البلدان المختلفة لتقديم مبررات قوية تمحي الآثار والأضرار الناجمة عن أحداث الكابيتول وتفشي كورونا.

وأكدوا أهمية بناء تحالفات خارجية قوية، ودعم العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية، لمواجهة الصين التي من المحتمل أن تتزايد قوتها بالفترة المقبلة، فضلا عن ضرورة كبح انتشار فيروس كورونا.