الأمم المتحدة تتهم قطر وتركيا بانتهاك السيادة الليبية وإرسال الأسلحة والمرتزقة

الأمم المتحدة تتهم قطر وتركيا بانتهاك السيادة الليبية وإرسال الأسلحة والمرتزقة
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر

كشف مبعوث الأمم المتحدة أن عشرين ألفا من القوات الأجنبية والمرتزقة موجودون في ليبيا رغم وقف إطلاق النار وحظر الأسلحة طويل الأمد، ووصف الوضع بأنه "انتهاك مروع للسيادة الليبية".


ويعد التحالف التركي القطري من أكبر منتهكي حظر الأسلحة حيث اكتشفت سفن الاتحاد الأوروبي انتهاك تركيا للحظر مرات عديدة وأرسلت سفنا محملة بالأسلحة والمرتزقة السوريين إلى ليبيا، رغم استمرار سريان اتفاق وقف إطلاق النار. 

تحذيرات الأمم المتحدة


وتشهد ليبيا حالة من العنف والفوضى منذ الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي وقتله في عام 2011.


ووافقت القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من تركيا والمتمركزة في طرابلس والجيش الوطني الليبي الشرقي بقيادة المشير خليفة حفتر رسمياً على وقف إطلاق النار في أكتوبر.


وينص الاتفاق على أنه يجب على جميع الوحدات العسكرية والجماعات المسلحة الانسحاب من الخطوط الأمامية، بينما يجب على المرتزقة والمقاتلين الأجانب مغادرة الأراضي الليبية في غضون 90 يومًا.


وقالت مبعوثة الأمم المتحدة المؤقتة في ليبيا ستيفاني ويليامز في اجتماع افتراضي لمنتدى الحوار السياسي: "يوجد الآن ٢٠ ألفا من المرتزقة في ليبيا، وهذا انتهاك مروع للسيادة الليبية".


وأضافت: "هناك الآن 10 قواعد عسكرية في ليبيا إما كليًا أو جزئيًا من قبل القوات الأجنبية".


وتعكس تصريحات مبعوثة الأمم المتحدة سخطها إزاء عدم إحراز تقدم بشأن رحيل المقاتلين والمرتزقة الأجانب من ليبيا، والتي كانت جزءًا من اتفاق لوقف إطلاق النار تم توقيعه في أكتوبر.


كما انتقدت ويليامز حكومات أجنبية غير محددة لتصرفها وتعميق الصراع الليبي.


وحذرت من "انهيار الشبكة الكهربائية" الذي يلوح في الأفق في ليبيا بسبب الفساد وسوء الإدارة، مضيفة أن هناك حاجة فورية لاستثمار مليار دولار في البنية التحتية الكهربائية، بالنظر إلى أن 13 فقط من 27 محطة كهرباء في ليبيا تعمل.


وقال مبعوث الأمم المتحدة: إن 1.3 مليون من سكان ليبيا الذين يزيد عددهم عن 6.8 مليون من المتوقع أن يحتاجوا إلى مساعدات إنسانية بحلول شهر يناير.

قواعد تركية قطرية

وبحسب صحيفة "آرب ويكلي" البريطانية، فقد أقامت تركيا قواعد عسكرية في ليبيا بتمويل ضخم من قطر، وأرسلت مئات المرتزقة والعسكريين النظاميين بالإضافة إلى حمولات من المعدات، بما في ذلك طائرات مسيرة متطورة لدعم حكومة الوفاق الوطني برئاسة رئيس الوزراء فايز السراج.


وفي محاولة لاسترضاء الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، زعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه تدخل في ليبيا من أجل مواجهة روسيا.


ولكن أثار اتساع حضور تركيا في ليبيا استياء الاتحاد الأوروبي، حيث أعلنت أنقرة في الأسابيع الأخيرة تدريب القوات الليبية في تركيا.


تنعقد الجولة الأخيرة من منتدى الحوار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة بشكل افتراضي، بعد جلسة 
أولى في العاصمة التونسية الشهر الماضي.


المنتدى المؤلف من 75 عضوًا هو جزء من محاولة لجعل الأطراف المتحاربة في ليبيا تتفق على آلية من شأنها إنشاء إدارة انتقالية لقيادة البلاد خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ديسمبر 2021.


ففي اجتماع تونس، اتفق المندوبون على إجراء انتخابات في 24 ديسمبر 2021، لكن ليس حول من سيقود الانتقال السياسي.


ويرى مراقبون أن كافة الاتفاقيات الأمنية والعسكرية التي عقدتها تركيا وقطر مع حكومة الوفاق الوطني لعرقلة إجراء هذه الانتخابات التي ستكون بمثابة ضربة قاضية للتحالف التركي القطري وتنهي تواجدهما في الدولة الغنية بالنفط.


كما أكدوا أن اتهامات الأمم المتحدة موجهة بشكل كبير لقطر وتركيا بسبب إصرارهما على زيادة الانقسام وعدم حل الصراع.