بلومبرج تكشف تفاصيل مبادرة سعودية- فرنسية لحل أزمة حماس في غزة

بلومبرج تكشف تفاصيل مبادرة سعودية- فرنسية لحل أزمة حماس في غزة

بلومبرج تكشف تفاصيل مبادرة سعودية- فرنسية لحل أزمة حماس في غزة
حرب غزة

تعمل كل من فرنسا والمملكة العربية السعودية على صياغة مقترح مشترك يهدف إلى نزع سلاح حركة حماس المدعومة من إيران، تمهيدًا لتفكيك جناحها العسكري وتحويلها إلى كيان سياسي بحت، وفقًا لمصادر مطلعة على فحوى المناقشات الجارية في هذا السياق، حسبما نقلت وكالة "بلومبرج" الأمريكية.

وذكرت هذه المصادر، أن مسؤولين سعوديين أجروا بالفعل اتصالات مباشرة مع ممثلين عن حركة حماس ضمن إطار الجهود الرامية إلى تنفيذ هذا المخطط، بينما لم يُعرف بعد ما إذا كان مسؤولون فرنسيون قد انخرطوا هم أيضًا في قنوات تواصل مماثلة مع الحركة، المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

وبحسب ما نقلته المصادر، فإن الهدف من هذه المبادرة هو إعادة تشكيل حركة حماس لتكون كيانًا سياسيًا صرفًا، بحيث يمكنها أن تحتفظ بدور محدود أو رمزي ضمن هيكل الحكم الفلسطيني المستقبلي، دون أن تحتفظ بأي ذراع عسكري. 

واعتبرت المصادر ، أن السماح للحركة بلعب دور سياسي – ولو جزئي – قد يسهل عملية قبولها بمبدأ نزع السلاح، بينما تبدي إسرائيل اعتراضًا شديدًا على هذا التوجه، حيث تصر حكومتها على ضرورة إقصاء حماس بشكل كامل عن أي موقع في النظام السياسي الفلسطيني بعد انتهاء الحرب على غزة.

توتر بين باريس وتل أبيب بسبب الاعتراف بالدولة الفلسطينية

تأتي هذه التحركات في وقت تتصاعد فيه الخلافات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خاصة بعد أن كثّفت فرنسا جهودها لحشد الدعم الدولي للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهي الخطوة التي تعارضها تل أبيب بشدة، خصوصًا بعد الهجوم الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، والذي شكّل الشرارة المباشرة للحرب الحالية على غزة.

ومن المرتقب أن تحتضن مدينة نيويورك الشهر المقبل مؤتمرًا دوليًا ترعاه الأمم المتحدة، ويُعقد برئاسة مشتركة بين باريس والرياض، بهدف حشد التأييد الدولي لحل الدولتين بوصفه المخرج العادل للنزاع العربي الإسرائيلي. 

وحتى اللحظة، لم تعلن الولايات المتحدة – الحليف الأكبر لإسرائيل – موقفًا واضحًا من هذه المبادرة، فيما تواصل تل أبيب رفضها القاطع لفكرة الدولة الفلسطينية.

تململ شعبي متصاعد داخل غزة ضد حكم حماس

وتزامنًا مع هذا الحراك السياسي، بدأت بوادر الغضب الشعبي الفلسطيني ضد حركة حماس تتصاعد داخل قطاع غزة.

وشهد جنوب القطاع تظاهرات شعبية لليوم الثالث على التوالي، بحسب ما أظهرته مقاطع مصورة انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث ردد المتظاهرون هتافات صريحة تطالب الحركة بالخروج، من قبيل: "برا برا برا.. حماس تطلع برا".

وشهدت تلك التحركات دعوات من بعض المواطنين إلى السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية لتولي زمام الأمور في غزة، بدلًا من حماس. 

ومن جهتهم، دعا كل من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ونائبه حسين الشيخ، الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها حماس، إلى الشروع في نزع السلاح خدمة للمصلحة الوطنية الأوسع، بحسب تصريحات صدرت خلال الأيام القليلة الماضية.

شروط نتنياهو لإنهاء الحرب 


وفي مؤتمر صحفي عقده الأربعاء، حدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شروطًا صارمة لإنهاء الحرب المستمرة منذ 19 شهرًا، والتي أسفرت حتى الآن عن تدمير واسع في غزة ومقتل أكثر من 53 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة التابعة لحماس.
 
وكان النزاع قد اندلع بعد هجوم شنه عناصر حماس في أكتوبر 2023، أدى إلى مقتل حوالي 1200 شخص داخل إسرائيل وخطف 251 آخرين، ما يزال نحو 20 منهم على قيد الحياة بحسب ما أعلنه نتنياهو.

واشترط نتنياهو لإيقاف العمليات العسكرية استعادة كافة الرهائن، وتسليم حماس لأسلحتها، وانسحابها الكامل من السلطة في القطاع. وقال نتنياهو: إن قادة حماس – أو من تبقى منهم – يجب أن يغادروا غزة، مضيفًا أن القطاع ينبغي أن يكون خاليًا تمامًا من السلاح.