تصعيد غربي شامل.. أوروبا تضع الحكومة الإسرائيلية في ورطة غير مسبوقة

تصعيد غربي شامل.. أوروبا تضع الحكومة الإسرائيلية في ورطة غير مسبوقة

تصعيد غربي شامل.. أوروبا تضع الحكومة الإسرائيلية في ورطة غير مسبوقة
أوروبا

شهدت العاصمة الهولندية لاهاي مطلع الأسبوع الحالي واحدة من أضخم المظاهرات في تاريخها الحديث، حيث احتشد ما يقرب من مئة ألف متظاهر، معظمهم يرتدون اللون الأحمر في إشارة رمزية إلى "الخط الأحمر" الجديد الذي أعلنت عنه الحكومة الهولندية قبل أسبوعين، تعبيرًا عن نفاد صبرها إزاء الحرب الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة.

وقد أعلن وزير الخارجية الهولندي، كاسبر فالدكامب، للمرة الأولى، أن بلاده تدعو إلى إعادة النظر في اتفاقية الشراكة الأساسية بين إسرائيل والاتحاد الأوروبي، المعروفة باتفاقية "الأسوسياشن". 

وأكدت صحيفة "جلوباس" الإسرائيلية، أن هذا الموقف يُعد تصعيدًا دبلوماسيًا غير مسبوق، إذ كان في السابق مطلبًا محدودًا من قبل بعض الدول المؤيدة للفلسطينيين فقط، ولكن الآن بات مطلبًا رسميًا لعدة دول مؤسسة في الاتحاد الأوروبي.

وقد جاء هذا التحرك الهولندي بعد دعوات إلى إسرائيل برفع ما وصف بـ"الحصار الإنساني" المفروض على قطاع غزة، وفي مساء يوم الأحد الماضي، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تراجعه وسمح بإدخال مساعدات غذائية وإنسانية إلى القطاع.

تغيرات أوروبية


وبحسب المجلة العبرية، فإن التقارير الواردة من داخل المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر تشير أن الضغط الأوروبي لعب دورًا محوريًا في قرار إسرائيل بالسماح بإدخال المساعدات إلى غزة، إلى جانب الضغط الأمريكي والتفاهمات الجارية مع واشنطن. 

ويُعتبر هذا التحول نقطة مفصلية، حيث أنها المرة الأولى منذ السابع من أكتوبر التي يتخذ فيها الاتحاد الأوروبي موقفًا هجوميًا تجاه إسرائيل، مستغلاً موقعه كشريك تجاري أول لها، للمطالبة باتخاذ خطوات سياسية ملموسة.

يأتي هذا التغير في سياق تحول واسع في مواقف العواصم الأوروبية تجاه إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة، لا سيما بعد التصريحات الإسرائيلية بشأن نية الاحتلال البقاء في القطاع لفترة طويلة، بالإضافة إلى خطاب عدد من الوزراء الإسرائيليين حول "الإبادة" و"الترحيل"، وكذلك في ظل المجاعة المتفاقمة التي يعاني منها سكان غزة والغارات المستمرة على القطاع.


تصعيد غربي شامل


في تطور لافت، انضمت كل من فرنسا وبريطانيا وكندا إلى جوقة الضغط الدولي. فقد أعلنت فرنسا أنها ستنظم الشهر المقبل مؤتمرًا حول القضية الفلسطينية في نيويورك بالشراكة مع السعودية، وتخطط للاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية، وتسعى لحشد دول أخرى لهذا التوجه.

ولأول مرة، لم تكتف هذه الدول بالمطالبة بإدخال المساعدات إلى غزة، بل دعت أيضًا إلى "وقف العمليات العسكرية" بشكل كامل، ملوحة باتخاذ "إجراءات ملموسة" ضد إسرائيل، وعندما سُئل وزير الخارجية الفرنسي عن ماهية هذه الإجراءات، أشار إلى المبادرة الهولندية التي تدعو إلى مناقشة اتفاق الشراكة مع إسرائيل.