لسحق أي معارضة متبقية.. إيران قد تشن المزيد من الهجمات ضد الأكراد داخل العراق

تستعد إيران لشن المزيد من الهجمات ضد الأكراد داخل العراق

لسحق أي معارضة متبقية.. إيران قد تشن المزيد من الهجمات ضد الأكراد داخل العراق
صورة أرشيفية

رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية أن إيران قد تشن المزيد من الهجمات على الجماعات الكردية داخل الأراضي العراقية، في جزء من تركيز طهران المستمر على الجماعات المنشقة جزءًا من حملتها القمعية داخليًا التي أعدمت خلالها مئات الأشخاص.

وأضافت الصحيفة في تحليلها: أن النظام الإيراني يفكر في مزيد من الضغط على العراق لمنع المنشقين من ترسيخ أنفسهم هناك.

نزع سلاح المعارضة 

ونقلت عن تقرير في "إعلام كوردستان رووداو" أن "وزارة الاستخبارات الإيرانية جددت يوم الأحد تهديداتها ضد العراق وإقليم كردستان، محذرة من أنه ما لم يتم تأمين المناطق الحدودية ونزع سلاح فصائل المعارضة الكردية في المنطقة فإنهم سيواصلون هجماتهم العسكرية في المنطقة.

هجمات سابقة متكررة

واستطردت الصحيفة أن تنفيذ مثل هذه الهجمات الاستباقية مهم لأن إيران نفذت العديد من الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة في العراق العام الماضي خلال الاحتجاجات الإيرانية، فغالبًا ما تتهم إيران إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي ليس فقط بإيواء الآلاف من المعارضين الإيرانيين وجماعات المعارضة الإيرانية، كما تتهمه أيضًا بالارتباط بإسرائيل، ففي سبتمبر 2022، زعمت وسائل الإعلام الإيرانية الموالية للنظام أنها استهدفت "الموساد" في أربيل، وواصلت هذا النوع من الخطاب على مر السنين، حيث زعمت إيران أيضًا أنها استهدفت "فرق الموساد" وأحبطت "شبكة الموساد" داخل الإقليم.

أشارت الصحيفة إلى أن تقريرا إيرانيا زعم أنه "بتعاون الحكومة العراقية الجديدة والضمانات المقدمة، نأمل أن نشهد الأمن في الحدود الغربية وعدم تكرار الهجمات، وتذكير إقليم كردستان العراقي".

اتهامات متواصلة للأكراد

وتابع تقرير" روداو" الكردي: "اتهمت إيران أيضًا الجماعات الكردية المنشقة نيابة عن وكالة مخابرات أجنبية بتهريب أجزاء من ثلاث طائرات بدون طيار إلى البلاد من إقليم كردستان كانت تُستخدم لتنفيذ غارة بطائرة بدون طيار على منشأة عسكرية في أصفهان في أواخر يناير".

لماذا تقوم إيران بقمع الجماعات المنشقة؟

يرى محللون أن تركيز إيران المستمر على الجماعات المنشقة يعد جزءًا من حملتها القمعية داخليًا التي أعدمت خلالها مئات الأشخاص، حيث اجتاحت احتجاجات العام الماضي إيران، لكن إيران تسعى الآن لسحق أي معارضة باقية، وهذا يعني أيضًا أن طهران تركز على ملاحقة الأقليات، مثل الأكراد، من خلال الهجمات على الأكراد والبلوش والأقليات الأخرى، مثل الأذريين، وهي وسيلة إيران للهجوم دون التسبب في تداعيات على النظام في طهران أو مركز البلاد، وبهذا تشعر إيران أن بإمكانها تهديد العراق، لأنه لن يمنع أحد غارات طهران عبر الحدود على الجماعات الكردية المنشقة.

اجتماعات كردية لوقف الانقسام

واستطردت الصحيفة أنه في غضون ذلك، عقد أكبر حزبين كرديين في شمال العراق اجتماعا في محاولة للتوصل إلى حل وسط بشأن الانقسامات بينهما. وأشار موقع "كوردستان 24" إلى أن "وفدًا رفيعًا من الاتحاد الوطني الكردستاني زار نظراءهم في الحزب الديمقراطي الكردستاني في بيرمام، محافظة أربيل، لمناقشة العديد من القضايا، بما في ذلك الانتخابات البرلمانية لإقليم كردستان المقرر إجراؤها في 18 نوفمبر 2023".

وناقش قادة الحزب إجراء الانتخابات الإقليمية "في موعدها"، بحسب البيان، مضيفين أن الموضوعات الأخرى تتطلب مزيدًا من المناقشات في الاجتماعات المقبلة.

استغلال إيراني للانقسام

وأوضحت الصحيفة أنه كثيرًا ما تستغل إيران الانقسامات في العراق لتحقيق أهدافها، فعلى سبيل المثال، كانت إيران تقليديًا أقرب إلى حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الكردي الأقوى في السليمانية بالقرب من إيران، ومع ذلك، فإن الجماعات المنشقة مثل كومالا وحزب PDKI موجودة أيضًا في هذه المنطقة؛ ما يعني أنه يجب على إيران أن تحاول جاهدة عدم زعزعة استقرار المنطقة الكردية، مع الضغط أيضًا على الاتحاد الوطني الكردستاني لطرد الجماعات المنشقة؛ وفي الوقت نفسه، مارست تركيا ضغوطًا على الاتحاد الوطني الكردستاني أيضًا، متهمة إياه بالعمل مع الجماعات الكردية في سوريا التي تتهمها أنقرة بـ"الإرهابيين".