مخاوف من حرب إقليمية.. لماذا أعلنت أميركا تدقيقها في صفقة أسلحة لإسرائيل؟
أعلنت أمريكا تدقيقها في صفقة اسلحة لإسرائيل
من بدء الحرب في غزة وتعاني العلاقات الأميركية الإسرائيلية تقلبات مستمرة، وذلك بعدما قامت الإدارة الأميركية بدعم إسرائيل بشكل كبير، حيث قام الرئيس الأميركي جو بايدن بزيارة إسرائيل فور بدء الحرب وأعلن بشكل كبير دعم إسرائيل بكل ما تملك لمواجهة قطاع غزة.
وزار من الإدارة الأميركية أيضاً لويد استون وكذلك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي يرفض مع الدبلوماسية الأميركية مشاريع مجلس الأمن التي تفيد بوقف إطلاق النيران، وكذلك بعد قمة عمان الأخيرة أمام وزراء الخارجية العرب والذي كان يحمل بلينكن معه رسائل من إسرائيل.
دعم كبير يثير التخوف
ومع مطالب إسرائيلية من الولايات المتحدة الأميركية بصفقة أسلحة جديدة للمواجهة، تخشى إدارة بايدن من أن من تصعيدا أكبر في الضفة الغربية، وذلك قبيل الانتخابات الأميركية التي تجرى في 2024، مع غضب في الشارع الأميركي من دعم أميركي لإسرائيل بشكل كبير.
وطلبت إسرائيل من أميركا 24 ألف بندقية نصف آلية وآلية، ويتطلب بيعها موافقة وزارة الخارجية وإخطار الكونجرس الأميركي، وأكدت إسرائيل أن الأسلحة ستستخدم من قِبل الشرطة، لكنها اعترفت بإمكانية نقلها إلى المدنيين.
وتخشى الولايات المتحدة الأميركية من احتمال وقوع الأسلحة في أيدي المستوطنين والميليشيات المدنية التي تحاول طرد الفلسطينيين من أراضيهم في الضفة الغربية، وهو ما يدخل الصراع في جبهات جديدة.
4 أهداف أميركية في الحرب
إدارة بايدن الأميركية وضعت 4 أهداف رئيسية في إدارة الصراع الإسرائيلي أهمها الدفع بمساعدات عسكرية كبيرة لإسرائيل وحشد الرأي العام الأميركي وراء مساندة إسرائيل وحقها في الدفاع عن نفسها وتبرير الاجتياح العسكري لقطاع غزة، وتبرير العمليات العسكرية الإسرائيلية.
وكان أبرز الدعم الأميركي لإسرائيل هو تبرئة إسرائيل من قصف مستشفى المعمداني من قِبَل الرئيس الأميركي جو بايدن بنفسه خلال زيارته وبشكل سريع حتى قبل التأكد من إجراء تحقيقات مستقلة وانتظار نتائج مؤكدة.
وتدعم إدارة بايدن إسرائيل للقضاء على حركة حماس، وقد أطلقت يد إسرائيل في هذا الأمر، وذلك بعد عملية طوفان الأقصى التي قامت في 7 أكتوبر الماضي، كما شارك الرئيس الأميركي في سابقة لم تحدث من قبل، وهو اجتماع حكومة الحرب الإسرائيلية والاطلاع على الخطط الإسرائيلية العسكرية ورؤية القادة العسكريين في كيفية تنفيذ الاجتياح البري وتدمير البنية التحتية العسكرية لحركة حماس.
ويؤكد مسؤولو إدارة بايدن أن قتلهم سببه هو أن إسرائيل ليست لديها خطة واضحة لما بعد اجتياح غزة ومن سيحكم غزة بعد ذلك، وقد حذر بايدن علناً من أنه سيكون خطأ أن تقوم إسرائيل بحكم غزة، وقال هذا الأمر سيكون خطأ كبيراً.
ويؤكد الباحث السياسي مختار غباشي، أن الإدارة الأميركية حالياً ما بين أزمة كبرى في دعم إسرائيل والذي يريده اللوبي الإسرائيلي، وكذلك أمام الشعب الأميركي الذي رأى بعينه ما يحدث في قطاع غزة من قِبَل إسرائيل بدعم أميركي، وبالتالي فوضع الإدارة في خطر مع اقتراب الانتخابات الأميركية.
وأكد غباشي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" أن ارسال الأسلحة الأميركية لإسرائيل لن يتوقف، كما قامت إسرائيل بالفعل منذ بدء عملية طوفان الأقصى بتسليح عدد من المدنيين في الشوارع خوفاً من تواجد مسلحين لحماس في الشوارع الإسرائيلية، وهو ما تخشاه أميركا حالياً بتسليح المواطنين في إسرائيل وبشكل خاص من اليمنيين، وهو ما ينذر بكارثة كبرى لمواجهة مستوطنين مع الشعب الفلسطيني، وفي حال قيام ذلك ستكون هناك مجازر تضع أميركا في ورطة كبرى.