الطريق الآمن.. لماذا يتجنب الفلسطينيون ممر الموت الإسرائيلي؟

يتجنب الفلسطينيون ممر الموت الإسرائيلي

الطريق الآمن.. لماذا يتجنب الفلسطينيون ممر الموت الإسرائيلي؟
صورة أرشيفية

في محاولة إسرائيلية لفصل قطاع غزة ما بين شمال وجنوب، يقوم الجيش الإسرائيلي بشكل يومي بالإعلان عن ممر آمن لعبور المدنيين من سكان قطاع غزة من الشمال للجنوب لإخلاء القطاع شمالاً ليتحول لساحة حرب كبرى مع حركة حماس التي تسيطر على القطاع، والتي تتواجد في الأنفاق تحت القطاع وقد تصل إلى ما يقرب من عمق 70 متراً تحت الأرض.

الرسائل الإسرائيلية تأتي عقب محاولات أميركية بحث الإدارة الإسرائيلية على تخفيف قتل المدنيين بعد انقلاب الرأي العام العالمي وخروج مظاهرات عديدة تدعم القضية الفلسطينية، ولكن الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة يرفض بشدة الخروج من الممر الآمن.

ممر آمن لسكان قطاع غزة

ويعلن الجيش الإسرائيلي عن طريق آمن لعبور سكان قطاع غزة من شماله إلى جنوبه بشكل يومي في رسائل قال فيها: إن الممر حماية للسكان وتقليل للخسائر فيما بينهم من القصف الجوي المدمر الذي أودى بحياة أكثر من 10 آلاف فلسطيني حتى الآن، وأغلبهم من النساء والأطفال.

إسرائيل ستسمح بالمرور على طريق صلاح الدين اليوم بين الساعة العاشرة صباحا، والثانية بعد الظهر يومياً حسبما أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وقال في رسائل تبث بشكل يومي، "من أجل سلامتكم، انتهزوا الوقت القادم للتحرك جنوبا إلى ما بعد وادي غزة، إذا كنتم تهتمون بأنفسكم وبأحبائكم، فاتجهوا جنوبا وفقا لتعليماتنا".

رفض فلسطيني 

أغلب سكان شمال قطاع غزة يخشون سلوك هذا الطريق، بعد استهدافه عدة مرات من بينها قافلة ضمت العشرات أثناء توجههم إلى جنوبي القطاع استجابة لأوامر الجيش الإسرائيلي منتصف الشهر، كما شوهد استهداف لسيارات كانت تعبر؛ ما أدى إلى مقتل العشرات، ويعتبر شارع صلاح الدين أحد طريقين يربطان جميع مدن قطاع غزة، فهو يمتد من معبر رفح على الحدود مع مصر وصولا إلى معبر بيت حانون أقصى الشمال الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.

وقد استهدف القصف الإسرائيلي 3 قوافل لمواطنين فلسطينيين في مواقع مختلفة على شارعي صلاح الدين والرشيد، ممن حاولوا الوصول إلى جنوب وادي غزة؛ ما أدى لمقتل 70 مواطنا جلهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 200 آخرين.
ويقول الباحث السياسي الفلسطيني أيمن الرقب: إن الرسائل الإسرائيلية هي حرب نفسية على سكان قطاع غزة، والذين يعلمون جيدا أنهم في حال تركهم لشمال القطاع لن يعودوا إليه مجدداً فيما يشبه النكبة، كذلك الشعب الفلسطيني لديه مخاوف مع استمرار القصف العنيف على قطاع غزة، وإعلان الجيش الإسرائيلي تقسيم قطاع غزة إلى شطرين؛ ما يؤدي إلى المشروع الإسرائيلي بإخلاء القطاع بالكامل.

وقال الرقب في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": إن إسرائيل تريد من 2 ونصف مليون مواطن العيش داخل قطعة صغيرة وهي نصف قطاع غزة، ومن ثَم تهجيرهم مجدداً ولن يكون هناك قطاع غزة داخل الأراضي الفلسطينية، وما حدث هو انتقال 800 ألف شخص انتقلوا إلى جنوبي القطاع، في حين يتراوح عدد الموجودين في شماله بين 350 و400 ألف شخص، وأغلب المواطنين الذين انتقلوا للجنوب عادوا مجدداً مرة أخرى للشمال لأن الجميع مستهدف سواء في الشمال أو الجنوب.