الجزيرة القطرية تفسد جهود المصالحة العربية بضغوط تركية

الجزيرة القطرية تفسد جهود المصالحة العربية بضغوط تركية
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمير قطر

تواصل قناة الجزيرة القطرية التي تعد بوق الإرهاب في العالم هجماتها الشرسة ضد الرباعي العربي، ما قد يهدد بإفساد جهود المصالحة الكبرى التي تبذلها الكويت والولايات المتحدة الأميركية.


ويؤكد المراقبون أن قطر بدأت تخضع للضغط التركي من أجل عدم إتمام المصالحة وهو السبب الرئيسي في عودة الحملات الإعلامية غير المبررة للجزيرة.


إفساد المصالحة

عادت الحملة الإعلامية القطرية الأخيرة ضد دول الخليج المجاورة ما يمكن أن يعيد مفاوضات المصالحة للمربع الصفر، وقد أثارت هذه الحملة الشكوك حول نوايا الدوحة، وفقا لما نشرته صحيفة "آرب ويكلي" البريطانية.


وتأتي هذه التطورات بعد جهود دبلوماسية لحل الخلاف الذي قررت فيه السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر في يونيو 2017.


وفي أوائل ديسمبر ، أعلنت الكويت إحراز تقدم كبير نحو حل النزاع، كما تضاعفت التحركات نحو حل الخلاف بعد إعلان الرياض في وقت سابق من هذا الشهر أن الحل النهائي في متناول اليد.


وتتهم السعودية والإمارات والبحرين ، بالإضافة إلى مصر ، قطر بتهديد الاستقرار الإقليمي ودعم التطرف من خلال الجماعات الإرهابية مثل جماعة الإخوان المسلمين. 


بينما كان من المتوقع أن تشجع قطر أذرعها الإعلامية على تخفيف حدة خطابها تجاه الدول العربية الأربع ، والتي عبرت جميعها عن وجهات نظر إيجابية حول حملة المصالحة التي تقودها السعودية ، شنت قناة الجزيرة التلفزيونية هجوما مألوفا على الرباعي العربي.


تدخل تركي


من المعروف أن الجزيرة هي أداة إعلامية للنظام القطري وتعكس سياسات ومواقف الدوحة الرسمية، وقد أدى ذلك بالعديد من المراقبين إلى افتراض أن القطريين لم يكونوا صادقين بشأن رغبتهم في تحقيق المصالحة ووضع حد للخلاف المستمر منذ سنوات بينهم وبين جيرانهم.


ويتساءل بعض الخبراء عما إذا كانت الدوحة ، التي ينبغي أن يكون لها مصلحة في نزع فتيل الأزمة وإنهاء مقاطعة جيرانها ، في طريقها للاستسلام لضغوط حليفتها الوثيقة تركيا.


وأكد الخبراء أن للأتراك مصلحة سياسية وإستراتيجية مباشرة في عزل قطر عن محيطها المباشر من أجل تحقيق مكاسب مالية واقتصادية ، والتي تم بالفعل تحقيق الكثير منها من خلال الدعم المالي القطري السخي لأنقرة في ذروة أزمتها الاقتصادية الحادة. 


كما تحققت هذه المكاسب من خلال مشاريع التعاون المختلفة التي سمحت لتركيا بالوصول إلى ثروة مالية كبيرة، تضمنها صادرات قطر الكبيرة من الغاز الطبيعي. 


واتهمت أبوظبي، الثلاثاء، وسائل الإعلام القطرية بالعمل على تقويض حلول الخلاف المستمر منذ نحو ثلاث سنوات ونصف، أي قبل نحو أسبوعين من القمة الخليجية المقبلة في الرياض.


ولم يذكر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أسماء المنصات الإعلامية ، لكن تصريحاته جاءت بعد يوم واحد من بث قناة الجزيرة لما وصفته بتقرير استقصائي "يكشف" عن اختراق أطراف إقليمية لهواتف الصحفيين.


وكتب قرقاش على تويتر "تتطلع القوى السياسية والاجتماعية في الخليج العربي إلى إنهاء الأزمة القطرية والبحث عن أفضل السبل لضمان التزام الدوحة بأي اتفاق يمكن أن يكون إيجابيا للمنطقة بأسرها، لكن المنصات الإعلامية القطرية تبدو مصممة على تقويض أي اتفاق، ظاهرة غريبة يصعب تفسيرها ".


إشارات الجزيرة


ويرى المراقبون أن تغطية الجزيرة تعد إشارة سلبية قبل بدء القمة، ورغم أن المحاولات الأخيرة لإنهاء الأزمة القطرية كانت جدية، أكدتها تصريحات سياسية متفائلة ومرنة، فإن الافتقار إلى الواقعية يشكك في نوايا الدوحة الحقيقية  مما قد يجعل الحل الشامل بعيد المنال.


وعبرت الإمارات ومصر في وقت لاحق عن دعمهما لجهود حل الخلاف مع قطر، لكن بعض المصادر قالت إن الإمارات ومصر والبحرين كانت أكثر تحفظًا بشأن جهود الوساطة.


وقالت مصادر خليجية قريبة من المفاوضات إن العملية التي تقودها المملكة قد تسفر عن مستوى معين من الهدوء، لكنها لن تحل جميع القضايا الأساسية.


ونقل دبلوماسيون في الدوحة عن مسؤول قطري كبير قوله: إن الاتفاق النهائي "تم الاتفاق عليه من حيث المبدأ ولكنه محدود النطاق".