أزمات أردوغان تتفاقم.. الحرائق تبدد آمال انتعاش السياحة في تركيا

فشل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مواجهة حرائق الغابات

أزمات أردوغان تتفاقم.. الحرائق تبدد آمال انتعاش السياحة في تركيا
صورة أرشيفية

كشف تقرير لوكالة "رويترز" الإخبارية، كيف تسببت الحرائق في ضرب المخططات السياحية لتركيا التي تعتمد بشكل أساسي على دخول السياحة في ناتجها القومي. 

إلغاء الحجوزات

وحسبما ذكر تقرير للوكالة، فقد جاءت الإلغاءات الأولى من جانب السياح الذين حجزوا على إحدى رحلات أوزكان سلجوق البحرية قبالة الساحل الجنوبي لتركيا، عندما اشتعلت النيران في الغابات القريبة من المكان الذي يذهب إليه الزوار لمشاهدة السلاحف.

وأشارت الوكالة إلى أنه بعد مرور عام على تفشي جائحة كوفيد 19، الذي دمر صناعة السياحة في تركيا، وجهت أسوأ حرائق غابات شهدتها البلاد على طول ساحلها الجنوبي ضربة جديدة للقطاع الذي يشكل حوالي 5% من الاقتصاد التركي.

حرائق مدمرة 

ونوه التقرير إلى أنه في غضون عشرة أيام، دمرت الحرائق عشرات الآلاف من الهكتارات من الغابات في أقاليم البحر الأبيض المتوسط وبحر إيجة ، وقتل ثمانية أشخاص وفر الآلاف من الأتراك والسياح.

وأوضح أنه في مقاطعة موغلا، حيث توجد المنتجعات السياحية الرئيسية في مرماريس وبودروم ، تم إجلاء ما لا يقل عن 36 ألف شخص، بما في ذلك من بعض مدن المنتجعات الساحلية.

ولفتت "رويترز" إلى أن تخفيف قيود السفر بسبب فيروس كورونا هذا الصيف كان بمثابة بارقة الأمل الوحيدة في انتعاش صناعة السياحة في تركيا، لكن بالنسبة لسلجوق وآخرين في منطقته، فقد ضربت حرائق الغابات بتلك الآمال، وأنهتها.


وقال شركة سلجوق: "لدينا حجزان إضافيان ليوم السبت، لكننا لم نحصل على أي حجوزات جديدة"، مضيفة: "نخشى استمرار الحريق.. نستيقظ على رماد يتساقط على منازلنا وعلى قواربنا".

الحرائق مستمرة

وقال التقرير إنه على الرغم من إعلان رجال الإطفاء أنهم تمكنوا من احتواء حوالي 200 حريق غابات اندلع في الأيام العشرة الماضية، إلا أنه حتى يوم الجمعة لا يزال هناك حوالي 12 حريقا مشتعلاً على سواحل البحر المتوسط وبحر إيجة، وفقا للبيانات الرسمية.

وبحسب "رويترز"، قال بولنت بول أوغلو، رئيس اتحاد فنادق جنوب بحر إيجة: "لا توجد حجوزات جديدة بسبب حرائق الغابات. تم إلغاء الحجوزات الحالية. الفنادق خالية أيضًا ، مع تسجيل المغادرة المبكر".

تركيا على القائمة الحمراء

كما قررت بريطانيا يوم الأربعاء بإبقاء تركيا على "القائمة الحمراء" للدول المنكوبة بجائحة كورونا لمدة ثلاثة أسابيع أخرى، الأمر الذي يمثل ضربة أخرى للصناعة.

وعلى الرغم من الضربات المتتالية، مازال وزير السياحة نوري إرسوي، يقول إن تركيا ملتزمة بأهدافها المتمثلة في 25 مليون زائر هذا العام وعائدات السياحة البالغة 20 مليار دولار – وهى أعداد لا زالت أقل بكثير من 34.5 مليار دولار كانت تحصلها تركيا في فترة ما قبل الجائحة 2019.

وقال أوغلو :"كنا نتوقع عودة الزوار البريطانيين، لكن هذا لم يحدث".

ونوه تقرير "رويترز" فى هذا الإطار إلى أن معظم السياح الذين يزورون تركيا كانوا من البريطانيين، يليهم الروس والألمان، لافتة إلى أنه في عام 2019، جاء أكثر من 2.5 مليون زائر من بريطانيا، وفقًا لبيانات رسمية.

كما تظهر البيانات الرسمية أن الوافدين الأجانب بلغوا 5.7 مليون في النصف الأول من العام 2021 بينما بلغت الإيرادات 5.5 مليار دولار، وهي تدفقات ضعيفة جدًا لا ترقى إلى 10% من العائدات التى تحصلها تركيا عادة من قطاع السياحة. 

حكومة غير واقعية

وحسبما جاء فى تصريحات وزير السياحة السابق، بهاتين يوجيل، فإن توقعات الحكومة التركية ليست واقعية، موضحًا أنه "علاوة على تفشي المرض الآن هناك حرائق غابات.. سيستغرق الأمر وقتا طويلا حتى يتعافى الساحل الجنوبي لبحر إيجة."

وبحسب "رويترز"، قالت جونكا أومول، التي تدير عائلتها دار ضيافة في بلدة أورين الساحلية، إنها كانت تأمل في أن يؤدي شهر يوليو المعروف بالإقبال السياحي إلى التعافي من ركود العام الماضي الذي تسببت به الجائحة، لكن فندقها الصغير أصبح الآن فارغًا بعد إجلاء العديد من السكان بسبب الحرائق. 

وقالت أومول: "لقد تم حجزنا لشهر يوليو بالكامل، إلا أن الضيوف رفضوا.. والآن يتصل الناس فقط لإلغاء حجوزاتهم".