خدعة أردوغان.. تركيا تجمد مساعيها للحصول على مقاتلات روسية بسبب التكلفة
جمدت تركيا مساعيها للحصول على مقاتلات روسية بسبب التكلفة
يبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اضطر لتجميد مساعي تركيا لشراء طائرات مقاتلة روسية من طراز سوخوي، لابتزاز حليفته الولايات المتحدة، حيث حذرت دراسة داخلية سرية من أن التحول من أنظمة الناتو سيكبد تركيا تكلفة باهظة على تركيا.
دراسة تحذر من مغادرة الناتو
وقالت صحيفة "نورديك مونيتور" الاستقصائية في السويد عن الدراسة الداخلية في الجيش التركي، والتي حذرت من الآثار المحتملة لشراء الطائرات الروسية، وهو ما أفصح عنه إسماعيل دمير ، رئيس رئاسة صناعة الدفاع ، أكبر وكالة مشتريات دفاعية في تركيا، دون أن يقصد خلال مقابلة تلفزيونية.
وبحسب "نورديك مونيتور"، قال دمير: "لقد قمنا بتحليل هذا من أعلى إلى أسفل.. عندما يحدث ذلك، فأنت تدخل نظامًا مختلفًا تمامًا.. والنظام الذي اعتادت تركيا عليه هو نظام الناتو. وعند التبديل إلى نظام آخر، سيكون لذلك آثار جانبية وتكاليف [سلبية]، وهو ما قاله دمير خلال مقابلة مباشرة في 17 ديسمبر.
كما ألمح المسؤول العسكري التركي إلى أن القوات الجوية التركية (TAF) تعارض شراء طائرات مقاتلة روسية، وهو أمر لا يثير الدهشة بالنظر إلى حقيقة أن سلاح الجو بأكمله يعتمد بشكل كامل تقريبًا على الطائرات المصنعة في الولايات المتحدة، وخاصة طائرات F-16، كما أن أنظمة التدريب تم بناؤها في إطار تشغيل هذا الأسطول لعقود.
خدعة أردوغان
وتقول الصحيفة في هذا الصدد: إن اعتراف دمير كشف عن خدعة الرئيس أردوغان مع الولايات المتحدة، ومبادراته مع روسيا في صفقة لشراء الطائرات المقاتلة، حيث بدأ أردوغان في التفكير في فكرة شراء الطائرة الروسية بعد أن حضر" MAKS 2019" صالون الطيران والفضاء الدولي في جوكوفسكي خارج موسكو ، في 27 أغسطس 2019، برفقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عندما تفقد طائرات "سو -57".
وفي سبتمبر 2021، أعلن أردوغان أن حكومته تدرس المزيد من التعاون مع روسيا في الصناعة الدفاعية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والغواصات، حيث جاءت تصريحاته بعد يوم من لقائه مع بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود.
وتكثف النقاش العام حول الخيار الروسي أكثر بعد طرد تركيا من برنامج "F-35" العالمي بسبب شرائها صواريخ روسية طويلة المدى من طراز "S-400" على الرغم من التحذيرات المتكررة من الولايات المتحدة.
على الرغم من أن المسؤولين الأتراك قد طرحوا فكرة شراء طائرات روسية لمدة عامين، إلا أنهم كانوا يعلمون بشكل خاص أن الخيار الروسي ليس لديه فرصة ضئيلة أو معدومة.
فيما كان النقاش الداخلي بين الوكالات التركية قد خلص بالفعل إلى أن التحول إلى روسيا في الطائرات المقاتلة سيكون له تكلفة باهظة لن تتحملها تركيا.
طائرات أميركية
وأوضحت "نورديك مونيتور"، أنه بالنظر إلى حقيقة أن برنامج تركيا الخاص، الطائرات القتالية الوطنية (ميلي مهاريب أوشاك ، MMU) لا يزال في مراحله الأولى، فإنه يتعين على تركيا أن تلجأ إلى الولايات المتحدة للحفاظ على قوتها الجوية.
وأضافت الصحيفة أنه في أكتوبر الماضي، طلبت تركيا شراء 40 طائرة مقاتلة من طراز "F-16" لوكهيد مارتن، وما يقرب من 80 مجموعة تحديث لطائراتها الحربية الحالية.
أين ذهبت منظومة "إس ـ 400"؟!
وفي إشارة إلى تلاعب أنقرة بالسلم الدولي، قالت الصحيفة السويدية: "يبدو أن تركيا لديها أفكار أخرى بشأن نشر صواريخ (S-400 )، التي اشترتها من روسيا بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات على هيئة تركية وأربعة من مسؤوليها".
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش التركي اختبر الصواريخ، لكنه لم يضعها موضع التنفيذ بعد، حيث كان وزير الدفاع خلوصي آكار مراوغًا خلال محادثات الميزانية في البرلمان يوم 16 نوفمبر، وتفادى تساؤلات المشرعين بشأن ما حدث للصواريخ الروسية. وأشار إلى عدم وجود أي هجوم جوي على تركيا والسرية العسكرية في الكشف عن أي معلومات حول حقيقة ما حدث للصواريخ.
وقال آكار للمشرعين: "يجب أن يعلم الجميع أنه سيتم استخدامها متى وأينما دعت الحاجة".