تعطيش أهالي الحسكة.. «اللعبة» المفضلة للاحتلال التركي
لا تنتهي أزمة انقطاع المياه عن مدينة الحسكة السورية، وتعاني مؤسسة المياه من التعديات المتكررة من القوات التركية والعناصر المرتزقة الموالية لها الذين يفرضون سيطرتهم على خط الكهرباء المغذي لمحطة مياه "علوك" ويتسببون في خروجها عن الخدمة بسبب قطع الكهرباء الدائم عن المحطة,
العطش يضرب مليون مواطن في الحسكة لمدة 11 يوما متتالية
مؤخرًا خرجت محطة مياه علوك عن الخدمة لمدة 11 يوما متتاليا بعد انقطاع جديد للكهرباء المغذي للمحطة والذي يتحكم فيه القوات التركية؛ ما أدى لانقطاع كامل للمياه عن مدينة الحسكة وأريافها.
وأكد مصدر في مؤسسة المياه في مدينة الحسكة، أن التعديات المتكررة من جيش الاحتلال التركي والمرتزقة الذين يعملون معهم على خط الكهرباء المغذي للمحطة، أدّى لارتفاع نسبة الحمولات وخروجها عن الخدمة.
وقال المصدر نفسه: إن ما يسمى "هيئة الطاقة" التابعة للإدارة الذاتية، قامت بتقليص كمية الكهرباء المخصصة إلى النصف، مع استبدال القاطع من 300 ك.ب إلى 150 ك.ب في محاولة لوقف التعديات، لكن كل الجهود لم تنجح في إعادتها للخدمة حتى الآن.
ووفق المصدر، فإن المؤسسة تتواصل مع الجانب الروسي للضغط على الاحتلال التركي، لإزالة التعديات على الخط، وإعادة إدخالها للخدمة من جديد، حيث تُعد "محطة علوك" في ريف رأس العين الشرقي، المصدر المائي الوحيد لتوفير المياه لنحو مليون مواطن في مدينة الحسكة وأريافها.
اعتداءات القوات التركية على مصدر المياه الوحيد لأهالي الحسكة لم تتوقف، رغم علم النظام التركي أن محطة مياه علوك هي المسؤولة عن إمداد مليون مواطن بالمياه وتعطيلها يهدد حياه مئات الآلاف.
قطع المياه عن أهالي الحسكة.. مسلسل مستمر لا ينتهي
في 17 أكتوبر الماضي، قطعت المجموعات المسلحة مجدداً المياه عن مدينة الحسكة السورية وريفها الغربي، بعد إيقافها تشغيل محطة مياه علوك بريف مدينة رأس العين ليحرموا نحو مليون شخص من مياه الشرب.
وأوضح مدير مؤسسة المياه المهندس محمود العكلة، أن "الجماعات الإرهابية قامت بإيقاف تشغيل محطة علوك ومنع عمال المؤسسة من الدخول لتشغيلها"، مشيراً إلى أن "المحطة قبيل إيقاف تشغيلها كانت تعمل بشكل اعتيادي، وأن التيار الكهربائي يغذي مشروع علوك من الشبكة الكهربائية القادمة من محطة كهرباء الدرباسية".
وتكررت المعاناة في شهر أغسطس الماضي، حيث قضى مليون مواطن سوري شهرًا كاملًا دون قطرة مياه، بعد انقطاع المياه بشكل كامل ومتواصل من مصدرها الوحيد بمحطة علوك.
وبعد الجهود السورية والضغوط البرلمانية والأممية على النظام التركي، بدأ وصول مياه الشرب إلى مدينة الحسكة من محطة علوك، أواخر أغسطس، قبل أن تعاود المجموعات المسلحة التابعة لتركيا قطعها مجدداً.
المياه أصبحت سلعة غالية.. وتكلفني نصف راتبي شهريًا
يقول محمد عامر، 39 عامًا، العطش يخنقنا، ونعاني من فترة طويلة للغاية، المياه لا تقطع ساعات.. بل تقطع أياما طويلة تصل إلى شهر وأكثر، وإذا جاءت تأتي ضعيفة للغاية.
وأضاف عامر: أزمة المياه المتكررة جعلت منها سلعة تزيد الصعوبات المالية التي نعيشها، فالماء أصبح عنصرا مرتفع الثمن فبعضنا باع أثاث منزله لشراء بضع لترات من الماء حتى لا يهلك أطفاله، مضيفًا أن سعر برميل المياه وصل إلى ألف ليرة وهو العبء الذي أضيف على أعبائنا المعيشية فأدفع شهريًا نصف راتبي تقريبًا لتوفير المياه وقت انقطاعها.
وتابع عامر: لجأت كما لجأ الكثيرون إلى حفر الآبار السطحية في القرى المحيطة بالمدينة، وهي آبار غير صالحة بشكل كامل للاستخدام البشري وأيضًا لا تكفي لتوفير المياه لمليون مواطن، ولكن نحاول استخدامها بعد غليها في النظافة والاستحمام وغير ذلك، ونقوم بغليها أولًا لأن معظمها ملوث بمياه الصرف الصحي، ولكن لا توجد مصادر أخرى بديلة.
نشرب مياهاً لا تصلح للاستخدام الآدمي بدلًا من الهلاك عطشًا
في السياق ذاته، يقول حسن هاشم، 41 عامًا، ما نعيشه يوميًا هو جريمة إنسانية مكتملة، قوات الاحتلال التركي تشرع في قتل مليون مواطن سوري؛ حيث تتعمد قطع المياه لفترات طويلة تتراوح بين الأسبوع والـ5 أسابيع.
وأضاف هاشم: العناصر المرتزقة التابعة للنظام التركي تتعمد التضييق علينا كوسيلة لابتزازنا والضغط علينا لإجبارنا على النزوح من بيوتنا وترك وطننا لهم، مضيفًا لجأ عدد كبير من الأهالي لحفر الآبار على حسابهم الخاص، ولكن حتى هذا لم يسلم من اعتداءات المرتزقة، فنفاجأ يوميًا بسرقة وردم تلك الآبار.
وتابع: مدينة الحسكة بالكامل تشرب بجدول مقنن فكل 5 أيام تضخ المياه –إذا وجدت– في حي من الأحياء نضطر أحيانًا لغلي الماء أكثر من مرة وتطهيره وشربه رغم أننا نعلم أن المياه المستخرجة من الآبار لا تصلح للاستخدام الآدمي، ولكن ما باليد حيلة فنحاول تطهيرها وشربها رحمة بأطفالنا من الهلاك عطشًا.