"كيم" المثير للجدل ... تكهنات وشائعات تُلاحِق زعيم كوريا الشمالية

زعيم كوريا الشمالية

منذ توليه الحكم في نهاية عام 2011، شغل العالم كله بأخباره وتصرفاته وقراراته المثيرة للجدل بشدة، فضلاً عن إعدامه للمقربين منه، ليثير انتباه الجميع حالياً رغم أزمة فيروس "كورونا" المستجد، بعد انتشار أنباء بتعرض زعيم كوريا الشمالية "كيم جونغ أون" لوعكة صحية شديدة خضع على إثرها لعملية جراحية في القلب، ولم يستطع حضور الاحتفالات بعيد ميلاد جده في 15 إبريل الجاري.


مثَّل غياب "كيم جونغ أون" صدمة كبيرة لدى النخبة من مواطني كوريا الشمالية، وهو ما طرح عدة تساؤلات بشأن خليفته والبحث عن زعيم جديد في حال استمرار مرضه أو رحيله.

مرض أم وفاة


عقب أيام من انتشار خبر خضوعه لعملية جراحية، سعت وسائل الإعلام بكوريا الشمالية لتجاهل ذلك وحافظت على صورته العادية ونشرت تصريحاته القديمة، بينما فجرت صحيفة "إنترناشيونال بيزنس تايمز" البريطانية، مفاجأة صادمة اليوم، بنشر تكهنات حول وفاة الزعيم الكوري الشمالي، بعد تقرير لنائب مدير تليفزيون هونج كونج تحدث فيه عن حالته المتأخرة، حيث أرسلت الصين فريقاً طبياً لتحديد حالته الصحة.


وأكد جان سون، نائب مدير تليفزيون هونج كونج، أن الحالة الصحية للزعيم الكوري في غاية الخطورة، حيث إن السلطات الكورية الشمالية توصلت إلى أنه من المستحيل عليه التعافي، مشيراً إلى أن هناك اعترافاً بوفاته، لكن الجميع يتجنب ذلك منعاً للمخاطر التي ستعقبه.


خبر الوفاة، أكده أيضاً موقع "بيزنس تايمز" الأميركي، خلال الأيام القليلة الماضية، منذ نشر "سي إن إن" الإخبارية الأميركية تقريراً عن حالته الحرجة، كما تداولت بعض وسائل الإعلام الكورية الجنوبية الخبر نفسه.


أشعل الجدل من جديد، إرسال الصين فريقاً طبياً يتألف من 50 فرداً، إلى "بيونج يانج" للمساعدة في حالة "كيم"، حيث نشر أحدهم أن الزعيم تُوفِّي قبل وصول الطاقم الطبي بدقائق.

بداية "كيم"


تفرض الأسرة الحاكمة في كوريا الشمالية صرامة شديدة حول حياة أفرادها، لذلك لم ينتشر سوى القليل بشأن كيم جونغ أون، الابن الأصغر لكيم جونغ إيل وزوجته الثالثة كو يونغ هوي، التي كانت راقصة يابانية الأصل، وحفيد الزعيم كيم إيل سونغ الذي حرر البلاد من اليابانيين.


أغلب الترجيحات تشير إلى أن كيم ولد عام 1983، بينما لم تتواجد معلومات رسمية عن تعليمه، لذلك رجح أيضاً أنه تعلم في كلية ناطقة بالإنجليزية قرب مدينة برن في سويسرا، وأكمل دراسته في جامعة كيم إيل سونغ العسكرية، حيث ظهرت هوايته في لعب كرة السلة والتزحلق على الجليد وأفلام الإثارة، وبعد عودته إلى البلاد ظهر في العديد من المناسبات الرسمية مع والده، منها زيارتهم للصين في أغسطس 2010.


في يوليو 2012، أذاعت وسائل الإعلام الكورية الشمالية نبأ زواج كيم جونغ أون من ري سول جو، التي لا يتوافر عنها أي معلومات سوى أنها من الطبقة العليا، ولديهما حالياً ثلاثة أطفال، بينما تتولى كيم يو جونغ، شقيقته الوحيدة، منصباً رفيعاً في حزب العمال، والمستشارة الشخصية له مثلما تنتشر الترجيحات.

زعامة كوريا الشمالية


توفي والده "كم جونغ إل" في 19 ديسمبر 2011، حيث نشر التلفزيون الرسمي بها خبر توريث رئاسة كوريا الشمالية لكيم جونغ أون باسم "الوريث العظيم"، حيث يشغل حاليا مرتبة دايجانج في الجيش الشعبي الكوري التي تكافئ فريق أول، بينما يترأس حزب العمال الكوري الحاكم.


منذ ذلك الحين، أثار كيم الجدل والخوف في العالم جراء قراراته المثيرة للجدل والمخيفة، لاسيما بشأن المشروع النووي، حيث سرع من البرنامجين النووي والصاروخي لكوريا الشمالية.


كما أصدر قرارات عديدة للغاية بتغيير وزراء الدفاع، وهو ما اعتبره الخبراء مؤشرا على ضعف ثقته في ولاء الجيش أو وجود صراع محتمل على السلطة بالبلاد، وهو احتمال تفاقم عندما أمر أون بإعدام عمه تشانغ سونغ ثيك، الذي انتشرت أنباء حينها عن أنه كان يدبر مؤامرة انقلابية.


زعيم مثير للجدل


اتسم "كيم" بالغرابة الشديدة، فهو لم يسافر للخارج في زيارة رسمية قط منذ توليه السلطة عكس والده الذي زار الصين كثيرا، ولقب نفسه بالزعيم العزيز، حيث يرى أن ذلك اللقب علامة مسجلة باسم والده، كما أراد إعادة كتابة تاريخ بلاده السياسي كما يتفق مع أهوائه الشخصية، وأزال 99% من أرشيف تقارير وكالة أنباء "بيونج يانج" حتى التى تتعلق بوالده الزعيم السابق لكوريا الشمالية.


كما أصدر العديد من القرارات المثيرة للجدل بشدة، منها أنه أمر بقتل أخيه غير الشقيق المنفي كيم جونغ نام في فبراير 2018 بمطار كوالالمبور الدولي، وقرر إعدام وزير دفاعه رميا بطلقات مدفع مضاد للطائرات، بعد انتهاء عرض عسكري؛ لأنه غلبه النوم في أحد المؤتمرات، وأعدم أيضاً المغنية هيون سونغ وول، وهى صديقته السابقة، بعد اتهامها بتصوير فيلم إباحي، وآخرين مقربين رميا للكلاب الجائعة، بتهم من بينها شرب الخمر أثناء الحداد على والده.


المثير للسخرية أيضاً، أنه خضع لعدة جراحات تجميلية، حتى يشبه جده الأكبر كيم آل سونج، أول زعيم لكوريا الشمالية، واختار قصة شعر تجعله يبدو أطول سنتيمترات قليلة من طوله، وأمر بوضع شعار ضخم فوق تلة مرتفعة يصل طوله إلى 560 مترا، مكتوب عليه "يحيا الجنرال كيم جونج أون شمس كوريا الساطع".


وأصدر مرسوما رسمياً يفرض على الرجال أن يسيروا على غرار قصة زعيم بلادهم الجديدة، وأطلق عليها اسم "قصة شعر الطموح"، وحدد للمواطنين 28 قصة شعر مسموح لهم بالاختيار بينها وعدم الخروج عنها، ومنع كبار المسؤولين فى البلد من استيراد السجائر وتدخينها، على أن يدخنوا السجائر المصنوعة في كوريا لأنها منتجات وطنية.


كما حرم المواطنين من إطلاق اسمه على المواليد الجدد، وحظر استخدام اسم الزعيم، بالإضافة إلى اسم مؤسس الدولة كيم إيل سونغ، ومنع المواطنين من إدارة ظهورهم لتماثيله المنتشرة في ميادين كوريا، وإجبار التلاميذ في المدارس على تقبيل صوره بشكل دائم.