محاولات عديدة يبذلها الحزب الديمقراطي الأميركي لمهاجمة المملكة العربية السعودية وإلصاق التهم بها بدون دليل، وكان آخرها التقرير الاستخباراتي الأميركي الذي اتهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بقتل الصحفي جمال خاشقجي، وهو الاتهام الذي لم تجرؤ المخابرات الأميركية على الكشف عنه في عهد ترامب لعدم وجود أدلة لديهم.

ووفقا لعدد من التقارير الدولية، فإن الحزب الديمقراطي يسعى منذ عام 2010 لدعم الإسلاميين وصعودهم للسلطة عن طريق نشر الفوضى والإرهاب في الشرق الأوسط، وهو ما كشفته رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون.

وتعد المملكة أكبر العراقيل التي تقف أمام طموحات الحزب لدعم صعود الإسلاميين والإخوان للحكم في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى معارضته التحركات السعودية ضد إيران. 

خسارة أميركية

يسعى الحزب الديمقراطي الأميركي لتشويه صورة المملكة العربية السعودية بأي شكل، ويتخذ من قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي حجة لتبريره هجومه على المملكة.

ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن الرئيس الأميركي جو بايدن لن يوافق على مطالب الحزب بمعاقبة المملكة لأنه يعلم العواقب الوخيمة التي ستطرأ على الولايات المتحدة من هذا القرار.

وكشفت مصادر في الإدارة الأميركية، أن بايدن لا ينوي اتخاذ أي إجراءات ضد المملكة وولي العهد محمد بن سلمان لأن الثمن سيكون باهظا للغاية.

وحذر فريق الأمن القومي الأميركي بايدن من الانصياع لتوجيهات ونصائح الحزب الديمقراطي والتي قد تؤدي لخسارة واحد من أهم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة.

وقال مسؤولون داخل الإدارة الأميركية: إن أي انتهاك بحق المملكة سيكون ثمنه خسارة التحالف الأميركي العربي لمواجهة الإرهاب الإيراني.

وبالنسبة لبايدن فكان قراره مؤشرا على عدم الانصياع لمسؤولي حزبه فيما يتعلق بالعلاقات مع العرب خصوصا المملكة العربية السعودية التي يسعى الحزب للانتقام منها بسبب مواقفها الرافضة لجماعة الإخوان المسلمين والتي تلقى دعما كبيرا من الحزب. 

اتهام بدون أدلة

وبحسب شبكة "سي إن إن" الأميركية، فإن الاتهام الأميركي جاء بناء على تقرير استخباراتي خالٍ من الأدلة.

وقالت الشبكة: إن مسؤولي المخابرات الأميركية لم يتحدثوا علنًا أو يقدموا أدلة على جريمة القتل في القنصلية السعودية في إسطنبول؛ ما دفع ترامب للدفاع بقوة عن ولي العهد السعودي.

دعم الإرهاب

ويدعم الحزب الديمقراطي جماعة الإخوان وكان هذا السبب الأكبر في فشل العلاقات الأميركية العربية في عهد الرئيس باراك أوباما وسبب نجاحها في عهد دونالد ترامب الذي رفض صعود الإخوان.

كما أن الحزب يرفض بشكل غير مباشر أي إجراءات عقابية ضد إيران، في ظل سعي المملكة العربية السعودية لوقف الإرهاب الإيراني وتدخلاتها في الشؤون العربية.

ويرى مراقبون أن المملكة العربية السعودية هي أكبر عائق أمام الحزب الديمقراطي لتحقيق طموحاته الإخوانية والداعمة للإرهاب.

وأكد مراقبون أن الحزب يحاول الانتقام من المملكة وإبعادها عن المشهد السياسي بحجة ملف حقوق الإنسان واستغلال قضية مقتل خاشقجي دون التحقق منها.

وبحسب صحيفة "آرب ويكلي" الدولية، فإن الحزب الديمقراطي كان يدعم وصول الإسلاميين للحكم في الدول العربية.

ومن أجل الوصول لهذا الهدف، دعم الحزب الفوضى والإرهاب خلال ثورات الربيع العربي وما تلاها من اضطرابات وصلت إلى حروب أهلية في ليبيا واليمن وسوريا.

ولعل أبرز الأدلة على هذا الدعم ما كشفته رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية في عهد أوباما.

وكشفت الرسائل مخططات الحزب للإطاحة بالحكام العرب وفشلهم في تحقيق هذا المخطط في المملكة العربية السعودية وإشعال أي احتجاجات شعبية بها، كما فشل المخطط أيضاً في مصر حيث أطاح الشعب بالإسلاميين وغرقت تونس في فوضى سياسية.