بعد تجاهل الإرهابيين في التحقيقات.. كيف سهل أردوغان قتل السفير الروسي
من وراء مقتل السفير الروسي في تركيا، سؤال تردد كثيرا منذ اغتيال أندريه كارلوف في شهر ديسمبر من عام ٢٠١٦ أمام العالم أجمع، ليتضح فيما بعد أنه ضابط تركي شاب على علاقة بالتنظيمات الإرهابية، ولكن فشلت السلطات التركية في إحراز أي تقدم في التحقيقات لأسباب غامضة.
تحقيقات منقوصة
تظهر الوثائق أن مقاول بناء تركياً يدير مجموعة لمساعدة الجماعات الجهادية في سوريا كان على صلة بقاتل السفير الروسي، لكن السلطات التركية قررت التغاضي عن صلاته ولم تحقق معه كمشتبه به في القضية.
ووفقًا لسجلات الهاتف التي نشرها موقع "نورديك مونيتور" السويدي، كان مولود ميرت ألتينطاش، ضابط الشرطة التركية البالغ من العمر 22 عامًا والذي اغتال السفير الروسي في تركيا أندريه كارلوف في 19 ديسمبر 2016، يعرف تحسين شنليك، وهو مقاول يعيش في العاصمة التركية.
وفي تحقيقات الشرطة التي جرت يوم 21 ديسمبر 2016 مع شينليك كشخص على علم بالحادثة نفى معرفته بالقاتل وادعى زوراً أنه لم يتحدث معه أو قابله قط.
وقال: "لا أعرف الشخص الذي يُدعى مولود ميرت ألتينطاش، المشتبه به في الحادث، لم أر أو تحدثت أو اتصلت بهذا الشخص، الذي رأيت وجهه على التلفزيون وعلى الإنترنت بعد القتل".
أدلة جديدة
وأظهرت الأدلة في ملف القضية أن القاتل تحدث بالفعل مع شينليك مرتين عبر الهاتف في ساعات الصباح من يوم 5 سبتمبر 2016.
وتُظهر السجلات المالية أيضًا أن القاتل أرسل أموالًا إلى التنظيم الذي يديره شينليك كواجهة لجمع الأموال للجماعات الجهادية.
وفي 20 مايو 2016، أرسل القاتل 116 ليرة تركية للمؤسسة وقام بتحويل 1200 ليرة تركية مرة أخرى في 5 سبتمبر 2016، وهو اليوم الذي تحدث فيه إلى شنليك.
وكان المقاول يقود منذ فترة منظمة جهادية تسمى جمعية مصعب بن عمير لبناء المساجد وصيانتها والتعليم والثقافة (مصعب بن عمير كامي يابتيرما ياساتما إيتيم في كولتور درنيجي)، وكان الغرض المعلن منها هو جمع الأموال لبناء مسجد ولكن هدفه الحقيقي هو تمويل الجماعات الجهادية العاملة في سوريا والعراق وأماكن أخرى.
وكان المسجد الذي تم تشييده بمثابة مركز للشخصيات الجهادية رغم تسليم العملية إلى السلطة الدينية للحكومة، ديانت.
وجمعت الجمعية أموالا لإرسال شاحنات صغيرة للجماعات الجهادية في سوريا، حيث استخدم مسلحون مركبات هجومية مزودة بمدفعية مثبتة في القاعدة المسطحة.
وشينليك مرتبط أيضًا بسيدات بيكر، زعيم المافيا المدان الذي هدد روسيا في الماضي، ويدافع عن وجهة نظر مفادها أنه يجب تدريب المسلحين الشيشان على يد المخابرات التركية ليتم إطلاقهم في روسيا.
تجاهل تركي
أغفل المدعي العام التركي، الذي حقق في مقتل السفير الروسي في عام 2016، علاقة القاتل بشنليك ولم يدرجه حتى كمشتبه به في القضية.
وهناك عدد من الأدلة في ملف القضية التي تُظهر أن القاتل كان متطرفًا من خلال الأدبيات الجهادية، وحضر حلقات الصلاة التي نظمها رجل الدين الجهادي الموالي للحكومة نور الدين يلدز، وكان قد صادق من قبل مسلحين معروفين من القاعدة.
ولم تقم الحكومة بملاحقة الخيوط في الشبكات الجهادية ولم تحقق مع شخصيات القاعدة الذين عملوا مع القاتل، كما تم الكشف عن أن حكومة أردوغان منحت القاتل 34 مكافأة في غضون عامين.