بين الضغوط والوعود.. الولايات المتحدة تخفف القيود على سوريا وتلتزم بالعقوبات
بين الضغوط والوعود.. الولايات المتحدة تخفف القيود على سوريا وتلتزم بالعقوبات
تخطط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للإعلان، اليوم الاثنين، عن تخفيف القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية لسوريا، في خطوة تهدف إلى تسريع وصول الإمدادات الأساسية إلى البلاد دون رفع العقوبات التي تحظر تقديم مساعدات أخرى للحكومة الجديدة في دمشق، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
خطوات محدودة
وتابعت الصحيفة، أن هذه الخطوة تعكس حرص البيت الأبيض على عدم رفع العقوبات الشاملة المفروضة على سوريا حتى تتضح توجهات قيادتها الجديدة، التي يقودها مجموعة تصنفها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
وأضافت، أن الخطوة المحدودة التي تم الموافقة عليها من قبل الإدارة في عطلة نهاية الأسبوع تسمح لوزارة الخزانة الأمريكية بإصدار إعفاءات لمجموعات الإغاثة والشركات التي تقدم خدمات أساسية مثل المياه والكهرباء والإمدادات الإنسانية الأخرى، حسبما أفاد المسؤولون.
وأشارت، أنه يتم تفعيل الإعفاء مبدئيًا لمدة ستة أشهر، ما يتيح لموردي المساعدات تقديم خدماتهم دون الحاجة إلى الحصول على إذن فردي لكل حالة، لكن مع وجود شروط لضمان عدم إساءة استخدام سوريا لهذه الإمدادات، وفقاً للمسؤولين.
وأعلنت الولايات المتحدة بالفعل عن مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد مكان أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام (HTS)، الجماعة السنية التي بدأت كفرع لتنظيم القاعدة، وقادت الهجوم الذي أسقط نظام الأسد.
تتردد الولايات المتحدة في اتخاذ قرار بشأن رفع العقوبات القاسية التي فُرضت خلال الحرب الأهلية السورية التي استمرت 13 عامًا، حيث تسعى للحصول على ضمانات من دمشق بعدم التراجع عن تعهداتها بحماية حقوق النساء والأقليات الدينية والعرقية في البلاد.
محاولات الاعتراف الدولي
وأوضح الرئيس الأمريكي جو بايدن، في ديسمبر الماضي، بعد فرار الرئيس السوري بشار الأسد من البلاد، قائلاً: "لا تخطئوا في الأمر، بعض المجموعات المتمردة التي أسقطت الأسد لديها سجل مروع من الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان، هم يقولون الآن ما يجب عليهم قوله، ولكن مع توليهم مزيد من المسؤولية، سنُقيم ليس فقط كلماتهم، ولكن أفعالهم".
تسعى حكومة الجولاني للحصول على الاعتراف من القوى العالمية لتشريع حكمه. وقد قطعت الجماعة علاقتها بالقاعدة منذ سنوات، وتعمل على تقديم نفسها باعتبارها أكثر اعتدالًا.
لكن مع اقتراب نهاية ولاية إدارة بايدن، من المحتمل أن تُترك قرارات العقوبات، وما إذا كان سيتم الاعتراف بالحكومة المتمردة للرئيس المنتخب دونالد ترامب.
والتقى مسؤولون أمريكيون من مستويات متوسطة في دمشق مع قادة هيئة تحرير الشام، وكان وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو ووزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في دمشق يوم الجمعة.
بعد لقائها مع الجولاني، قالت بيربوك: إن النساء والأكراد يجب أن يكونوا جزءًا من عملية الانتقال في البلاد، محذرة من أن الأموال الأوروبية لا ينبغي أن تستخدم لـ "بناء هياكل إسلامية جديدة".
كما أشار الدبلوماسي الألماني، أنه من المبكر جدًا أن ترفع الدول الأوروبية العقوبات عن سوريا، لكنه قال : إن "الأسابيع القليلة الماضية أظهرت كم هناك من أمل في سوريا، إن المستقبل سيكون حافلاً بالحرية".
تسعى الولايات المتحدة إلى ضمانات بأن سوريا لن تتراجع عن تعهداتها بحماية حقوق النساء والأقليات الدينية والعرقية.
تتفق الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا والشرق الأوسط على أن سوريا بحاجة ماسة إلى المزيد من المساعدات، بما في ذلك الأموال اللازمة لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة في البلاد.
كما يدرس الاتحاد الأوروبي خطوات يمكن أن تتخذها لتسهيل تدفق المساعدات التي تعرقلها العقوبات إلى البلاد، ولكن تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية يمنعها من تلقي أموال إعادة الإعمار ويضع ضوابط صارمة على أنواع المساعدات المسموح بها لدخول سوريا.