زيارة الرئيس الإماراتي لفرنسا.. تتويج العلاقات القوية باتفاقات هامة
تعد زيارة الرئيس الإماراتي لفرنسا تتويج العلاقات القوية باتفاقات هامة
غادر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات اليوم، العاصمة باريس بعد زيارة إلى الجمهورية الفرنسية استمرت يومين، وجاء ختام تلك الزيارة بعقد 12 اتفاقية هامة ومذكرة تفاهم لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتنمية آفاقها في مختلف المجالات، بينها اتفاقية بشأن شراكة إستراتيجية شاملة في مجال الطاقة.
مذكرات تفاهم
الاتفاقيات ومذكرات التفاهم أكدت على قوة العلاقات بين البلدين والتي تتميز بها اقتصاديا وسياسيا، والتي عززت تقارب الرؤى بين البلدين حيال القضايا الإقليمية والعالمية الراهنة والاتفاق على تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين، فضلا عن التعاون المتنامي بينهما في كافة المجالات.
بناء علاقات
وحول العلاقات التي تربط البلدين اعتبر الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، أن زيارة الدولة التي اختتمها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إلى فرنسا نموذج لبناء العلاقات مع الدول الصديقة، وتابع قرقاش في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، إن دولة الإمارات تبني علاقاتها مع الدول الصديقة بجدية وشفافية وعمق، مشيدا بزيارة الدولة المميزة التي اختتمها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى فرنسا، ونوه بأن هذه الزيارة "ما هي إلا نموذج لهذا التوجه البناء.." قائلا: "دولة الإمارات تحصد ثمار الحكمة والتعامل الجاد".
شريك غير متقلب
يقول د.عبدالخالق عبدالله، أستاذ العلوم السياسية الإماراتي، عبر تويتر: "حصلت فرنسا على التزام بإمداد طويل الأمد من النفط الإماراتي تقديرا لشريك فرنسي يعتد بصداقته ومصداقيته، وفرنسا ورئيسها ماكرون لهما حضور في تفكير الإمارات الإستراتيجي المستقبلي، فهو شريك غير متقلب كما أصبحت عليه الولايات المتحدة وبريطانيا لذلك جاء الاستثمار في شراكته لسنوات طويلة وعقود قادمة"، مضيفًا أن فرنسا أكدت في أكثر من مناسبة أنها شريك إستراتيجي يعتد بشراكته خاصة خلال المواقف الصعبة مثل استهداف الحوثي الغاشم لأهداف مدنية في الإمارات، لافتا أن الرئيس الفرنسي ماكرون كان من بين أوائل الزعماء الذين قدموا إلى الإمارات للتعزية في وفاة الشيخ خليفة والتهنئة بتولي الشيخ محمد بن زايد رئاسة الدولة، مشددا على أن علاقة الإمارات بفرنسا عميقة وتتطور باستمرار وتزداد عمقا مؤخرا في أكثر من جبهة ساخنة بما في ذلك التصدي بوضوح وبقوة وحسم لقوى الفوضى وفي المقدمة تيار الإسلام السياسي العبثي.
قائد قوي
فيما قال سالم سالمين النعيمي، الكاتب الإماراتي، إن الزيارة التي قام بها الشيخ محمد بن زايد إلى فرنسا ناقشت القضايا المحورية في العالم وليس المنطقة فقط، وذلك اعترافاً بما يمثله رئيس دولة الإمارات كقائد قوي ومؤثر في المنطقة والعالم ككل، لافتا أن دولة الإمارات كدولة تختصر المسافات لتتصدر المراكز الأولى في جميع المؤشرات التنافسية العالمية بعد أن صنعت لنفسها مكاناً ضمن اللاعبين المؤثرين في إدارة التعايش السلمي ونشر السلام وتقريب وجهات النظر وإدارة الملفات العالقة على الساحة الدولية، وأضاف الكاتب الإماراتي، أن تلك الزيارة تأتي أهميتها في توطيد آفاق التعاون والعمل المشترك في مختلف المجالات وخاصة في مجالات الطاقة المستقبلية وتغير المناخ والتكنولوجيا المتقدمة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في قطاعات التعليم، الثقافة والفضاء في ضوء الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي تجمع الإمارات وفرنسا والقضايا والمستجدات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين وسبل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
عهد جديد
من جانبها، تقول الدكتورة الدكتورة جيهان جادو، المتخصصة في الشؤون الفرنسية، إن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لفرنسا، تؤكد على مدى العلاقات والتعاون بين البلدين، كما أنها تفتح آفاقا جديدة من التعاون المثمر في ظل ما تشهده دول العالم من اضطرابات وأزمات اقتصادية عالمية.
وأضافت جادو في تصريحات لـ"العرب مباشر": أن الزيارة تاريخية وتعد زيارة صداقة وعمل لفرنسا، خاصة أن فرنسا تعتبر أقرب الدول الأوروبية إلى الوجدان الإماراتي، وكذلك الأكثر تبادل تجاري واستثماري، وخاصة في وقت تدخل فيه الإمارات عهدا جديدا، كما أنها رسمت شكلا جديدا عن مدى العلاقات بالإضافة إلى فتح الكثير من القضايا الهامة في المنطقة.