إسرائيل تواجه الحوثيين.. صراع المسافات الطويلة ورهانات الردع

إسرائيل تواجه الحوثيين.. صراع المسافات الطويلة ورهانات الردع

إسرائيل تواجه الحوثيين.. صراع المسافات الطويلة ورهانات الردع
ميليشيا الحوثي

بعد هدنة لبنان واستئناف مفاوضات الهدنة في غزة، تركز إسرائيل جهودها على جماعة الحوثيين في اليمن، التي أصبحت تمثل تحديًا مستمرًا بإطلاقها صواريخ منتظمة على إسرائيل، ومع ذلك، فإن التعامل مع هذا التهديد الجديد يبدو أكثر تعقيدًا من الناحية الاستراتيجية، وفقًا لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

تحديات استراتيجية


بدأت إسرائيل استهداف ما وصفته بالبنية التحتية للطاقة والنقل التي يستخدمها الحوثيون لأغراض عسكرية.


وفي ديسمبر الماضي، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أن بلاده ستواصل ملاحقة قيادات الحوثيين، كما فعلت مع قادة حماس وحزب الله. وقال: "سنطارد كل قادة الحوثيين وسنضربهم كما فعلنا في أماكن أخرى".


لكن الحوثيين يمثلون تحديًا فريدًا لإسرائيل نظرًا لبعدهم الجغرافي، وضعف المعلومات الاستخباراتية عنهم، وحقيقة أن الضربات الانتقامية تعزز الدعم المحلي لهم بدلاً من تقليص هجماتهم.


ووسط هذه التحديات، دعا مسؤولون إسرائيليون إلى تحويل التركيز نحو إيران، الداعم الأساسي للحوثيين، بدلاً من الاستمرار في استهداف الحوثيين مباشرة. 


وقال بيني غانتس، وزير الدفاع السابق وأحد قادة المعارضة: إن الحل يكمن في استهداف إيران مباشرة لتحقيق "تحول استراتيجي". 


وأشار خبراء، أن إيران تمر بفترة ضعف، حيث تراجعت قدراتها الدفاعية بفعل الضربات الإسرائيلية؛ مما يوفر فرصة لإسرائيل لاستغلال هذا الوضع وإضعاف الحوثيين بشكل غير مباشر. 

تحالف إقليمي


من جهة أخرى، يرى بعض المحللين، أن الحل الطويل الأمد يكمن في بناء تحالف إقليمي بقيادة الولايات المتحدة ومع ذلك، قد يتطلب هذا التحالف تقديم إسرائيل تنازلات للفلسطينيين لتأمين دعم دول المنطقة.


وفي الداخل الإسرائيلي، تتزايد الضغوط للرد على هجمات الحوثيين التي تؤدي إلى تكرار انطلاق صفارات الإنذار وإجبار ملايين الإسرائيليين على الاحتماء في الملاجئ. ومع ذلك، تظل الخيارات العسكرية محدودة، حيث أن الضربات الجوية المتواصلة قد لا توقف الهجمات الصاروخية بشكل كامل.


وفي الوقت نفسه، تعمل إسرائيل على تعزيز قدراتها الاستخباراتية للوصول إلى قيادات الحوثيين واستهدافهم بشكل أكثر دقة.


ومع استمرار التوترات، يظل التركيز الأكبر على منع إيران من تطوير برنامج نووي، وقد أعربت الحكومة الإسرائيلية عن تفاؤلها بأن الإدارة الأمريكية المقبلة بقيادة دونالد ترامب ستكون شريكًا فاعلًا في هذا الجهد.


وفي الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل للتعامل مع الحوثيين، يظل التحدي الأكبر هو الموازنة بين التصدي للتهديدات العاجلة وتطبيق استراتيجية طويلة الأمد تعزز أمنها الإقليمي.