محاولات الإخوان لمحاربة جهود مصر لحل الأزمة الليبية.. كيف فشلت؟
تحاول جماعة الإخوان واردوغان إفشال جهود مصر في حل الأزمة الليبية
لم يكن "الإخوان المسلمين" يوما جزءا من النسيج الوطني المصري، ولم تعمل الجماعة الإرهابية الا من أجل خدمة مخططاتها الشريرة في مصر والمنطقة.
ومنذ سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر، اتجهت الجماعة بجميع قياداتها وأعضاىها إلى اتباع خطط خبيثة في محاولة لزرع الفتنة في مصر، سواء بدعم الحركات الإرهابية التي خرجت من رحم الجماعة وتنفيذ عمليات إرهابية داخل مصر، أو عن طريق التحريض المستمر على الدولة المصرية في الإعلام التركي والقطري وفي المحافل الدولية.
تحريض مستمر
ورغم التحريض المستمر من الإخوان الإرهابية على الحكومة المصرية ومحاولات التقليل من آلية عملها ومشارعها الداخلية، أو الانتقاص من السياسة المصرية الخارجية وتشويه العلاقات المصرية بالدول الخارجية، إلا أن الجماعة الإرهابية لم تفلح في تنفيذ أي من مخططاتها.
وكانت الدولة المصرية وما زالت تسير بخطى ثابتة وقوية نحو المستقبل والتنمية الداخلية ومحاربة الإرهاب في الداخل والخارج، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الأمر الذي كتب سطور النهاية في تاريخ الإخوان وميليشياتهم الإرهابية داخليا وخارجيا.
تحجيم الإخوان وتركيا
ولن تفلح الجماعة الإرهابية في محاولات الانتقاص من السياسة المصرية في التعامل مع الملفات الخارجية، ولاسيما الملف الليبي، بل وعلى العكس شهدت الأحداث بأن مصر كان لها اليد العليا في ليبيا، واستطاعت تحجيم الميليشيات الإرهابية والإخوان وتركيا نفسها التي حاولت إدخال قواتها وعدتها العسكرية في ليبيا قرب مناطق على التماس مع الأمن القومي المصري.
قوة مصر
وبعدما روج الإخوان أن مصر في مأزق في ليبيا، عبر آلياتهم الدعائية التي تبث من قطر وتركيا، إلا أن مصر وضعت حدا لكل هذا بإثبات قوتها على الأرض الليبية، سواء بتدمير راجمات الصواريخ التركية في قاعدة الوطية الليبية، أو باستعادة الإرهابي هشام عشماوي من عمق الأراضي الليبية ومحاكمته على جرائمه، وكذلك عندما تحركت الدولة المصرية لاستعادة أبنائها من العاملين الذين حاولت حكومة الوفاق احتجازهم في سجونها.
ومع كل هذا، لم يتوار خطاب الإرهاب والعنف الذي انتهجته جماعة الإخوان خجلا أمام هذه المكاسب المصرية الواسعة، بل زادوا من وتيرة التحريض ضد مصر لحساب مموليهم في تركيا وقطر.
إلا أنه بالمقابل كان الموقف المصري يزداد قوة وصلابة، ومنذ دخول مصر مسرح الصراع الليبي، تراجعت القوات التركية بشكل واضح، بل وسعت الحكومة التركية للتودد إلى مصر بتصريحات عديدة وعلى رأسها تصريحات التودد والاستعطاف التي خرج علينا بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه!
وكان رد الإدارة المصرية واضحا "الوقت سيثبت صدق النوايا التركية نحو السلام أو عدمه"، وأبقت مصر على التعامل المحدود مع تركيا.
هزيمة أردوغان
وتراجع أردوغان متقهقرا للوراء بعدما وضع يده على العاصمة الليبية طرابلس بمساعدة الخونة من جماعة إخوان ليبيا، وأمام صمت عالمي، إلا أن موقف مصر جعله يتراجع دون حتى الدخول في حرب.
واستطاع أردوغان بترويجه أوهام الخلافة الإسلامية أن يستقطب ميليشيات متطرفة، ساعدته جماعة الإخوان في الوصول إليها والسيطرة عليها، وأصبحت قصة ووهم الخلافة سلاحه للوصول إلى غايات وأهداف غير شريفة، أساسها سرقة ثروات الشعوب العربية والسطو على مقدراتها.
أردوغان يراهن على الإخوان
وراهن أردوغان كثيرا على الإخوان، بعدما نصّب نفسه صاحب مشروع إسلامي من الوجهتين التاريخية والدينية، وساعدته في ذلك جماعة الإخوان الحزبية بواسطة بروباجندا إعلامية مركزة لمد وهم الخلافة العثمانية.
وكان وجود أردوغان بميليشياته ومرتزقته في العاصمة الليبية يمثل تهديدا مباشرا لكل الدول العربية التي لها حدود مع ليبيا، ومنها مصر، حيث سعى أردوغان للسطو على ثروات ليبيا وحماية الإخوان فيها؛ باعتبارهم الضامن الوحيد لنجاح المشروع الاستعماري في بقية الدول المجاورة العربية "تونس- الجزائر- المغرب- مصر- السودان" بعد ضمان التواجد في الصومال.
ولأن جماعة الإخوان المسلمين وكل الحركات الإسلامية المتشددة تنطلق من وعاء فكري واحد ومنهج واحد، كانت ليبيا خنجرا مسموما في خاصرة الدول المجاورة بما ضمته من ميليشيات إرهابية، إلا أن مصر استطاعت أن تضع حدا لكل هذا وحظيت بتأييد عربي وعالمي واسع.