حرائق تركيا تكشف أكاذيب أردوغان وتجعله على المحك.. ثمانية قتلى وإجلاء السياح
فشل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السيطرة علي حرائق الغابات
اجتاحت الحرائق المستعرة مناطق بأكملها في جنوب تركيا، وأتت ألسنة اللهب التي لا تتوقف على منتجعات سياحية، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإجبار السياح على الفرار، وسط استمرار النيران المتصاعدة من الغابات منذ أيام.
في مواجهة أسوأ الحرائق
وأصبحت تركيا في مواجهة مباشرة مع أسوأ أزمة حرائق منذ عقد، والتي امتدت على طول السواحل التركية المطلة على البحر المتوسط وبحر إيجة، أحد المناطق السياحية الرئيسية لتركيا، حيث أتت النيران هناك على مساحات واسعة من الغابات ومنتجعات سياحية.
وتقول السلطات التركية: إنها احتوت أكثر من 130 حريقاً، بينما لا تزال جهود مكافحة الحرائق التي لا تتوقف مستمرة.
مقاطع فيديو مؤثرة
وتداول رواد الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي عددا من مقاطع الفيديو المؤثرة، والتي تظهر عمليات إجلاء السياح من المنتجعات الشاطئية خلال عطلة نهاية الأسبوع، باستخدام القوارب، وبمشاركة خفر السواحل التركية.
وبحسب التقارير، ما زالت قوارب الإنقاذ في حالة تأهب على طول ساحل مارماريس، للتدخل وإجلاء أي شخص إذا ما واصلت الحرائق انتشارها.
كما تكشف صور الأقمار الصناعية أن النيران التهمت غابات شاسعة، حيث أتت النيران على 100 ألف هكتار (250 ألف فدان) أو أكثر.
وأشارت وسائل إعلام تركية إلى أن رجال الإطفاء استأنفوا عمليات إطفاء الحرائق، اليوم الاثنين، مستعينين بالطائرات والمروحيات في بلدتي مرماريس وكويجيز بجنوب غربي البلاد.
ووفقا لما نقلته شبكة "بي بي سي"، قالت إحدى ساكنات المنطقة، وتدعى سوزان دوغان، إنه كان بإمكانها رؤية "الدخان والنيران وطائرات الهليكوبتر في السماء" من منزلها في قرية تورونك، على بعد حوالي 20 كيلومتراً من مرماريس.
وأضافت دوغان، وهي مغتربة بريطانية، أن العديد من السكان غادروا بالفعل وأنها حزمت حقائبها تحسباً في حال احتاجت إلى إخلاء منزلها.
مستقبل أردوغان على المحك
ويبدو أن تداعيات الكارثة امتدت بالفعل إلى ما هو أبعد من قصة احتراق الغابات، حيث أصبح المستقبل السياسي للرئيس التركي أردوغان وأنصاره على المحك.
ومن المرتقب أن يخوض أردوغان الانتخابات خلال عامين، وهي الانتخابات التي إما أن تؤدي إلى تمديد حكمه لعقد ثالث، أو إلى موجة انتقادات نظير استجابته البطيئة أمام كارثة الحرائق.
بينما أثارت ممارسات وتصرفات الرئيس التركي نفسه انتقادات شديدة في كارثة الفيضانات، عندما رمى بأكياس الشاي على المتضررين من الفيضانات في نهاية الأسبوع الماضي.
لا طائرات مخصصة للحرائق
وبحسب التقارير المحلية، تواجه حكومة الرئيس التركي أردوغان، انتقادات واسعة بسبب نقص طائرات الإطفاء في البلاد.
وكشفت الحكومة عن أنها لا تملك طائرات مخصصة لمكافحة الحرائق، وأنها ستقف مكتوفة الأيدي أمام الحرائق لحين وصول المساعدة من الخارج.
وفي هذا الصدد، وجه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الشكر إلى الاتحاد الأوروبي، بعدما أرسلت بروكسل طائرة من كرواتيا وطائرتين من إسبانيا للمساعدة في إطفاء النيران.
الاتحاد الأوروبي يتضامن
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان: إنه "يتضامن بشكل كامل مع تركيا في هذه الأوقات الصعبة للغاية"، في رسالة هدفها إظهار حسن النية بعد عام من الخلافات الحادة بين الطرفين.
وكان الاتحاد الأوروبي، أكد أمس الأحد، أنه سيرسل طائرات تحمل المياه للمساعدة في إخماد الحرائق التي تلتهم الغابات في تركيا.
شماعة لإخفاقات أردوغان
على الجانب الآخر كان الرئيس التركي يبحث عن شماعة يعلق عليها إخفاقاته في مواجهة الحرائق، زاعما في البداية أن مخرّبين يقفون وراء تلك الحرائق التي تعد الأسوأ في تركيا منذ عقد على الأقل.
إلا أن نظرية ومواعظ أردوغان تبخرت مع ارتفاع عدد الحرائق. وأشارت مديرية الغابات التركية إلى تسجيل 105 حرائق في 35 بلدة ومدينة في أنحاء البلاد، منذ الأربعاء.
ونوهت إلى اشتعال سبع منها اليوم الاثنين، معظمها على مقربة من مدينتي أنطاليا ومرماريس السياحيتين.
وقالت خدمة الإطفاء الوطنية الإيطالية: إنها اضطرت للتعامل مع أكثر من 1500 حالة اشتعال حريق في جميع أنحاء البلاد يوم الأحد.
فمثلاً في مدينة بيسكارا شرق البلاد أصيب خمسة أشخاص على الأقل، بعدما تسبب حريق في إخلاء مئات من المنتجعات والمنازل الشاطئية.
الأرصاد تحذر
ويحذر العلماء من أن موجات الحر هي علامة واضحة على ظاهرة الاحتباس الحراري، ومن المتوقع أن تتكرر موجات الحرارة هذه وأن تمتد وتشتد.
فيما حذرت هيئة الأرصاد بدورها السكان من رداءة نوعية الهواء، فيما عانى قاطنون من صعوبات في التنفس.
وبقي متطوعون من دون نوم عدة أيام وهم يحاولون مساعدة عناصر الإطفاء المنهكين على إنقاذ الغابات التي أشار خبراء إلى أن إعادتها كما كانت ستستغرق أجيالا.