حسين دهقان.. من عباءة الحرس الثوري لانتخابات الرئاسة الإيرانية
تقترب الإنتخابات الإيرانية ويناقش فيها حسين دهقان القيادي في الحرس الثوري
من الواضح أن الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة، ستشهد سباقا مشتعلا، بين رجال نظام الملالي، حيث يتنافس فيها شخصياته البارزة، في معركة شرسة، وفي مقدمتهم مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية، والقيادي في الحرس الثوري، حسين دهقان.
المرشح الأول
وقبل بداية السباق الانتخابي بأشهر، كان هو أول من أعلن ترشحه، في نوفمبر الماضي، حيث أعلن مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية، حسين دهقان، رسميا أنه سيخوض سباق الانتخابات الرئاسية المقرر مطلع يونيو المقبل، لانتخاب خليفة الرئيس الحالي حسن روحاني.
وقال دهقان: إنه سيقوم بتنفيذ مسار النمو والتنمية بأقل تكلفة، ووصف نفسه بأنه "عنصر وطني وثوري ولديه كل الإمكانات الفكرية والعقلية والتنفيذية لدفع أهداف ومصالح النظام والثورة".
بداية دهقان
ولد حسين دهقان في 2 مارس 1957، وحصل على درجة الدكتوراه في الإدارة من جامعة طهران، وهو ضابط سابق في سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني برتبة عميد ووزير دفاع سابق في إيران، وتم تعيينه لهذا المنصب من قبل الرئيس حسن روحاني في 4 أغسطس 2013، قبل أن يتركه في 20 أغسطس 2017.
بالبداية، عمل دهقان كقائد في فيلق حرس الثورة الإيراني وفي سلاحه الجوي، ثم انتقل إلى طهران وانضم إلى الحرس الثوري الإيراني بعد فترة وجيزة من الثورة الإيرانية عام 1979، ثم تدرج في مناصبه حيث قائد الحرس الثوري الإيراني في طهران (1980-1982)، وأصفهان، وسوريا ولبنان (1982-1983), ثم المدير العام لمؤسسة تعاونيات الحرس الثوري الإيراني (1996).
وخلال الحرب العراقية الإيرانية، كان من بين قادة وصناع القرار في الحرس الثوري الإيراني إلى جانب محسن رضائي ورحيم صفوي وعلي شمخاني، كما أنه في سوريا ولبنان كان قائد فيلق التدريب في الحرس الثوري الإيراني.
وعُين نائباً لقائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني عام 1986 وأصبح قائداً لها في أبريل 1990، لمدة عامين قبل أن يصبح نائباً لرئيس هيئة الأركان المشتركة للحرس الثوري الإيراني في عام 1992، وتمت ترقيته لاحقًا إلى رتبة عميد.
العمل الحكومي
بعد ذلك شغل منصب نائب وزير الدفاع آنذاك، علي شمخان، وفي عام 2003، شغل منصب وزير الدفاع بالوكالة، ثم عين نائباً لرئيس إيران ورئيساً لمؤسسة الشهداء "بونياد شهيد" عام 2005 وشغل منصب رئيسها حتى يوليو 2009، كما عمل مستشارًا للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.
وخلال الفترة من 2009 إلى 2010 كان نائبا لعلي شمخاني في مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة، ثم عيّن سكرتيرًا للجنة السياسية والدفاعية والأمنية بمجلس تشخيص مصلحة النظام عام 2010.
كما عمل مستشارًا لرئيس مجلس النواب علي لاريجاني وعمدة طهران محمد باقر قاليباف، ولكنه ترك العمل مع أحمدي نجاد في عام 2012 وانضم إلى حزب الوسطية والتنمية بقيادة حسن روحاني.
تم ترشيحه لرئاسة وزارة الدفاع في 4 أغسطس 2013، ووافق عليه المجلس وحصل دهقان على 269 صوتًا لصالحه، ولكنه في 1 أغسطس 2017، أعلن أنه سيترك وزارة الدفاع بعد انتهاء حكومة روحاني الأولى، ويعمل حاليًا مستشارًا للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي.
الأوفر حظا والأكثر شراسة
ويعتبر دهقان هو المرشح الأكثر حظا في الانتخابات المقبلة، ما يجعله منافسا شرسا، فضلا عن أنه رابع قيادي بارز من الحرس الثوري يترشح للرئاسة، بعدما أخفق قائده السابق محسن رضائي، وأمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، ورئيس البرلمان الحالي محمد باقر قاليباف، في عدة استحقاقات رئاسية سابقة.
وقبل أيام، قال دهقان، في مقابلة نشرتها وكالة "إيسنا" الحكومية، إن "أوضاع البلاد ليست على نحو يسمح للعسكريين بتهميش الآخرين، واستبدال شخص يختارونه بهم"، مضيفا: "لا يوجد أي مانع قانوني لترشح عسكري في الانتخابات الرئاسية".
وأكد دهقان عدم الخوف من انتماء المرشحين للانتخابات الرئاسية، داعيا للتركيز على الجدارة ومعايير الشخص الأنسب الذي يدخل أدبيات المجتمع، لافتا إلى أنه "يعتقد بعضهم أنه إذا أصبح قيادي رئيساً للجمهورية، فإن العسكرة تسود البلاد، وأنه سيقيل المسؤولين من مناصبهم، ويستبدل بهم العسكريين، بينما لا توجد إمكانية للعسكرة وفرض الحكم العسكري".