عراب الأزمات.. أردوغان يفرض وصايته على تميم ويعرقل المصالحة
يبدو أن تركيا لن تفلت قبضتها عن قطر على الإطلاق، فبعد ساعات من بيان الكويت بشأن إجراء محادثات مثمرة بشأن الأزمة الخليجية، خرجت أنقرة معلنة موقفها ببيان مسموم، ما يثبت مدى تحكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وسيطرته على الدوحة كالدمية في يده وتبيعها له في الوقت ذاته.
ماذا قالت تركيا؟
وفي بيان لوزارة الخارجية التركية، قالت: إنها تبدي ترحيبها بإعلان الكويت حول الأزمة الخليجية، زاعمة "بالغ امتنانها جراء التطورات الإيجابية التي شهدتها الأيام الأخيرة في سبيل حل الأزمة الخليجية"، حسبما نقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية.
وقالت وزارة الخارجية التركية بالجهود الكويتية لحل الأزمة الخليجية والخلاف مع قطر، إنه بعد مقاطعة دامت نحو 3 سنوات، في إطار تحقيق المصالحة ودعم وتحقيق التضامن والاستقرار الخليجي والعربي.
وقالت الخارجية التركية إنه: "نحن سعداء بالتطورات الإيجابية الأخيرة فيما يتعلق بحل النزاع المستمر في منطقة الخليج منذ يونيو 2017، ونقدر الجهود المخلصة للقيادة الكويتية التي أجرت اتصالات ومحاولات مكثفة لحل النزاع حتى الآن، نتمنى حل الخلاف من خلال الحوار، غير المشروط، في أسرع وقت ممكن، وإنهاء الحصار والعقوبات التي تعرضت لها قطر دون مزيد من التأخير".
سموم البيان التركي
رغم المظهر الخارجي بدعم تركيا لجهود المصالحة والمباحثات الحالية، لكنه تضمن سموما عديدة، أشبه بالسم في العسل، حيث تضمن البيان عدة كلمات مثيرة للانتباه، منها "الحصار الجائر" والذي يعني أنها ما زالت تدعم موقف قطر، وتحاول تزييف الواقع، وعدم ذكر كونها مقاطعة دبلوماسية مثلما ورد ببيان الرباعي العربي وتم التشديد عليه لأكثر من مرة.
كما تضمن أيضًا كلمة "الحوار غير المشروط" والتي تعني عدم موافقتها على مطالب الرباعي العربي الستة لإنهاء المقاطعة، للدفع بقطر بعدم الموافقة عليهم، خاصة فيما يخص طرد أفراد الإخوان الإرهابية، ومقاطعة تركيا وإيران، لتجنب إضرار مصالحهم.
يثبت ذلك البيان والتحريض الضمني أن أردوغان هو الحاكم الفعلي لقطر، وأن تميم مجرد دمية في يده، وأنه متمسك برفض المطالب وهو من شأنه توجيه أمير قطر بتنفيذه.
ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي تتخذ فيها تركيا الاتجاه نفسه، حيث سبق أن تكرر أكثر من مرة مع الوساطة الكويتية ثم الأميركية لحل الأزمة، حيث اشترطت إجراء الحوار دون مطالب الرباعي، وزج أردوغان بتميم لعدم تنفيذ أي وعود ليضمن استمرار تبعيته واستغلال الأموال القطرية ونهب المليارات لصالح نفوذه، لتكون الدوحة دمية في يده والمسماري لتهديد أمن الخليج.
وسبق أن اعترف أمير قطر بنفسه بتبعيته لأردوغان، حيث قال في تصريح منذ شهور قليلة، إن أردوغان بمثابة "أبيه" وأنه حريص على إرضائه وتنفيذ أوامره.
البيان الكويتي
وقبل ساعات أصدرت الخارجية الكويتية، بيانًا مقتضبًا نقلاً عن وزير الخارجية الشيخ أحمد الناصر، حول جهود المصالحة الخليجية التي تتم برعاية الكويت والولايات المتحدة الأميركية.
وقال وزير خارجية الكويت خلال البيان إن هناك مباحثات مثمرة جرت خلال الفترة الماضية، لحل الأزمة الخليجية، مشيدا بدور مستشار الرئيس الأميركي جاريد كوشنر لما بذله في هذا الصدد.
وأضاف "كافة الأطراف أكدت حرصها على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي، وعلى الوصول إلى اتفاق نهائي يحقق التضامن الدائم بين دولهم، وتحقيق ما تصبو إليه شعوب دول المنطقة".
وأوضح الشيخ الناصر أن هذه الجهود تأتي في إطار المبادرات التصالحية التي أطلقها الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد واستمرارًا لجهود سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، والرئيس الأميركي دونالد ترامب لحل الأزمة الخليجية.