فداء المجذوب.. إمام سوري يقود عمليات تهريب أسلحة لميليشيات أردوغان
هو اسم غير شائع، لم يتم تداوله بكثرة أو يحظى بشهرة واسعة، وفرضت حوله السلطات السرية البالغة، إلا أنه سرعان ما فاحت خيانته وظهرت فضائحه، بمتاجرته بالدين والشعب والأبرياء من أجل المال، وتنفيذ الحلم العثماني الوهمي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
فداء المجذوب.. واحد من بين الأشخاص الذين سهلوا مهمة أردوغان في الاستيلاء على ليبيا وسوريا، بغسل أذهان الشباب ونقلهم إلى طرابلس من أجل الحرب مع حكومة الوفاق المدعومة من الميليشيات الإرهابية.
من هو المجذوب؟
هو إمام أسترالي من أصول سورية، يبلغ من العمر 51 عامًا، لم تتوافر عنه الكثير من المعلومات الشخصية، ولكنه عمل محاضرًا جامعيًّا في جامعة سيدني، وأستاذًا مساعدًا في الدراسات الإسلامية بجامعة تشارلز ستورت، وإمامًا زائرًا للوعظ بالسجون، ثم انحرف بشكل مفاجئ وبات المتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني السوري، الجبهة السياسية التي تضم جماعات معارضة مسلحة مثل الإخوان المسلمين، ومقرها إسطنبول، التي يقيم فيها حاليًا.
لعب دورًا رئيسيًّا في مساندة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في حروبه خارج أراضيه، من سوريا إلى ليبيا، وتنفيذ مشروعاته الاستعمارية، ويرتبط بعلاقة قوية مع مسؤولين كبار في الحكومة التركية وشبكة تهريب أسلحة، لذلك كان قائد شبكة تهريب أسلحة من ليبيا إلى سوريا عبر تركيا، وأثبتت تقارير أمنية أنه عمل مع عناصر القاعدة، حيث كان حلقة الوصل بين المجلس الوطني السوري وشبكة القاعدة وكبار المسؤولين الأتراك.
تهريب الأسلحة
بعد الثورة السورية والتغييرات الكثيرة التي شهدتها بلاده، انتقل المجذوب إلى تركيا، ليساند التمرد والحركة ضد بشار الأسد، حيث أصبح المتحدث الرسمي للمجلس الثوري، الذي يدعمه أردوغان.
في عام 2012، لعب الرجل دورًا في شبكة تهريب أسلحة من ليبيا إلى سوريا عبر تركيا، حيث تربطه علاقة وطيدة باثنين من كبار مستشاري أردوغان، وتقارب من الجماعات المسلحة في شمال سوريا، ثم ساعد في تسهيل المحادثات بين الجماعات الإرهابية في المنطقة.
الميليشيات الليبية
كما ارتبط المجذوب أيضًا بعلاقات مع عائلة الصلابي الإرهابية في ليبيا، والليبي عبدالعظيم علي موسى بن علي المتورط في خطة لتنظيم القاعدة في العراق لنقل الأسلحة من ليبيا إلى سوريا عبر تركيا.
كان له دور مهم في توريد الأسلحة لليبيا، حيث كان على اتصال مع علي موسى عبدالله الجبوري، الذي كان يستعد لإرسال أسلحة إلى المعارضة في سوريا، وساعد أيضًا في إرسال تركيا للمرتزقة السوريين للقتال في ليبيا، حيث اشتهر بعلاقته مع إبراهيم كالين وسيفر توران، المستشارين الرئيسيين لرئيس الوزراء آنذاك رجب طيب أردوغان.
من المرجح أن مصطفى شقيق المجذوب، قُتل في سوريا عام 2012، في قصف صاروخي عندما كان يشارك في القتال إلى جانب الفصائل ضد قوات الأسد، حيث قضى وقتًا في باكستان وأفغانستان، وكان على صلة بالجماعات المسلحة هناك.