كيف يدار الإعلام القطري.. بين دعم الإرهاب ومتلازمة ستوكهولم
فساد بالغ خلف الشاشات، بين ابتزاز جنسي وتجارة بالدين وصناعة الشائعات وبث الفتن والضغائن والأكاذيب، كله يدار داخل مطبخ الإعلام القطري، برعاية من الديوان الأميري عبر شبكة ضخمة تحكمها الأطماع والأهواء من الشخصيات التابعين لجماعة الإخوان، وأمام مرأى الملايين يوميًّا، ويظهر حاليًا في عدة مواقف.
فضائح من داخل الشاشة
اشتهر النظام القطري ورؤوسه بفضائحهم الجنسية واستغلال النساء، واحدًا تلو الآخر، حتى بات أشبه بعادة متبعة، لتكون آخر تلك الفضائح الجنسية، التي انتشرت عبر موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، صورًا مسربة لمذيعة قناة الجزيرة غادة عويس وهي في مسبح مزرعة مدير القناة حمد بن ثامر، والمثير للجدل أن صديقتها بالقناة علا الفارس هي كانت صاحبة التسريب، حيث رجح البعض أنها تضغط على غادة حتى تحل محلها بالجزيرة.
أظهرت تلك الفضيحة التي ما زالت مشتعلة عبر "تويتر"، سلوكًا غريبًا غير مهني في إدارة الجزيرة، حيث يتبع أفرادها نهج الابتزاز الذي يدور في حلقة مغلقة، فرئيس الشبكة يبتز مذيعته جنسيًّا، والتي بدورها تستغله مهنيًّا، بينما صديقتها تبتزها للحصول على منصبها والاستيلاء على مكانتها.
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يظهر فيها ذلك، حيث سبق أن تم الكشف عن أن ضيوف قناة الجزيرة بالملابس الداخلية، أثناء استضافته عبر سكايب، ما يظهر أن ضيوف قناة الجزيرة يخضعون لتعليمات طاقم القناة خلال تواجدهم بالشقق المفروشة أو الفنادق التي تجهزها لهم.
مسبقًا، وتحديدًا في عام 2005، بينما كان تميم وليًّا للعهد، تم منعه من دخول ملهى ليلى للمثليين جنسيًّا في لندن لمدة شهر كامل بسبب مشاجرة حدثت بينه وبين شريكه وصديقه مايكل هيرد، وهو ما تم فضحه لاحقًا.
متلازمة ستوكهولم
تعتبر تلك الدائرة المغلقة التي يدور فيها الإعلام القطري، هي أقرب لمصطلح "متلازمة ستوكهولم" المعروف منذ أربعين عامًا، وهو ما يعرفه الكثيرون بأنه نتيجة لاستماعهم إلى عدد من القصص الشهيرة عن حالات الاختطاف واحتجاز الرهائن، خاصة في الحالات التي كانت الرهينات والمختطفات فيها من النساء، ما يولد شعورًا بالخوف البالغ يضطر المختطف إلى الانصياع والخضوع التام للخاطف ما يوقعه تحت وطأة الابتزاز الجنسي.
خداع قطر
وظَّفت وسائل الإعلام القطرية كامل طاقاتها لنسج قصص تمجد من استأثر بحكم بلادهم عن طريق انقلاب متواصل بالبلاد، فالإعلام ينسج قصصًا لمدح الأمير تميم ويزيد مما يسميه بإنجازاته، متجاهلًا كَمّ الخطأ والكذب في الحقيقة والمعاناة التي تفتك بالجميع في الداخل.
وأنشأ النظام القطري منظومة إعلامية كاذبة، أساسها الرئيسي هو قنوات رقمية وآلاف الصفحات بالسوشيال ميديا، وأنفق عليها مئات الملايين من الدولارات، ووظف لها منتمين إلى فكر الإخوان، لصناعة منظومة من الأفكار المشوهة والمغلوطة والزائفة لخدمة محور قطر وتركيا والإخوان، وتركز بحملات مكثفة هجومها على السعودية ومصر والإمارات.
أبواق النظام
عبر الشاشات والوسائل الإعلامية سخر النظام القطري العشرات من الأبواق الداعمة له، على أمثال جمال ريان، وفيصل القاسم وخديجة بن قنة ومجيد بوطمين، وغيرهم من الكتاب الذين لوثوا أقلامهم بالكذب والخداع، ليطلوا على المواطنين كل يوم، لزرع العداوة والفتن داخلهم تجاه العرب، والتملق لتركيا وإيران وإسرائيل، واحتضان أفراد الجماعات الإرهابية بشكل دائم لتحويلهم إلى وجوه مألوفة، كأتباع تنظيم القاعدة وداعش والحوثيين.
الذباب القطري
كما اعتمدت قطر على "الذباب الإلكتروني"، لتنفيذ أغراضها وأطماعها، فدشنت أشبه باللجان الإلكترونية الإخوانية، وهي عبارة عن حسابات وهمية تدار عن طريق برمجيات ومواقع لكتابة التعليقات والإعجاب وإعادة التغريد تلقائيًّا مع السباب والتحريض، وهو ما تم فضحه أكثر من مرة خلال الفترة الماضية.
وأظهرت دراسة أن السعودية تصدرت قائمة الأخبار التحريضية التي نشرتها وسائل إعلام قطرية، بنسبة 48%، تلتها الإمارات بنسبة 22%، ثم البحرين 16%، وجاءت مصر في المرتبة الرابعة بنسبة 14%، على مدار فترة المقاطعة.
أسس الإعلام في الدوحة
يعتمد الإعلام في الدوحة حاليًا على ثلاثة أسس: الأول رصد لوسائل الإعلام العالمية لاصطياد أي خبر أو تقرير أو مقال يحمل أي إساءة لدول الرباعي العربي، خاصة السعودية والإمارات، لتصيغه بعد ذلك ضمن إستراتيجية خبيثة تعتمد على التلاعب بالألفاظ والعبارات لتزييف الحقائق لإخراجه بصورة أكثر إساءة للدول المقاطعة.
أما الثاني فهو يقوم على التزييف والتحريف وشراء الأقلام بهدف الحصول على مواد إعلامية تستهدف الدول المقاطعة بتشويه صورتها وتلفيق التهم لها، وهو ما ارتكز على جهاز الاستخبارات والسفارات القطرية من خلال رشوة لبعض الكتاب العرب بالآلاف من الدولارات لدفعهم إلى الكتابة ضد تلك الدول في الصحف العربية والعالمية.
والأساس الثالث هو التنسيق الإعلامي مع جهات إيرانية تتبع الأجهزة الأمنية للحرس الثوري الإيراني، وأخرى تركية، وثالثة إسرائيلية، لتحسين صورة الدوحة وتشويه صورة الدول المقاطعة.