ماكرون يهدد مسؤولي لبنان: لن نسمح لكم بضياع بيروت.. هل تكشر فرنسا عن أنيابها؟
بسبب تطور تداعيات الأزمة اللبنانية، وعقب تنحي مصطفى أديب عن تشكيل الحكومة، نتيجة تعنت حزب الله وحركة الأمل وتمسكهم بالحقيبة المالية، ومع انقسام الشارع اللبناني، وظهور تخوفات من خروج احتجاجات ذات طابع طائفي ومذهبي أن تزيد الأمر سوءاً، خرج الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن صمته ليعلن أن الطبقة السياسية خانت تعهداتها بتشكيل حكومة جديدة.
ماكرون يصر على ورقته السياسية لحل أزمة لبنان
وعلق فادي عاكوم، محلل سياسي لبناني، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، على خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قائلاً: "لم نشهد من قبل قيام أحد رؤساء الدول أو أي دولة حول العالم بتوبيخ جميع سياسيين دولة أخرى بهذه الطريقة"، موضحاً أن من تابع الخطاب ولغة الجسد وتعابير وجه الرئيس الفرنسي، يتأكد أن خيبة أمل كبيرة تعرض لها إيمانويل ماكرون، خصوصاً أن جميع السياسيين في لبنان قد وعدوه بحل الأمور وتعهدوا بإنجاح ورقته ومبادرته السياسية، لكنهم كلهم حسب ما قال خانوه ولم يلتزموا بما تم الوعد به.
وتابع عاكوم: إنه من الممكن أن يقال الخطاب تضمن نقاطاً أساسية وهي التوبيخ، والتحذير والإصرار على المبادرة الفرنسية، وحذرهم جميعاً أنهم لو أصروا على مواقفهم المشرذمة للداخل اللبناني، سيكون لفرنسا موقف آخر إن كان من خلال العقوبات على غرار العقوبات الأميركية، أو من خلال إنشاء محكمة مالية دولية لتحاسب الجميع على ما ارتكبوه من فساد خلال السنوات الماضية، متابعاً إن ماكرون أصر على العمل بورقته الإصلاحية الداخلية لتكوين حكومة وإعطاء مهلة بين 4 أو 6 أسابيع، وهو يعلم جيداً أنه لا يستطيع الخروج هكذا من الداخل اللبناني لأن هذا سيعتبر فشلاً له وللسياسة الفرنسية بشكل عام، ولهذا أعطى هذه المهلة على أمل أن تحافظ السياسة الفرنسية على ماء الوجه.
من يخلف مصطفى أديب لتشكيل الحكومة؟
وأوضح عاكوم، أن ماكرون أرسل إشارات إيجابية إلى أميركا، خصوصاً أنه تصرف بشكل منفرد خلال الفترة الماضية عند جلوسه مع حزب الله على طاولة واحدة، معتبراً أن الجناح السياسي بعيد عن الجناح العسكري، لافتاً أنه أكد هذه المرة أن حزب الله يعمل بازدواجية، وأيضاً حزب الله وعده وخالف وبالتالي يعتبره الرئيس الفرنسي طعنة في الخلف، أيضاً توجيه كلام صريح إلى الثنائي الشيعي حزب الله وحركة أمل وتسميتهم هي سابقة فلم يتم توجيه كلام للثنائي هكذا من قبل.
واستطرد السياسي اللبناني، أنه من المتوقع خلال الفترة القادمة أن يعاد تدوير الورقة الفرنسية، خصوصاً فيما يتعلق بوجود حكومة مستقلة عن جميع السياسيين، وأن تحتوي الحكومة على مجموعة من الاختصاصين، بالإضافة إلى مجموعة من السياسيين كحل وسط، ولكن ستبقى الأزمة من هو رئيس الحكومة؟، فمن هو الشخص الذي سيرضى أن يتولى المسؤولية في هذا الوقت، خصوصاً أن معظم الأسماء المطروحة سابقاً والتي طرحت خلال الشهر الماضي احترقت، والبعض اقترح أن سعد الحريري سيعود ولكنه أعلن أنه لن يترشح ولن يسمي أحداً، والأمر نفسه إلى جميع رؤساء الحكومات السابقين وسيتبعون التحفظ بانتظار ما ستؤول له الأمور خلال الفترة المقبلة.
مانويل يوجه خطاباً شديد اللهجة لساسة لبنان
وتحدث ماكرون بلهجة شديدة إلى الطبقة السياسية، من خلال مؤتمر صحفي عالمي، قائلاً: "إن الطبقة السياسية قررت خيانة تعهداتها بتشكيل حكومة جديدة، وتخلت عن التزاماتها مقابل مصالحها الشخصية".
وأعلن ماكرون، أن حزب الله وحركة أمل لا يريدان تسوية في لبنان، ولم يقدما تنازلات من أجل تشكيل الحكومة، لافتاً أن المسؤولين اللبنانيين لا يملكون سوى فرصة أخيرة للوفاء بتعهداتهم.
وقال ماكرون خلال خطابه: إن حزب الله لا يمكن أن يكون مجرد ميليشيا عسكرية أو حزباً سياسياً، فهو من يقرر كل شيء في لبنان، كما أشار إلى فرض العقوبات الأميركية على الوزراء التابعين لحزب الله، قائلاً: "إن فرض عقوبات على من عرقلوا تشكيل الحكومة في لبنان لن تكون مجدية، لافتاً "العقوبات لا تبدو أداة جيدة على الأرجح في هذه المرحلة لكننا لا نستثنيها في المشاورات مع الآخرين في مرحلة ما".
الفرقة اللبنانية خطر يهدد المنطقة
وأكد ماكرون، أن المرحلة الجديدة التي ندخلها ليست خطيرة بالنسبة للبنان فقط ولكن لبقية المنطقة، لافتاً أنه ضاع من الوقت شهر والمخاطر ما زالت تزعزع استقرار المنطقة، مطالباً بإعلان نتيجة التحقيق في أسباب انفجار مرفأ بيروت.
وأشار ماكرون، إلى أن خارطة الطريق الفرنسية هي الخيار الوحيد المتاح ولا تزال مطروحة، معلناً عن تنظيم مؤتمر بنهاية أكتوبر مع الأمم المتحدة لحشد الدعم للبنان.
وأعطى الرئيس الفرنسي مهلة مدتها 20 يوماً لعقد اجتماع مع مجموعة الاتصال الدولية للبنان لبحث الخطوات التالية، مؤكداً أن فرنسا لن تتخلى عن الشعب اللبناني.
أتى خطاب ماكرون، عقب إعلان مصطفى أديب اعتذاره عن تشكيل حكومة جديدة بعد أن قضى أسابيع في محاولة إقناع الأطراف السياسية بالموافقة على اختياراته وسط المطالبات الشعبية بتحقيق إصلاحات سياسية.