انتصار خليجي في مواجهة البيت الأبيض.. كيف أعادت السعودية والإمارات رسم خريطة القوى؟

حققت السعودية والإمارات انتصارا خليجيا في مواجهة البيت الأبيض

انتصار خليجي في مواجهة البيت الأبيض.. كيف أعادت السعودية والإمارات رسم خريطة القوى؟
ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان

نجحت المملكة العربية السعودية والإمارات في الفوز في معركتهم مع الولايات المتحدة الأميركية لزيادة إنتاج النفط لتعويض النقص في الأسواق بعد الحرب الأوكرانية الروسية ووقف إمدادات النفط والغاز الروسية.

وكان قادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة رفضوا تلقي المكالمات الهاتفية مع الرئيس الأميركي جو بايدن، حيث حاولت الإدارة الأميركية الضغط عليهم من أجل زيادة الإنتاج وتعويض النقص في الإنتاج الروسي، إلا أن الدولتين الخليجيتين رفضتا الطلب الأميركي لزيادة إنتاج النفط بعد التراجع الأميركي عن دورها في منطقة الشرق الأوسط والحرب في اليمن. 

خسارة أميركية 

أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن البيت الأبيض لم يربح أزمته النفطية مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وتابعت: إن البيت الأبيض يواجه أزمة نفطية مع السعودية والإمارات مع ارتفاع الأسعار، وتعني الخلافات مع إدارة بايدن أنه من المرجح أن تدفع الرياض وأبوظبي واشنطن إلى إبرام صفقة صعبة.

وأشارت الصحيفة إلى أن موقف جو بايدن المتشدد تجاه روسيا نال استحسانًا واسع النطاق، ولكن مع حقيقة أن أخطر صدمة نفطية منذ عقود أصبحت الآن حقيقة واقعة، فإن محاولة الرئيس الأميركي لتخفيف رد الفعل السلبي لا تزال تواجه مقاومة من الحليفين الذين يحتاجهم بشدة.

وأضافت أن الرد الفعل الخليجي تسبب في صدمة كبرى للإدارة الأميركية التي لم تتوقع مثل هذا السيناريو والذي لم يحدث منذ حرب أكتوبر التي اندلعت بين مصر وإسرائيل. 

أولوية أميركية 

وبحسب الصحيفة، فان الأولوية المباشرة لبايدن هي أن يساعد كلا البلدين في ممارسة أقصى قدر من الضغط الاقتصادي على روسيا من خلال زيادة إنتاجهما النفطي. 

وتابعت: إن كلا الدولتين الخليجيتين مورد رئيسي للنفط، مع قدرة فائضة، والتي من شأنها أن تخفف التأثير عن المستهلكين الأميركيين من خلال أسعار الوقود قبل انتخابات التجديد النصفي في شهر نوفمبر المقبل والتي تهدد سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس. 


رسم خريطة القوى 


في ظل انخفاض العلاقات بين القوى النفطية في الشرق الأوسط وواشنطن إلى أدنى مستوياتها في العصر الحديث، فإن الحسابات قد تعيد ترتيب النظام الإقليمي على أساس شروط تفضل الرياض وأبوظبي، لقد أوضح الزعيمان أنهما لن يقبلا بأقل من ذلك، وأنهما مستعدان لتحمل عقبات ذلك.


وأكدت الصحيفة أن الإمارات والسعودية بدأتا في ملاعبة واشنطن وإظهار قوتهما الكبرى وكيف يمكنهما التحكم في سوق النفط من خلال التصريحات فقط، حيث قال سفير الإمارات العربية المتحدة في واشنطن، يوسف العتيبة، الأربعاء الماضي، إنه يفضل زيادة الإنتاج "وسوف يشجع أوبك على النظر في مستويات إنتاج أعلى"؛ ما أدى إلى انخفاض أسعار النفط بمقدار 13. ٪ اليوم المقبل. 

لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء لزيادة العرض متبوعًا، وبحلول نهاية الأسبوع، عاد سعر البرميل إلى ما يقرب من 130 دولارًا (100 جنيه إسترليني)، وهو مستوى مرتفع بشكل غير مريح بالنسبة لبايدن حتى منتصف المدة. 

غضب عربي 

وأكدت الصحيفة أن غضب المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة جاء من قيام إدارة بايدن بإزالة الحوثيين المدعومين من إيران من قائمة الإرهاب العالمية، بينما يواصلون سلسلة مفاوضات مضنية مع إيران لاستئناف الاتفاق النووي الذي يعود إلى عهد أوباما والذي مزقه دونالد ترامب.

علاوة على ذلك، هناك شعور قوي في كلتا العاصمتين بأن بايدن قد اقترب من المنطقة بنظرة انتقادية عميقة للدول التي كانت منذ فترة طويلة حليفة أمنية، وتساهل مع إيران، التي لا تزال عدوًا.

وتابعت: إن ما حدث الأيام الماضية يكشف انتصارا خليجيا كبيرا على الإدارة الأميركية، حيث ينظر البيت الأبيض إلى جهود إصلاح العلاقة مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على أنها ثمن مقبول يجب دفعه.

وأرسلت الإدارة في شهر فبراير الماضي بريت ماكجورك، منسق البيت الأبيض لسياسة الشرق الأوسط، ومبعوث وزارة الخارجية لشؤون الطاقة عاموس هوشستين، إلى الرياض للقاء ولي العهد، وعشية غزو أوكرانيا، أعلنت وزارة الخزانة فرض عقوبات على شبكة تمويل مزعومة للحوثيين. 

قال السير جون جنكينز، السفير البريطاني السابق في الرياض وكبير زملاء مؤسسة فكرية للسياسة في المملكة المتحدة، إن العلاقات التي كانت تنمو بين الرياض وموسكو، ولاسيما منذ أن قام بايدن بتهميش المملكة وقادتها، ربما يحتاج البيت الأبيض لاعادة هيكلة سياساته الخارجية والانتباه أكثر للشرق الأوسط.