ميليشيات إيران وراء محاولة اغتيال الكاظمي.. وتحركات تكشفها في المنطقة
تورطت ميلشيات إيران في محاولة اغتيال الكاظمي
أكد مسؤولون أمنيون ومصادر مقربة من الجماعات المسلحة في العراق، اليوم، أن جماعة مسلحة مدعومة من إيران كانت وراء الهجوم على مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أمس الأحد، في محاولة لاغتياله.
وأشارت المصادر التي اشترطت حجب هوياتها، إلى أن الطائرات دون طيار، والمتفجرات المستخدمة في الهجوم، إيرانية الصنع.
بينما رفض متحدث باسم جماعة مسلحة مدعومة من إيران، التعليق على الهجوم أو الجهة التي نفذته.
ونجا رئيس الوزراء العراقي من الحادث الآثم، دون أن يصاب بأذى جراء الهجوم على مقر إقامته في بغداد.
وما زالت التحقيقات جارية حول محاولة الاغتيال التي تعرض لها الكاظمي، فيما أشار مسؤولان أمنيان عراقيان وثلاثة مصادر مقربة من الفصائل "الولائية" (الموالية لإيران كما توصف محليا) إلى أن الهجوم ارتكبته واحدة على الأقل من تلك الجماعات، لكنهم قدموا تقييمات مختلفة قليلا بشأن أي الفصائل تحديدا.
وأوضح المسؤولان العراقيان أن كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق هما بالتحديد وراء ذلك الهجوم الإرهابي، كما أشار مصدر بجماعة مسلحة إلى أن كتائب حزب الله متورطة في الهجوم، لكنه لم يؤكد تورط العصائب.
ومن جانبه، أكد الكاظمي في كلمة له مساء أمس الأحد، خلال جلسة للحكومة أن القوى الأمنية "تعرف مرتكبي جريمة محاولة الاغتيال وستكشفهم".
وشدد رئيس الوزراء العراقي على أن استهداف منزله تم بطائرات مسيرة مفخخة وجهت إليه بشكل مباشر.
فيما أكد مجلس الوزراء أن الهجوم نفذته "جماعات مسلحة مجرمة، قرأت ضبط النفس والمهنية العالية التي تتحلى بها القوات الأمنية والعسكرية ضعفاً؛ فتجاوزت على الدولة ورموزها، واندفعت إلى التهديد الصريح للقائد العام".
بـ3 مسيرات مفخخة
وكشفت الأجهزة الأمنية العراقية عن أن 3 طائرات مسيرة استهدفت منزل رئيس الحكومة في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين فجر الأحد، والتي تضم سفارات وقنصليات أجنبية، فضلا عن مؤسسات رسمية، فيما عمدت القوى الأمنية إلى إسقاط 32 منها، إلا أن الثالثة تمكنت من إصابة مقر الكاظمي.
وفي تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، قال الدكتورة سمية عسلة، المتخصصة في الشؤون الإيرانية، إن محاولة اغتيال الكاظمي كانت رد فعل إيرانيا متوقعا بعد عودة العراق إلى الصف العربي، خصوصا بعد مشروع المشرق العربي مع مصر والأردن، إضافة إلى الاتفاقات واللقاءات التي تمت مؤخرا مع قيادات الدول العربية مثل مصر والأردن والإمارات والسعودية والبحرين وغيرها.
واعتبرت عسلة أن إيران التي كانت تعتبر العراق ولاية أخرى من ولايتها، فكانت التحركات الأخيرة ضربة للنظام الإيراني الذي كان يعتقد أنه سيطر على العراق تماما بميليشيات الحشد الشعبي، فكانت المفاجأة توجها مصريا أعاد العراق للصف العربي.
وأضافت عسلة أن مشروع المشرق العربي أو الشام الجديد، سيكون مشروعا اقتصاديا بالدرجة وسيحقق القوة لدوله الثلاث "مصر والعراق والأردن"، خصوصا سيعمل على تحرير العراق من سطوة إيران الاقتصادية عليها، وهذه ضربة للنظام الإيراني؛ لذلك كانت محاولة الاغتيال الكاظمي طبيعية.
وأشارت إلى أن محاولة الاغتيال تأتي بالتزامن مع ضعف ميليشيات إيران سواء في العراق أو لبنان، علاوة على أنه أصبح هناك إجماع دولي على أن إيران ترعى الميليشيات الإرهابية، وأن ما يحدث في لبنان هو أكبر دليل على أن من يحكم ويدمر لبنان هي ميليشيا حزب الله وحسن نصر الله التابع لإيران.
وأكدت سمية عسلة أن التحرك السعودي الإماراتي الأخير بالتعاون مع العراق، مواجهة عملية للإرهاب الإيراني.
وأشارت إلى تعليمات وجهها أحد مسؤولي ميليشيا حزب الله يأمر أتباعهم في دول الخليج بعدم الإفصاح عن أنفسهم؛ ما يؤكد أن هناك حالة رفض واسعة لتلك الميليشيا، ولذلك تتجه الميليشيا لفرض نفسها بالإرهاب والاغتيالات.