ضربة موجعة لإخوان اليمن.. الإمارات تعيد الحياة لمطار "الريان"
في ضربة جديدة للإخوان في اليمن أعادت دولة الإمارات العربية المتحدة إصلاح وإعمار مطار الريان
لا يزال اليمن يعاني من مرحلة حادة من الكارثة الإنسانية نتيجة للصراع الحربي القائم بين الجيش اليمني وأذرع الشر الإيرانية المتمركزة في اليمن للسنة السادسة على التوالي، لم تنجح كل المبادرات الأممية في تحقيق السلام في ربوع اليمن، رغم تعدد مبعوثيها، وحدها لغة السلاح، وتدمير المؤسسات، بما فيها المؤسسات المدنية الحيوية، هي التي ظلت سيدة الميدان، لكن أيادي الإمارات البيضاء الممتدة إلى أشقائها في اليمن لم تكف عن العطاء حتى تاريخ اليوم.
تم إغلاق مطار "الريان الدولي" قبل سنوات، بعد أن تعرض للتخريب والتدمير على يد تنظيم القاعدة الإرهابي التي سيطرت على مدينة المكلا حاضرة حضرموت على بحر العرب ، خلال عامي 2015 و2016، وعقب طرد القوات الإرهابية من المدينة على يد قوات النخبة الحضرمية بدعم من القوات الإماراتية العاملة ضمن قوات التحالف العربي، تكفلت دولة الإمارات بتأهيل المطار وإعادة ترميمه وفق أحدث المواصفات ومتطلبات الملاحة الدولية، ويعتبر مطار الريان الدولي هو ثالث شريان جوي يمني ورئيسي تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليا بعد مطاري عدن وسيئون.
واستقبل مطار "الريان الدولي" في محافظة حضرموت، شرقي اليمن، الجمعة، أولى رحلاته الجوية، بعد توقف دام لأعوام، فيما أكدت المصادر أن المطار تم تأهيله وإعادة تشييده وتزويده بأحدث الأجهزة الملاحية، بدعم من الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، ووصلت أولى الرحلات الجوية إلى مطار الريان الدولي قادمة من مطار عدن، الساعة التاسعة صباحًا؛ إذ بث عدد من المسافرين صورا لوصولهم إلى مطار الريان بمدينة المكلا، مشيدين بالدعم الإماراتي الذي أسهم بإنقاذ هذا الشريان الحيوي.
ووسط جهود أطراف التحالف العربي الرامية إلى إصلاح ما أفسدته المنظمات الإرهابية، ما زالت التساؤلات مطروحة حول دور "حزب الإصلاح" ودوره في التنمية وترميم البنى التحتية والمطارات بدلا من تحريض أنصاره من أبناء محافظة المهرة وكتائبه الإعلامية للتظاهر ضد دول التحالف العربي التي تنشد إلى إخراج اليمن من براثن الحوثي.
ووفقًا لوسائل الإعلام، كان النشطاء قد أطلقوا حملة إلكترونية تهدف إلى تعريف الرأي العام العربي والدولي بالدور الخبيث والخيانات لحزب التجمع اليمني للإصلاح، وتقاربه (برعاية قطرية-تركية) مع ميليشيا الحوثي الإرهابية، ومحاولة تغيير مسار معركة التحالف العربي الرامية إلى إنهاء انقلاب الميليشيات، كما نددت الحملة بالخيانات الإخوانية، ووفقا للنشطاء، فإن الحزب الإخواني لم يكتفِ بتسديد طعنات مميتة للمقاومة الجنوبية عند تحرير عدن من ميليشيا الحوثي، بل قدم تسهيلات لعناصر إرهابية من أجل إرباك الاستقرار بالعاصمة اليمنية المؤقتة.
وتتوالى الانتقادات على حزب "الإصلاح" طوال الوقت، فوفقًا لمحللين في الشأن اليمني والدولي، ما يقوم به حزب الإصلاح الإخواني في اليمن والمدعوم من تركيا وقطر دور تخريبي في البلاد، حيث إنه بدلاً من الاتحاد مع باقي القوى اليمنية من أجل استعادة الشرعية وطرد ميليشيات الحوثي الانقلابية من العاصمة، يدفع بالأحداث نحو حرب أهلية بين المكونات المؤيدة للشرعية، بداية من تحالفه مع الحوثيين وتخلّيه لهم عن مناطق إستراتيجية كانت بحوزته، ثم تنفيذه للمخططات التركية والقطرية، ومؤخراً بالاشتباكات المسلّحة ضد المجلس الانتقالي الجنوبي، حتى وصل الأمر بقيام حزب الإصلاح بإصدار الأوامر العسكرية للمجندين الجنوبيين في التشكيلات العسكرية التي تحت قيادته في الجيش اليمني، ليتقدموا الاشتباكات ضد أهاليهم، في موقف لا يمكن وصفه بأقل من افتعال الفتنة في صفوف الجنوبيين كما أنه منحى تخريبي غير مسبوق.
واتخذ دور الإمارات منذ مارس 2015 حتى الآن ثلاثة مسارات بشكل متزامن: الأول مسار عسكري لتخليص اليمن من الإرهاب، والثاني تطبيع الحياة وإغاثة أبناء المحافظات المحررة، والمسار الثالث تأمين المحافظات المحررة ومحاربة الإرهاب، وقدّمت الإمارات مساعدات إغاثية وداعمة الاستقرار تقدر بقرابة ستة مليارات دولار من خلال المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، بالإضافة إلى إعادة بناء المستشفيات والمدارس، والبنية التحتية، مثل أنظمة الماء والكهرباء. كما تم توزيع عشرات الآلاف من الأطنان كتموين ومواد غذائية.