باحث في الشؤون التركية.. أردوغان يستغل أسلحته في تأجيج صراع القرم
ينشر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإرهاب في المنطقة ويؤجج الصراع في القرم
في وقت أكدت فيه تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استعداد بلاده لتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا لحل أزمتها السياسية مع روسيا، اعتبر مسؤول في شبه جزيرة القرم الروسية أن وعود رئيس تركيا بمساعدة أوكرانيا في "استعادة" القرم ليست إلا "هبة خادعة" ولا تنسجم مع أهداف السياسة الخارجية التركية، في الوقت الذي يرى فيه الخبراء أنها استمرار للأسلوب التركي الذي يهدف إلى تأجيج الصراعات كما حدث بين أرمينيا وأذربيجان في أزمة إقليم ناجورنو كاراباخ، وأيضًا في كشمير بين الهند وباكستان.
وكان الرئيس التركي أكد في السابق دعم أنقرة لـ"منصة القرم" التي تهدف أوكرانيا من خلالها إلى "توحيد المجتمع الدولي حول شبه الجزيرة"، مضيفًا أن أنقرة "مستعدة لتقديم كل الدعم الضروري"، منوهاً إلى أن "بعثة المراقبة الأوروبية الخاصة إلى أوكرانيا يجب أن تواصل مهمتها لتحقيق الاستقرار في منطقة دونباس"، ولكن خطابات الثعلب التركي دائما ما توقعه في فخ التناقضات، فهو يظهر للمجتمع الدولي بثوب المصلح الاجتماعي الذي يسعى للسلام والاستقرار، ومن ناحية أخرى يقدم أسلحته لأوكرانيا ويساهم في احتدام الأزمة مع روسيا.
وعلى الرغم من أن أردوغان أوضح أن هدف بلاده الأساسي "هو أن يظل البحر الأسود واحة للسلام والاستقرار والتعاون"، إلا أن الباحث في الشؤون التركية مصطفى صلاح يرى أن سياسة التركية المعلنة تجاه أزمة القرم وهي تأجيج الخلافات والتوترات بين تركيا وروسيا.
وقال الباحث في الشؤون التركية في اتصال لـ"العرب مباشر": إن سياسة تأجيج الخلافات التركية معلنة حول موقفها من أزمة القرم والتي تسببت منذ عام 2014 في تأجيج الخلافات والتوترات بين تركيا وروسيا وهو الأمر الذي ظهرت ملامحه في الكثير من المناسبات ويؤشر على ذلك أن تركيا أصبحت من أكثر الدول المستثمرة هناك اقتصاديًا وعسكريًا.
وتابع الخبير في الشأن التركي، أنه من جانب آخر لا يمكن تفسير هذه السياسة بمعزل عن روسيا التي تشترك مع تركيا في عديد من الملفات وخاصة الملف السوري والأزمة بين أذربيجان وأرمينيا، وبالتالي تحاول مزاحمة السياسة الروسية هناك كنوع من أنواع التوازن في علاقاتهما في ظل الخلافات المتصاعدة بينهما حول هذه الملفات.
وتابع: "بالنسبة لتركيا فقد وجدت من دافع أوكرانيا للاتجاه نحو الاعتماد على أسلحة أخرى غير الأسلحة الروسية فرصة للانخراط في الأزمة هناك باعتبار أن تركيا رافضة للتدخل الروسي هناك من بدايته، مستطردًا: "ولعل قيام تركيا بتقديم صناعتها الدفاعية لأوكرانيا سوف يساهم في مجموعة من التطورات من أهمها إمكانية استمرار المواجهة العسكرية بين أوكرانيا وروسيا كما هو الحال في إقليم دونباس وبالتزامن مع ذلك تصاعد في التوترات الروسية التركية".
وقال صلاح: تركيا تحاول استغلال هذه الصفقات للخروج من أزمتها الاقتصادية بعدما واجهت تحديات اقتصادية داخلية وإقليمية ودولية شملت فرض عقوبات وحصار اقتصادي غير رسمي من جانب بعض الدول، لافتًا إلى أنه في مجمل هذه التطورات من الممكن أن تساعد هذه الانعكاسات في تصاعد التوترات الأوروبية والأميركية مع روسيا مع إمكانية الاعتماد على تركيا كورقة ضغط في الملفات الأخرى التي تنخرط بها مع الجانب الروسي.