أفغانستان.. هل تجبر المقاومة الأفغانية حركة طالبان على التراجع؟
أجبرت المقاومة الأفغانية حركة طالبان على التراجع
بعد رحيل القوات الأميركية عن أفغانستان وتركها لقمة سائغة لحركة طالبان التي فرضت سيطرتها بشكل سريع على البلاد، أقامت حركة طالبان نظامًا دينيًا يحظر على النساء شغل معظم الوظائف ويمنع الفتيات فوق سن 12 عامًا من الذهاب إلى المدرسة، مع الحفاظ على علاقات وثيقة مع الجماعات الإرهابية، مثل القاعدة، وتسيطر طالبان اليوم على أفغانستان أكثر مما كانت تسيطر عليها في المرة الأخيرة - قبل هجمات سبتمبر- حيث تمتلك حركة طالبان حاليًا تسليحًا أكثر تطورًا بعد استيلائهم على عربات مدرعة أميركية وبنادق M16 تركت وراءهم بينما كان الجيش الأميركي يتجه نحو المخارج، وفي ظل هذه القوة ظهرت بعض القوى المعارضة التي تحارب الحركة المتطرفة، فهل تنجح في هز عرش طالبان.
صراعات مسلحة
وشهد العام الماضي، هجمات وحرب عصابات شنتها مجموعة تعرف باسم جبهة المقاومة الوطنية حرب عصابات ضد طالبان، بقيادة أحمد مسعود، نجل القائد الأسطوري للمجاهدين المناهضين لطالبان أحمد شاه مسعود، الذي اغتاله انتحاريون من القاعدة قبل يومين من هجمات 11 سبتمبر، وفق شبكة "سي إن إن" الأميركية، ويقول علي ميسم، رئيس العلاقات الخارجية في جبهة المقاومة الوطنية، إن هذه المقاومة نمت في العام الماضي وإنها تقاتل في ست مقاطعات من أصل 34 ولاية في أفغانستان معظمها في شمال البلاد بقوة قوامها 4 آلاف مقاتل مدربون تدريبا جيدا، لكن نظري قال إنه لا توجد دولة تدعم حركة المقاومة بالسلاح أو المال، وتابعت الشبكة أن طاجيكستان، وهي دولة تقع شمال أفغانستان، تدعم حركة المقاومة، والتي نجحت العام الماضي في فرض قوتها، ومواجهة طالبان بنجاح، مؤكدين أن الحل السياسي لإنهاء الصراعات المسلحة في أفغانستان أمر غير مطروح حاليًا في ظل تطرف طالبان وقمعها للشعب الأفغاني وإرهاب المواطنين، فيجب أولاً تحرير السلطة من طالبان أو إجبارهم على قبول الديمقراطية والحكم الوسطي الذي يشمل جميع فئات الشعب الأفغاني وعلى رأسها احترام حقوق المرأة والأقليات الدينية.
تنظيم الصفوف
بحسب الشبكة، فإن المقاومة الأفغانية أيقنت أنه للبقاء على قيد الحياة ومقاومة تطرف طالبان، كان عليها تغيير إستراتيجيتها، من حرب تقليدية إلى حرب غير تقليدية، والتي كانت نهجنا في الثمانينيات، وفي الفترة من 5 إلى 15 سبتمبر 2021 ، بدأت قوات المعارضة في الانسحاب إلى الوديان البعيدة في بنجشير، والتي كانت تُستخدم أيضًا كقواعد في الثمانينيات، وفي الشتاء الماضي أنشؤوا قواعد عسكرية في ست مقاطعات في شمال أفغانستان: بنجشير ، وكابيسا، وبغلان، وبدخشان، وتخار، وبروان، وتابعت أن المقاومة بدأت أيضًا في العمل على الانشقاقات الكبيرة التي حدثت في صفوف طالبان، مثل مولوي مهدي، الشيعي الوحيد الذي لعب دورًا بارزًا في طالبان، وانشق وأعلن المقاومة في منطقة بلخاب بمقاطعة سار إي بول شمال أفغانستان قبل مقتله في وقت سابق من هذا الشهر، ما يعني أن طالبان قد تواجه هزيمة إستراتيجية كبرى في الشمال، فحتى الآن لم تتمكن الحركة المتطرفة من فرض سيطرتها الكاملة على مدن الشمال، فمقاتلو طالبان القادمون من قندهار وهلمند في جنوب أفغانستان غير مدربين على القتال في الجبال.