العراق.. لهذه الأسباب قررت إيران مواجهة الصدر عسكريًا

قررت إيران مواجهة الصدر عسكريًا في العراق

العراق.. لهذه الأسباب قررت إيران مواجهة الصدر عسكريًا
صورة أرشيفية

تعكس الصدامات والاقتتال في بغداد والذي امتد إلى عدة محافظات عراقية في جنوب ووسط البلاد حالة الصراع بين مشروعين كبيرين للسيطرة على بلاد الرافدين، المشروع الأول يمثله تيار الصدر وجموع مؤيدة له بأعداد هائلة ويطالب باستقلال العراق عن إيران، أما المشروع الثاني فيقوده ما يعرف بـ"الإطار التنسيقي" ويضم فصائلَ ورموزًا موالية لطهران وترفض طروحات التيار الصدري وتتمسك باستمرار التبعية العراقية لإيران وتعزيزها، ويدعمها في ذلك فصائل الحشد الشعبي العراقي المسلحة.

خوف إيراني

يرى مراقبون أن النظام الإيراني يجري حسابات دقيقة لأسباب مذهبية تثير مخاوفها، مرتبطة بجغرافيا المرجعية الشيعية، فهذه المرجعية بقيت على مدى تاريخها موجودة في العراق "عربية"، وتم اختطافها من قبل طهران ونقلها إلى "قم"، وتحظى مقاربات ومحاججة التيار الصدري، بوصفه ضد إيران وتدخلها في العراق، بتأييد أوساط عراقية كثيرة، تشمل المكوّنين: السُّنّي والكردي، مقابل طروحات ومقاربات "الإطار التنسيقي" التي يبدو أنّها أصبحت أقل، مضيفين، أنّها غير قادرة على تقديم إجابات حول ضرورة استمرار الحشد الشعبي بعد القضاء على تنظيم داعش، ومقولاتها بالدفاع عن مؤسسات الدولة والتباكي عليها وهي المسلوبة إيرانياً، وهو ما جعل طهران تقرر كسر شوكة الصدر والقضاء على تياره من خلال وكلائها في العراق لأنّه أصبح يشكّل تهديداً جدّياً لإستراتيجية استمرار سيطرتها على العراق، مراقبون أكدوا أن اختيار إيران ممارسة القوة المفرطة ضد التيار الصدري من قبل وكلائها في العراق يرتبط بمخاوف القيادة الإيرانية من انتقال شرارة الثورة ضد القيادة الإيرانية في العراق إلى الداخل الإيراني، لا سيّما أنّ انتفاضات تشهدها المدن والمحافظات الإيرانية، تتم التغطية عليها من قبل الإعلام الإيراني، وأيّ انتصار في العراق على إيران سيشكّل دافعاً للشعوب الإيرانية، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة، خاصة أن تحقيق الصدر لأيّ انتصار في العراق، سينتقل إلى بيروت ودمشق وصنعاء، وهي ساحات إيرانية كلفت إيران مليارات الدولارات للسيطرة عليها، ولن تقبل خسارتها بسهولة.


 
تغيُّر الموازين

كشفت مصادر أنه خلال الفترة  الماضية، زار القائد العسكري الإيراني البريجادير جنرال إسماعيل قاآني رجل الدين الشيعي العراقي السيد مقتدى الصدر في داره، وبحسب أربعة مسؤولين عراقيين وإيرانيين مطلعين على تفاصيل المقابلة التي استغرقت نصف الساعة بمدينة النجف، استقبل الصدر القائد الإيراني بجفاء واضح، حسبما قال المسؤولون، ينقل رسالة سياسية قومية خلاصتها العراق، كدولة عربية ذات سيادة، سيشق طريقه بنفسه، دون تدخلات من جارته الفارسية، على الرغم من الروابط الطائفية بين البلدين، تحدى الصدر القائد الإيراني بحسب أحد المسؤولين وقال لا نريدكم أن تتدخلوا، وفي الأشهر التي تلت ذلك، لم يشكل الصدر وحلفاؤه ولا الأحزاب المتحالفة مع إيران ائتلافا لخلافة الإدارة المؤقتة بقيادة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وهو مرشح توافقي يدير الحكومة إلى أن يقر البرلمان إدارة جديدة تحل محله حكومته، وبلغت خيبة الأمل من الصدر مبلغها بسبب جمود الوضع والضغط الإيراني حتى أنه أمر في يونيو نواب تياره في البرلمان البالغ عددهم 73 نائبا، أي ما يقرب من ربع أعضاء البرلمان، بالانسحاب من المجلس.