مرحلة حرجة.. من تركيا إلى قطر الخناق يزيد على جماعة الإخوان
يزداد الخناق على جماعة الإخوان
مرحلة حرجة يمرّ بها تنظيم الإخوان الإرهابي الذي لفظته دول العالم، ثم تخلّت عنه قطر وتركيا اللتان احتضنتا قياداته، فبعد مطالب تركيا لهم بمغادرة أراضيها، منحت قطر مجموعة منهم مهلة للمغادرة، تماشياً مع التغيرات التي تطرأ على الساحة الإقليمية والدولية، وتبدل خارطة التحالفات في المنطقة خلال الفترة الأخيرة.
ملاذات جديدة
هذه التغيرات التي حدثت في سياسة الدول الداعمة لجماعة الإخوان، وضعت التنظيم أمام واقع جديد يجبره على البحث عن ملاذات آمنة جديدة، خارج المعاقل التقليدية التي احتضنت الجماعة طوال الأعوام الماضية.
قطر وتركيا هما الدولتان الوحيدتان في المنطقة اللتان تدعمان الإخوان بعد إعلان الجيش المصري عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، إثر احتجاجات حاشدة على حكمه، فقد استضافتا عدداً من رموز الإخوان وقياداتهم، منذ أن شنت السلطات في مصر حملة صارمة على الإخوان، ومقتل المئات واعتقال الآلاف من أعضاء الجماعة ومؤيديها في احتجاجات.
إخفاق الجماعة
ووصفت تقارير صحفية عديدة عام 2022 بـ"عام هزائم الإخوان وإخفاقاتهم"، فقد اتّسم بشمول هزائمهم، ولم تقتصر خسائرهم على إقليم دون آخر ولا على جانب دون جانب، بل كانت شاملة كافة جوانب الجماعة، وفي كافة الدول التي تواجدوا فيها.
تركيا تتخلى عن الإخوان
وبحسب دراسة جديدة نشرها المركز العربي لدراسة التطرّف، فإنّ تركيا التي عُدّت الملاذ الآمن الأكبر والأهم للإخوان، اضطرت لاتخاذ إجراءات من شأنها التأثير على الجماعة في الفترة الأخيرة، ومن بين تلك الإجراءات رفض منح الجنسيات لبعض الكوادر المحسوبين على الجماعة، ومن بينهم الداعية المثير للجدل وجدي غنيم، الذي أعلن في 2 (يونيو) الجاري، أنّ السلطات التركية أخبرته، قبيل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، برفض منحه الجنسية التركية التي تقدّم للحصول عليها، أو تجديد إقامته بالبلاد.
وعلى الصعيد نفسه، أقدمت أنقرة على إيقاف منح الجنسيات لقيادات بجماعة الإخوان في الوقت الحالي، وأبلغتهم أنّ هذه الإجراءات هي إجراءات مؤقتة في الوقت الحالي بسبب الأوضاع السياسية التي تمرّ بها تركيا، وسعيها لإتمام تطبيع العلاقات مع مصر وبقية الدول العربية.
وطلبت الجهات التركية المسؤولة عن ملف الإخوان من قيادات الجماعة ألّا يقدموا على أيّ أنشطة جديدة دون إبلاغ الجانب التركي، وطلبت من بعض القيادات التواري عن الأنظار في الفترة الراهنة، خصوصاً أنّ هناك مطالبات بتسليم بعض القادة الصادر بحقهم أحكام قضائية في مصر إلى القاهرة، وهو ما لم يوافق عليه الجانب التركي حتى الآن، بدعوى أنّ القانون التركي يمنع تسليم المعارضين المطلوبين في بلدانهم الأصلية.
معاناة الإخوان
يقول الدكتور إبراهيم ربيع القيادي الإخواني المنشق والباحث في شؤون الجماعات الإرهابية: إن المرجح أن تتخذ السلطات التركية خطوات مقبلة ضد المطلوبين لمصر، ومن بينها ترحيل بعضهم إلى دولة أخرى، مثلما حدث مع حسام الغمري، وأن التحول التركي تجاه الدول العربية، وتخليها عن دعم حركات الإسلام السياسي، من أجل تطبيع علاقاتها مع كل من مصر والسعودية والإمارات وسوريا، وإنّ هناك دوافع تركيا متنوعة، إذ يحتاج أردوغان إلى أموال دول الخليج العربية لدعم الليرة، على الأقل حتى الانتخابات.
وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر": أنه من تركيا إلى قطر... الخناق يضيق على الإخوان، فقد عانت جماعة الإخوان من الضغوط نفسها مع استمرار جهود التقارب بين الدوحة والقاهرة، فقد اتخذت السلطات القطرية عدة قرارات بترحيل مجموعات من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان، فضلاً عن بعض المحسوبين على الجماعة الذين تواجدوا داخل الأراضي القطرية طوال الأعوام الماضية.