انتهت محادثات السلام التي استمرت 12 ساعة بين وفدي روسيا والولايات المتحدة دون التوصل إلى أي اتفاقات ملموسة، وسط مطالب روسية بمزيد من الأراضي الأوكرانية، حسبما نقلت صحيفة "تليجراف" البريطانية.

بحسب مصادر مطلعة على مواقف الكرملين، طالبت موسكو خلال المحادثات بالسيطرة الكاملة على أربع مناطق أوكرانية هي دونيتسك، لوهانسك، زابوروجيا وخيرسون. 

وأكدت الصحيفة البريطانية، أنه رغم أن روسيا لا تسيطر بالكامل على أي من هذه المناطق حتى الآن، تأمل الحكومة الروسية في أن تضغط واشنطن على كييف لسحب قواتها من تلك المناطق التي تحتلها موسكو جزئيًا.

موسكو تصف المحادثات بـ"الصعبة"

ووصف كبير المفاوضين الروس، جريجوري كاراسين، المحادثات بأنها "لم تكن سهلة" مشيرًا إلى أن "العديد من القضايا جرت مناقشتها".

وفي المقابل، التزمت واشنطن الصمت التام حيال سير المحادثات ونتائجها، ورغم أن بيانًا مشتركًا كان متوقعًا صباح اليوم التالي، إلا أنه لم يصدر حتى الآن.

واتهمت مصادر دبلوماسية روسيا بأنها تسعى لإطالة أمد المفاوضات وتقديم مطالب قصوى بهدف انتزاع تنازلات إضافية من الجانب الأمريكي.

وفي خطوة اعتُبرت محاولة لتعطيل المحادثات، طلبت موسكو مؤخرًا انضمام الأمم المتحدة إلى المفاوضات.

محادثات أوكرانية أمريكية موازية  

وأكدت الصحيفة البريطانية، أنه بالتزامن مع محادثات موسكو وواشنطن، عقد وفد أوكراني اجتماعًا صباح اليوم في العاصمة السعودية الرياض مع فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمناقشة تطورات الأزمة.

فشل المحادثات بعد 12 ساعة دون بيان مشترك  

انتهت المحادثات بين المسؤولين الروس والأمريكيين في العاصمة السعودية الرياض بعد 12 ساعة من المفاوضات يوم الاثنين، دون أي تصريحات رسمية من الطرفين.

كان من المتوقع صدور بيان مشترك في اليوم التالي، وهو ما كان البيت الأبيض يأمل أن يُمثل خطوة مهمة نحو إنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.

هدنة البحر الأسود على رأس الأجندة  

عُقد الاجتماع بين الوفدين الأمريكي والروسي في الرياض بحضور فريق التفاوض الأوكراني الذي انتظر في مكان قريب، وتركزت المباحثات على إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق نار جزئي في البحر الأسود.  

وظهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في مواقف متباينة بشأن نتائج المحادثات.

أعربت واشنطن عن تفاؤلها بإمكانية التوصل إلى هدنة شاملة، بينما وصفت موسكو الاجتماع بأنه "مجرد بداية" وأكدت أن هناك "مفاوضات صعبة" تنتظر الطرفين في المستقبل.

تصعيد روسي بالتزامن مع المحادثات  

في الوقت الذي كانت المحادثات تجري في أحد فنادق الرياض الفاخرة، نفذت روسيا هجومًا صاروخيًا على مدينة سومي في شمال شرق أوكرانيا، أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 90 شخصًا، بينهم 17 طفلًا، وفق ما أعلنه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.  

اتهمت كييف موسكو بإطلاق "تصريحات جوفاء" بشأن السلام، مشيرة إلى أن الهجمات المتكررة على المدن الأوكرانية تتناقض مع حديث روسيا عن جهود التسوية السلمية.