بعد سقوط الأسد.. هل تستكمل سوريا مسيرة 2011 أم بدأ سيناريو الفوضى؟
بعد سقوط الأسد.. هل تستكمل سوريا مسيرة 2011 أم بدأ سيناريو الفوضى؟
شهدت سوريا حدثًا تاريخيًا بإعلان سقوط النظام السوري، إيذانا بانتهاء 13 عامًا من الحرب والمعاناة، في تطور يطرح تساؤلات جوهرية حول ملامح المرحلة الانتقالية وشكل سوريا الجديدة.
وبحسب المتحدثة السابقة باسم قوى الثورة والمعارضة السورية فرح الأتاسي: فإن هذا اليوم يمثل "نهاية معاناة الشعب السوري واستعادة قراره الوطني".
حيث ترى قوى المعارضة في سوريا، إن سقوط نظام بشار الأسد يعني طي صفحة ولاية الفقيه في سوريا وسقوط الميليشيات الموالية لإيران"، وأضافت: أن المرحلة المقبلة تتطلب "توحيد الجهود لإعادة بناء سوريا بمشروع وطني شامل".
وكانت الفصائل المسلحة السورية أعلنت - في وقت سابق - دخولها دمشق، وسقوط نظام الأسد الذي فر إلى جهة غير معلومة.
الجولاني واستمرار مسار 2011
قال زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني - بعد سيطرة المعارضة المسلحة على دمشق-: إنه لا مجال للعودة إلى الوراء، وأن الهيئة عازمة على مواصلة المسار الذي بدأته في 2011، وفي تصريح بثه التلفزيون السوري،قال الجولاني: "المستقبل لنا".
وفي أول رسالة له بعد دخول دمشق، دعا في وقت سابق من الأحد، مقاتليه إلى عدم الاقتراب من المؤسسات العامة، مؤكدًا أنها ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى "تسليمها رسميًا"، بعد إعلان المعارضة إسقاط الرئيس بشار الأسد.
وقال الجولاني - في بيان نشر على حساب المعارضة على تطبيق تلغرام-: "إلى كافة القوات العسكرية في مدينة دمشق، يُمنع منعًا باتًا الاقتراب من المؤسسات العامة، والتي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى يتم تسليمها رسميًا، كما يُمنع إطلاق الرصاص في الهواء".
بشار ترك السلطة بشكل سلمي
وقد أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أن الرئيس السوري بشار الأسد قرر مغادرة البلاد والتخلي عن منصبه وأمر بانتقال سلمي للسلطة بعد مفاوضات مع أطراف في النزاع.
وأكدت الوزارة - في بيان-، أن روسيا لم تشارك في المفاوضات التي أدت إلى هذا القرار، لكنها تواصل اتصالاتها مع جميع فصائل المعارضة السورية.
ودعا البيان الروسي إلى ضرورة نبذ العنف والعمل على حل القضايا السياسية في سوريا من خلال الحوار، بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
كما شدد على أهمية احترام آراء جميع المكونات العرقية والطائفية في سوريا، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق عملية سياسية شاملة.
وأشار البيان، أن الأمم المتحدة إلى جانب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في سوريا، يجب أن تبادر بتنظيم مفاوضات شاملة بين الأطراف السورية بشكل عاجل في جنيف.
وفيما يتعلق بالوجود الروسي في سوريا، أكدت روسيا أن القواعد العسكرية الروسية في حالة تأهب قصوى لضمان سلامة المواطنين الروس هناك، مشيرة إلى عدم وجود تهديد خطير في الوقت الحالي لسلامتهم.
خريطة استكمال مسار 2011
بينما في ظل سقوط بشار الأسد، وضع سالم المسلط، الزعيم السياسي لفصيل سوري معارض سبق وحضر محادثات السلام عام 2015 في جنيف، خريطة طريق سياسية محتملة في حالة الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد بالكامل في سوريا.
وسالم المسلط هو الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، وهو مجموعة من فصائل المعارضة التي اجتمعت معًا بهدف الإطاحة بنظام الأسد.
وقال - في تصريحات صحافية-: إنه سيكون هناك أولاً: انسحاب لجميع الفصائل المسلحة خارج المدن، ولن تكون هناك سوى الشرطة المدنية.
واضاف المسلط، الذي كان أيضًا رئيس الحكومة السورية المؤقتة: أن الخطة ستكون "العمل الجاد على الحفاظ على جميع مؤسسات الدولة وحمايتها" وإبقاء جميع الموظفين في مناصبهم، وسيتم تشكيل هيئة انتقالية لتتولى القيادة لمدة تتراوح بين ستة وتسعة أشهر، تليها انتخابات لبرلمان جديد وقيادة مدنية.
ولكن بالنظر إلى الصعود السريع لجماعة "هيئة تحرير الشام"، فمن غير الواضح مدى تأثير هذا الفصيل، تم تشكيل هيئة تحرير الشام من فرع سابق لتنظيم القاعدة، وهي المجموعة الرئيسية التي تقود المعارضة المسلحة الآن.